هل ستبقى دولة الاحتلال لتحتفل بمئويتها؟ جنرالان إسرائيليان يستعرضان عدة سيناريوهات
يستعرض رئيس الاستخبارات العسكرية السابق عاموس يادلين، والباحث أودي أفنطال، المختص في قضايا السياسة والإستراتيجيا، في قراءة مشتركة، سيناريوهات مختلفة تتعلق بمستقبل إسرائيل. ويتساءل يادلين بالقول إن تل أبيب، في عامها الـ75، تعيش أزمة داخلية تهدد حصانتها وقوّتها وإنجازاتها، فإلى أين تتجه دولة إسرائيل؟ منبهاً إلى أن الإجابة تتعلق بالصورة التي سنخرج فيها من الأزمة الحالية، لكنها غير محصورة بها، داعياً لتوجيه الأنظار إلى الأفق، ومحاولة رؤية ما بعد 25 عاماً: كيف ستكون إسرائيل في عيد ميلادها المائة؟ وضمن إجابته يضيف: «من الواضح أنه سيكون من الصعب توقّع ما سيحدث بعد عشرات الأعوام في مجال التغييرات الدولية والإقليمية والداخلية. ولذلك، سنقوم بالأمر استناداً إلى “تخطيط يستند إلى سيناريوهات”، كما هو الأمر في عالم التخطيط الإستراتيجي، فَلِتَخَيُّلِ مسارات بعيدة المدى، يجب صوغ سيناريوهات في مجالات متعددة؛ سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وتكنولوجية، وغيرها، وفي كُلّ مجال سيكون هُناك سيناريو إيجابي وآخر سلبي. هذه السيناريوهات لا تتوقع المستقبل، إنما تُساعد في التفكير فيه، ومعرفة التهديدات والفُرص، وصوغ إستراتيجيات تتعامل مع التهديدات، وتساعد في تحقيق السيناريوهات الإيجابية».
ويستعرض يادلين تسعة سيناريوهات ممكنة في تسعة مجالات؛ انطلاقاً من المستوى الدولي، مروراً بالإقليمي، وصولاً إلى الداخلي، وستؤثّر في إسرائيل خلال الأعوام الـ25 المُقبلة.
الهندسة الدولية
السيناريو (أ): هو أن تتخطى الصين الولايات المتحدة، وتتحول إلى القوة العظمى الأكبر. هنا يظهر توازن مرعب من التدمير المتبادل يمنع حرباً عالمية، إلاّ أن الولايات المتحدة ستكون قد ضعفت، وانطوت على ذاتها، يرافق ذلك ضعف تأثيرها الدولي وتراجعه، وضمنه التأثير في الشرق الأوسط، وحينئذ، تفقد إسرائيل الدعم الضروري من طرف قوة عظمى، والصين ليست بديلاً ممكناً.
السيناريو (ب): هو أن تتعامل الولايات المتحدة مع التحدي الصيني، وتعيش الصين تحديات داخلية، وتحافظ الولايات المتحدة على تفوّقها العسكري والتكنولوجي، ومكانتها الدولية، وتمنع الصينَ من الوصول إلى تكنولوجيا حديثة (لا تستطيع الصين تصنيعها بذاتها)، وأيضاً تمنعها من التحالف مع الهند واليابان وأستراليا. وبذلك، تكون الولايات المتحدة قد منعتها من التحوّل إلى قوة مهيمنة. حينئذ، تستغل إسرائيل الفرصة لتتحوّل إلى شريكة إستراتيجية وتكنولوجية للولايات المتحدة، وتعزز من علاقاتها مع معسكر الغرب وآسيا.
