في زمن تتغير فيه القيم وتتبدل فيه الأولويات، يبقى للإنسان بعض الحقوق التي لا يجوز لأحد أن ينزعها منه أو يشكك فيها. 

من حقك أن تعيش كما تريد، طالما أنك لا تؤذي أحدا ولا تظلم أحدا.

من حقك أن تختار الطريق الذي يناسبك، حتى لو لم يعجب من حولك.

 من حقك أن تقول لا، وأن ترفض ما لا يليق بك، وأن تغلق الباب في وجه كل ما يهين كرامتك أو يسلبك حريتك أو يقلل من شأنك.

من حقك أن تخطئ، نعم، أن تخطئ. لأنك بشر، تتعلم من كل تجربة، وتنضج مع كل سقطة. لا أحد كامل، ولا أحد يملك الحق في محاسبتك على نية لم تكتمل، أو قرار اتخذته بقلبك ثم ندمت عليه لاحقا. المهم أنك تتعلم، وتكمل، وتكبر.

من حقك أن تحزن، أن تتألم، أن تنهار لبعض الوقت. الحزن لا يعني الضعف، والدموع لا تعني الفشل. أحيانا يكون البكاء هو الطريق الوحيد للراحة، والصمت هو أعظم لغة يتحدث بها الجرح.

من حقك أن تبعد، أن تختار العزلة لبعض الوقت، أن تختلي بنفسك كي تستعيد توازنك. ليس من الضروري أن تكون دائما متاحا، دائما مبتسما، دائما في خدمة الآخرين. لأنك إن لم تحب نفسك أولا، فلن يستطيع أحد أن يحبك بحق.

من حقك أن تقول كفى، أن تضع حدا لما يؤذيك، أن تغلق صفحات أتعبتك، وتفتح أبوابا جديدة. ليس كل من تبدأ معه الطريق يستحق أن يصل معك للنهاية.

من حقك أن تحلم، أن تطمح، أن تسعى لما تراه أنت مناسبا لك. لا تجعل أحلامك على مقاس الناس، ولا تسمح لأحد أن يصادر طموحك بحجة الخوف عليك أو مصلحة لا تراها.

من حقك أن تكون كما أنت، لا نسخة من أحد، ولا ظل لأحد. لك صوتك، لك رأيك، لك طريقتك في الحياة. حافظ على نفسك، ولا تسمح لأحد أن يشوه صورتك أمام نفسك.

في النهاية، الحياة قصيرة، والفرص لا تأتي دائما، والكرامة لا تعوض. فتمسك بحقك، ودافع عنه، وقلها بكل ثقة: من حقي.

شاركها.