أمهات غزة.. سما الإخبارية
بين ألم الفقد وقسوة الجوع ومعاناة النزوح، تعيش الأمهات بقطاع غزة في ظل الإبادة والحصار الإسرائيلي المستمر على القطاع، في واقع إنساني يزداد مأساوية مع كل يوم يمر.
وفي خيمة تفتقر لأدنى مقومات الحياة في خان يونس، تعيش أم محمد أبو دقة مع أطفالها السبعة بعد أن فقدت زوجها وأحد أبنائها خلال قصف الاحتلال.
وقالت للأناضول: “زوجي وابني استشهدا خلال الحرب، وأعيش داخل خيمة بظروف صعبة، أطفالي مصابون وبحاجة لعلاج غير متوفر بسبب الحصار وإغلاق المعابر”.
تفتقر أم محمد لأبسط مقومات الحياة، وتعاني من حر الصيف وبرد الشتاء، ولا تجد ما يسد رمق أطفالها.
وأضافت: “نعاني من الجوع ولا يوجد من يعيلنا، لجأت إلى طحن المعكرونة لصناعة الخبز بعد نفاد الدقيق”.
وفي رسالة موجعة، دعت أمهات العالم للوقوف إلى جانب أمهات غزة، والمطالبة بوقف الإبادة ورفع الحصار، وتقديم الدعم الإنساني لأسر فقدت كل شيء.
جوع وقهر
حال مشابه تعيشه أم أيمن، التي فقدت زوجها وطفلها ومنزلها في القصف، وتضطر للإقامة في خيمة مصنوعة من النايلون والقماش المهترئ، منذ أن دمر الاحتلال بيتها قبل عدة أشهر.
وقالت للأناضول: “فقدت ابني وزوجي وبيتي، وأعيش في خيمة لا يوجد فيها طعام أو شراب، غير قادرة على مواصلة الحياة، وخاصة بعد الفقد”.
ولفتت إلى أنها تمشي مسافات طويلة للحصول على القليل من المياه، سواء للشرب أو الطهي.
وأوضحت أن خيمتها المصنوعة من القماش والنايلون لا تقيها حر الصيف ولا برد الشتاء وتأمل أن تنتهي الإبادة.
وتناشد الأم الغزية، أمهات العالم أن يقفن إلى جانب الأمهات الفلسطينيات، ويطالبن بوقف الحرب ورفع الحصار وإنهاء المجاعة.
مأساة الإبادة
أما صابرين أبو دقة، التي فقدت زوجها وشقيقها، فقالت إنها تعيش مع أطفالها الخمسة في ظروف غاية في الصعوبة، وأضافت: “لا يوجد بسكويت أو عصائر أو وجبات صحية نطعم بها أطفالنا، نعيش على المعكرونة فقط”.
ودعت العالمين العربي والإسلامي، والمؤسسات الإنسانية، للوقوف بجانب أطفال غزة، في ظل الوضع الكارثي الذي خلفته الإبادة.
وفي شهادة أخرى، قالت أم فقدت زوجها ومنزلها، ووضعت طفلها يتيما بعد مقتل والده في قصف إسرائيلي، إنهم يعيشون مجاعة حقيقية.
وأضافت دون ذكر اسمها: “لا طحين، لا أكل، لا شرب” مشيرة إلى أن أوضاع النساء في قطاع غزة مأساوية.
وفي رسالتها إلى نساء العالم قالت: “أتمنى يقفوا معنا، يساندونا، ويحسوا بمعاناتنا”.
وفي مطلع مارس/ آذار الماضي، صعَّدت إسرائيل من جرائمها باتخاذ قرار تعسفي بإغلاق جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، ومنع إدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية وشاحنات الوقود بشكل كامل.