تواجه خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في قطاع غزة عقبة جديدة، تتمثل في الخلاف حول تشكيل قوة أمنية دولية تتولى الإشراف على القطاع، دون أن يؤدي ذلك إلى انسحاب حماس أو إسرائيل من مسار العملية السياسية.
وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال”، اليوم الأحد بأن مسؤولين أمريكيين وأوروبيين وشرق أوسطيين يعربون عن قلقهم من أن المشروع الأوسع لإعادة الاستقرار إلى غزة معرض لخطر التعثر.
وتُصرّ حماس، بحسب التقارير، على دورٍ هام في فترة ما بعد الحرب، وتمتلك قوة نارية كافية لإفشال وقف إطلاق النار، حيث خرج مقاتلوها من بين الأنقاض وبدأوا بتعزيز نفوذهم في مناطق مُحددة، حتى أنهم نفذوا عمليات إعدام علنية. أي دولة تُرسل قوات حفظ سلام قد تُخاطر بمواجهة حماس، مما يُثير مخاوف الدول العربية والإسلامية من تصويرها على أنها “قوةٌ تابعةٌ لإسرائيل”.
وأشار “ريتشارد غوان”، خبير الأمم المتحدة، إلى ضرورة وجود قوة مهام قادرة على استخدام القوة، وهو أمرٌ مُعقّدٌ من منظور العمليات والصورة.
والتقى ممثلو حماس مؤخرًا برئيس المخابرات المصرية، ووافقوا على وجود قوة دولية على حدود قطاع غزة فقط، بشرط ألا تواجه الحركة.
يتناقض هذا بحسب الصحيفة الأمريكية مع موقف الولايات المتحدة وإسرائيل، اللتين أكدتا مرارًا وتكرارًا أن حماس لن يكون لها دور في مستقبل غزة.
وأعربت عدة دول عربية وإسلامية عن رغبتها في المساهمة بقوات أو تمويل إعادة الإعمار، ولكن حتى الآن لم تُقدّم أي التزامات حقيقية بشأن القوات على الأرض. وتهتم غالبية هذه الدول بالبدء بتأمين حدود غزة مع إسرائيل ومصر ومنع تهريب الأسلحة.
وطلبت مصر، التي يُتوقع أن تقود القوة، انضمام قوات فلسطينية، ستتلقى تدريبًا في مصر والأردن وتخضع لمراجعة أمنية أمريكية، إلى القوة والعمل داخل غزة. ويدعو الاقتراح إلى نشر ما يصل إلى 5000 جندي، بالإضافة إلى ما بين 2000 و3000 عنصر أمن فلسطيني إضافي. وقد أبدت تركيا وباكستان وأذربيجان وإندونيسيا اهتمامها بالمساهمة بقوات، إلا أن إسرائيل عارضت مشاركة تركيا .
وصل الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات الجوية الأمريكية، إلى إسرائيل يوم الجمعة لعقد اجتماعات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، وزيارة مركز تنسيق مدنيعسكري جديد في جنوب إسرائيل مُكلَّف بالإشراف على خطة السلام.
ويعمل مسؤولو إدارة ترامب عن كثب مع حلفائهم الإقليميين على هيكل القوة، ووضع تفويض قانوني لها من خلال قرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكنهم يؤكدون أن العملية جارية، ومن السابق لأوانه الكشف عن التفاصيل النهائية.