المكانة السياسية
السيناريو (أ): هو أن تتفكّك العلاقات الخاصة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بسبب زعزعة القيم المشتركة للدولتين وتَعارُض المصالح في قضايا إستراتيجية، وهو ما سيحوّل إسرائيل من قيمة مضافة إلى عبء بالنسبة إلى الولايات المتحدة. وحين لا يعود الفيتو الأمريكي مفهوماً ضمناً، ستدخل إسرائيل عزلة سياسية، وتتلقى ضربات صعبة في المحافل الدولية، على نمط مئات القرارات التي يقال عنها عادة إنها “من دون أسنان”، وتمر منذ سنوات في الجمعية العامة للأمم المتحدة. بعد ذلك، سيتم فرض عقوبات على إسرائيل، وذلك بسبب معارك عسكرية تُتهم خلالها باستهداف المدنيين، وتعرّض المسؤولين فيها والمُقاتلين للاعتقال في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي. بالإضافة إلى ذلك، نذكر عدم تتجدد المساعدات الأمريكية بعد سنة 2028، وإلحاق الضرر بالتعاون الأمني وبيع السلاح المتطور، وارتفاع تهديد فرض منع بيع أو شراء سلاح.
السيناريو (ب): هو أن تقف إسرائيل بوضوح مع المعسكر الديمقراطي الذي تقوده الولايات المتحدة، وتُموضع ذاتها كالشريك الأهم لواشنطن في الشرق الأوسط وأبعد منه. أضف إلى ذلك أن يتعزز كلّ من التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة والتنسيق الأمني السياسي بينهما في القضايا الإستراتيجية، وتتعمق عمليات التطوير المشتركة للقدرات العسكرية المستقبلية وتتوسع. ويبقى الدعم الأمريكي والنظام القضائي الإسرائيلي القبّة الحديدية القضائية لجنود الجيش في العالم.
يهود العالم وإسرائيل
سيناريو (أ): هو أن تبقى إسرائيل المركز الأكبر لليهود في العالم، لكنها تتوقف عن كونها الدولة القومية للشعب اليهودي برمّته، وذلك بسبب الفجوات الآخذة في التوسع بين قِيَمِها الداخلية وقِيَمِ أغلبية يهود أمريكا الليبراليين– الديمقراطيين، بالإضافة إلى تنكّرها للاتجاهات اليهودية غير الأورثوذكسية، ولمسارات الاختلاط وتبدّل الأجيال. وكذلك تتراجع ذكرى المحرقة وصورة إسرائيل كدولة صغيرة تقاتل على وجودها، حينئذ، لن تعود بعد ذلك لتشكّل دافعاً للتضامن معها، فيتراجع دعم إسرائيل من جانب اليهود في العالم اقتصادياً وثقافياً.
سيناريو (ب): هو أن تعترف إسرائيل بأهمية يهود الولايات المتحدة، وتدير معهم حواراً مفتوحاً بهدف تقوية العلاقة بين التجمّعين الأكبر لليهود في العالم، وصوغ مستقبل مشترك لكلَيْهما.
التكنولوجيا
السيناريو (أ): أن تفقد إسرائيل تفوّقها التكنولوجي والعسكري الذي ميّزها خلال الـ50 عاماً الماضية بفضل التطوير المحلي والتكنولوجيا الأمريكية والقدرة على ملاءمتها الحاجات العملياتية الخاصة بها. كذلك، أن تحدّ الولايات المتحدة من قدرة إسرائيل على الوصول إلى تكنولوجيا حساسة، بصورة تمنعها فيها من ترجمة الابتكارات التكنولوجية في مجال المنظومات العسكرية إلى أرباح واستثمارات. ويكون هذا في الوقت الذي يتراجع فيه قطاع التكنولوجيا العالية الدقة في إسرائيل. وفي مقابل ذلك، يتزوّد أعداء إسرائيل بقدرات عسكرية وعلمية متطورة بمساعدة من الصين وروسيا، اللتين تستغلان جيداً نقطة ضعف إسرائيل.
