صحيفة عالمية تحتفى بقرية وادي كركر المصرية لما تقدمه لأهل السودان.. تفاصيل
قامت صحيفة سكاي نيوز العالمية، بتسليط الضوء، على قرية مصرية، من قرى النوبة، في تقرير خاص بها، وذلك لما تقوم به تلك القرية من مبادرة لمساعدة أهل السودان الهاربين، من الحرب الدائرة داخل بلادهم بين الجيش السوداني، وميليشيا الدعم السريع.
حيث ذكر التقرير، أنه على مدار الساعات الأخيرة استقبلت قرية وادي كركر النوبية، السودانيين القادمين من معبر أرقين الحدودي، وسط محاولات الأهالي لتخفيف معاناة الأشقاء مع الحرب الدائرة داخل أراضيهم وعناء السفر الشاق وأهوال الطريق.
وتقع قرية وادي كركر النوبية، جنوبي مصر، على طريق “أسوانأبو سمبل” السياحي، ويمر من خلالها السودانيون في طريقهم إلى محافظة أسوان، حيث يتم اللجوء إلى موقف الحافلات الشهير هناك للانتقال إلى المناطق المختلفة، وسبق وأن اشتهرت بالعديد من المواقف المشابهة مع أبناء السودان.
ويقول عمر جمعة، أحد أبناء القري: “تجمعنا علاقات طيبة للغاية بالأشقاء السودانيين، نعتبر أنفسنا عائلة واحدة، ولا يمكن الوقوف مكتوفي الأيدي أثناء حاجتهم للمساندة، لذلك اجتمع أهالي وادي كركر على ضرورة تقديم يد العون إليهم فور علمنا بفتح السلطات لمعبر أرقين على الحدود المصرية السودانية.
ويضيف الرجل النوبي الأربعيني: “توافد على القرية المئات من أبناء السودان، وبدا على الجميع الإرهاق الشديد، لم نتردد لحظة في فتح أبواب منازلنا للترحيب بهم، قمنا بتجهيز عدد من البيوت المغلقة حتى يتسنى لهم المبيت والحصول على قدر كاف من الراحة قبل استكمال رحلتهم”.
ويتابع جمعة حديثه: “عملنا على توفير كافة الاحتياجات الممكنة من أطعمة ومشروبات وتلبية الطلبات الحيوية مثل التواصل مع ذويهم في السودان للاطمئنان عليهم نظرا لفقدان البعض لهواتفهم خلال السفر فضلا عن الاتصال بمعارفهم في أسوان أو القاهرة لتنسيق انتقالهم إلى منازلهم الجديدة بمصر”.
خلية نحل إغاثية
ويؤكد ياسر جزار، مسؤول شركة نقل ركاب بموقف كركر، أن الأهالي توقعوا منذ اندلاع الأزمة في السودان احتمالية لجوء المواطنين إلى المعابر الحدودية مع مصر، لذلك تحولت القرية إلى خلية نحل من أجل مساعدة السودانيين بقدر المستطاع موضحا أن الكبار والصغار يشاركون في الدعم باعتبارهم أشقاء.
ويردف جزار: “لم تكن أعداد الحافلات الموجودة في موقف وادي كركر كافية بالنسبة لأعداد السودانيين، تمت على الفور عمليات تكاتف لتجهيز أكبر قدر من الأتوبيسات المجهزة لنقلهم إلى أسوان والمحافظات الأخرى في ظروف مناسبة، وهناك عشرات الحافلات القادمة من القاهرة التي ستبقى حتى زوال الأزمة”.
ويذكر علاء بحر، أحد أهالي وادي كركر: “بجانب القرارات الحكومية المهمة للوقوف بجوار السودانيين، تدور ملحمة شعبية على كافة المستويات، نحن نتلقى اتصالات هاتفية عديدة من أنحاء محافظة أسوان وغيرها من محافظات مصر لإرسال المساعدات، البعض يرغب في المشاركة بأي طريقة خلال تلك التجربة الصعبة”.
ويُشير بحر إلى أن وادي كركر ستظل جاهزة لاستقبال المزيد من السودانيين، فهناك الكثير من المتطوعين الذين يقفون على الطريق لتوزيع الفاكهة والعصائر والمياه منوها إلى تدشين خيمة طبية خلال الساعات القادمة للتعامل مع الحالات الصحية الطارئة.
ويختتم بحر حديثه قائلا: “ندرك تماما الأوضاع الصعبة التي يمر بها السودانيين، ونلتزم بواجبنا نحوهم لإغاثتهم وإمدادهم بجميع المتطلبات، ولن نمل من مؤازرتهم حتى نهاية الشدة، سنظل معا في السراء والضراء كتعبير عن علاقتنا الوطيدة معهم عبر عقود طويلة”.
يشار إلى أن معبر أرقين الحدودي يشهد تواجد لفرق الإغاثة الدولية بالهلال الأحمر المصري، حيث يتم تقديم خدمات الدعم النفسي والأدوية والوجبات الغذائية الخفيفة ووسائل الاتصال التليفونية والشبكية بين العابرين من خلال المعبر من مختلف الجنسيات وبين ذويهم.