بدت نيللي كريم خلال حضورها فعاليات الدورة الخامسة من مهرجان البحر الأحمر السينمائي في جدة أكثر وضوحا وجرأة في مقاربة مسيرتها وما يشغلها فنيا اليوم.
الممثلة التي اعتادت أن تذهب إلى مناطق معقدة ومتشابكة في الأداء، اختارت هذه المرة أن تتحدث بعمق عن علاقتها بالمهنة، وعن النقطة التي وصلت إليها بعد سنوات طويلة من العمل.
كثافة التصوير والمعالجة بالمونتاج
في تصريحات خاصة لـ “”، فتحت نيللي ملفا حساسا يتردد همسا في كواليس الصناعة: إنهاك الممثل بعمليات تصوير لا تنتهي، وتحدثت بصراحة عن واحدة من أكبر الكوارث الإخراجية التي تحدث في مصر، أن يقرر المخرج تصوير المشهد ذاته من زوايا لا حصر لها، في واحد من أكثر الأساليب استنزافا لطاقة الممثل واندفاعه، ما تريده الآن هو دور له قيمة، ومخرج يعرف ماذا يريد، وبيئة تحترم طاقة الممثل ولا تستهلكها عبثا.
أشارت إلى أن المخرجين الكبار لا يفعلون ذلك، لأن رؤيتهم للمشهد تكون مكتملة منذ البداية، وضربت مثلا بالمخرجة كاملة أبو ذكري التي ترى أنها من الذين يعرفون تماما ما يريدون من الممثل ومن اللقطة. ووضعت إلى جانبها المخرج أبو بكر شوقي، الذي تعتبره من أصحاب البوصلة الواضحة في التعامل مع الممثل.
لا بطولة من أجل البطولة
نيللي كريم ذهبت أبعد من الحديث عن أساليب الإخراج، لتتخذ موقفا صريحا من فكرة البطولة في حد ذاتها، وقالت لـ : إنها لم تعد منشغلة بتصدر الأفيش أو بمراكمة البطولات المزيفة، وإن مرحلة إثبات الذات من خلال الكم قد انتهت بالنسبة لها، وصار معيار اختيارها هو القيمة الفنية وحدها، مهما كان حجم الدور.
هذا التحول بدا واضحا في اختياراتها للعام 2025، الذي وصفته بأنه كان عاما محظوظا لها، إذ شاركت في أربعة أفلام مختلفة تماما: هابي بيرث داي، وضيفة شرف بدور الملكة نازلي في فيلم الست، وفيلم القصص، وفيلم جوازة ولا جنازة. أربعة عوالم لا تربطها أي خيوط مشتركة، وهو ما تعتبره المتعة الحقيقية في مهنتها.
القصص: أم لشباب كبار تبحث عن حياة بسيطة
تشارك نيللي كريم في فيلم القصص للمخرج أبو بكر شوقي، المعروض ضمن مسابقة المهرجان، وتقدم دور أم لشباب كبار، وهو ما لا يشكل أي حساسية لديها، لأن الممثل كما تقول يجب أن يلعب كل الأدوار من دون حسابات العمر.
شخصيتها في الفيلم، فيروز، امرأة بسيطة ذات أحلام أكثر بساطة، حلمها لا يتجاوز حصولها على “بوتاجاز” جديد، وهو ما لامس نيللي من اللحظة الأولى لأن الشخصية مستمدة من واقع حقيقي، وهذا ما دفعها إلى قبول الفيلم من دون تردد، وشددت نيللي على أن العمل مع أبو بكر شوقي ممتع، لأنه مخرج يعرف كيف يحب الممثل، ويعرف ما يريد منه بدقة، من دون أن يرهقه أو يشتته.
الفيلم تأخر موعد عرضه الأول مما أدى لعدم استطاعة الجمهور مناقشة طاقمه، وحظي باستقبال لافت في المهرجان بحضور صناعه، ومنهم المخرج أبو بكر شوقي، أمير المصري، نيللي كريم، كريم قاسم، صبري فواز، المنتج محمد حفظي، والمنتجة شاهيناز العقاد.
