تحسّ بأعراض وتهرَع إلى الإنترنت للبحث عن أسبابها؟
أثير – مازن المقبالي
يقوم بعض الأشخاص عند إحساسهم بأعراض ما بالاتجاه إلى الإنترنت للبحث عنها؛ فتكون النتيجة إما “مبالغة في الوصف” أو “إهمال وتقليل”، وفي كلتا الحالتين قد يصل الشخص إلى الوسواس الصحي والوهم المرضي؛ حيث يتخيل له وجود أمراض وأعراض خيالية، ويعاني من قلق وتوتر زائد حولها.
حول هذا الموضوع؛ “أثير” تواصلت مع الدكتور سعيد البوصافي -أستاذ مشارك واستشاري أول أمراض الجهاز الهضمي والكبد بكلية الطب والعلوم الصحية- ليعرفنا أكثر عن ظاهرة وهم المرض باستخدام الإنترنت أو ما يطلق عليه داء السايبركوندريا Cyberchondriasis ، حيث أوضح بأن هناك زيادة مقلقة في حالات الجهاز الهضمي سببها الوهم المرضي أو الوسواس.
وأشار البوصافي إلى أن ظاهرة “وهم المرض” تبدأ من عرض بسيط ثم البحث في الإنترنت ثم التوتر والقلق والاقتناع باحتمالية الإصابة بمرض خطير كالسرطان، ثم تبدأ زيارة العيادات والمستشفيات والتنقل بينهم وما يصاحب ذلك من تكاليف صحية ومادية، تنتهي في بعض الحالات إلى الاستعانة بطبيب الأمراض النفسية والسلوكية.
وذكر الدكتور أن هناك دراسات أظهرت وجود أكثر من 70% من المرضى يتجهون إلى البحث عن طريق الإنترنت قبل زيارة الطبيب، وفي الجانب الآخر هناك دراسات تحذر من خطورة البحث عن الأعراض في الإنترنت، والمفاجأة أن 90% من الحالات كانوا يعانون من أعراض بسيطة أدى البحث عن طريق الإنترنت إلى تعقد حالتهم وتفاقمها، خصوصا النفسية.
وأكد البوصافي وجود مخاطر عديدة يسببها التشخيص الذاتي عن طريق الإنترنت، وأهمها مخاطر صحية وأغلبها نفسية مما يصعب التخلص منه، وفي بعض الأحيان يحتاج تدخل الطبيب النفسي، كذلك مخاطر مادية عن طريق إجراء الاستشارات الطبية غير الضرورية وفحوصات مكلفة وأخذ أدوية وعلاجات لا يوجد داعٍ لها من الأساس.
وعن العلاج المناسب للذين يعانون من هذه الظاهرة قال البوصافي: العلاج يتضمن مراجعة طبيب متخصص، والتحدث معه عن المشاكل الصحية المتعلقة بالشخص، ويمكن استشارة متخصص في الصحة النفسية لتقييم حالة الشخص وتقديم العلاج المناسب، مثل العلاج النفسي المعرفي السلوكي أو الدواء إذا لزم الأمر.
ووجه البوصافي بالابتعاد عن البحث عن الأعراض والأمراض على الإنترنت، والاعتماد على المعلومات المتاحة من مصادر موثوقة مثل الأطباء والمواقع الطبية الرسمية، ويجب على الشخص الحفاظ على التوازن بين الاهتمام بصحته وتجنب الوسواس الصحي والوهم المرضي، وإذا كان هناك قلق مستمر يجب على الشخص مراجعة الطبيب لتقييم حالته وتقديم العلاج المناسب له.