السيناريو (ب): أن تضم الولايات المتحدة إسرائيل إلى بنيتها الصناعية– التكنولوجية، وتقوم بترقيتها إلى مكانة الدول، وتحصل إسرائيل على القدرة على الوصول إلى التكنولوجيا والابتكارات. حينئذ، تتحوّل إسرائيل، بمساعدة الولايات المتحدة، إلى الدولة الأكثر تطوراً في مجال الدفاع وإنتاج الصواريخ والمسيّرات عبر تقنية “الليزر”. وفي النتيجة، يُحفظ التفوق العسكري في مقابل الأعداء، ويتوسع إلى مجالات إستراتيجية بالنسبة إلى إسرائيل، وذلك من خلال دمج القدرات المتطورة والروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والحوسبة، وتكنولوجيا الفضاء.
الصراع الفلسطيني الإسرائيلي
السيناريو (أ): هو ألاّ ينجح الفلسطينيون والإسرائيليون في الوصول إلى اتفاق سياسي، وتسرع إسرائيل في مسار الضم الفعلي. إلى جانب ذلك، تتوسع المستوطنات بصورة كبيرة جداً، وهو ما يمنع كلياً إمكان قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافياً، ويموت إمكان كينونة واقع دولتين، ويختلط المجتمعان بصورة تمنع الانفصال. كما تقوم الأغلبية العظمى من الفلسطينيين بدعم دولة واحدة، ويطالبون، في ظل دعم دولي، بالمساواة في الحقوق السياسية في إطارها. ومن الناحية الميدانية، لا تعود السلطة الفلسطينية قادرة على الحُكم، فتتحوّل المسؤولية عن ملايين الفلسطينيين إلى إسرائيل وتُثقِل كاهلها اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً. أمّا في غزة، فلا تعود المنطقة الجغرافية تتسع لأعداد السكان التي ترتفع، ولا تعود البنى التحتية قادرة على خدمتهم، وتزداد الهجمات الصاروخية والقذائف والمسيّرات، وهو ما يدفع الجيش إلى الدخول من جديد إلى قطاع غزّة.
السيناريو (ب): هو أنه بعد أبو مازن، ينجح ائتلاف مشكّل من الولايات المتحدة والدول الأوروبية، كما دول المنطقة المعتدلة، في تشجيع قيادة فلسطينية جديدة على العمل على تقوية منظومات الحكم وتحسين الحوكمة والاقتصاد الفلسطينيَيْن، وعلى أن يتنكّروا للـ”إرهاب”، بالكلام والأفعال. وتدفع إسرائيل باتجاه اتفاق سياسي يحفظ أمنها، ويحفظ غور الأردن والكُتل الاستيطانية في يدها. وإن لم ينجح ذلك، تدفع إسرائيل بالمبادرة إلى خطوة أحادية الجانب، بدعم المجتمع الدولي والدول العربية المعتدلة لصوغ حدودها وتقليص سيطرتها المباشرة على الفلسطينيين، بهدف حفظ صورتها كدولة يهودية وديمقراطية.
إيران والمحور المتطرف
السيناريو (أ): هو أن تحصل إيران على سلاح نووي، ويكون هناك لأول مرة إمكان تهديد وجودي على إسرائيل. كذلك، يتغير الشرق الأوسط ويتحوّل إلى خَطَرٍ أكبر، فيقف الجيش أمام تحديات لا تتوقف، وتتعزز على الحدود، ويكون مطالَباً بالتجهز لحرب على 4 أو 5 جبهات بالتزامن، وضمنها جبهات لا نملك حدوداً معها، وفي الوقت نفسه، يدخل الشرق الأوسط سباقَ تسلّح نووي.
السيناريو (ب): هو أن ينجح العالم في تأخير حصول إيران على السلاح النووي لعشرات الأعوام، وذلك يكون بفضل ضغوط اقتصادية دولية، وتهديد عسكري حقيقي بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل. حينئذ، تتراجع قوة المحور المتطرّف في الشرق الأوسط، ويقف أمامه ائتلاف يتعاظم بقيادة الولايات المتحدة، ومشاركة إسرائيل والسعودية اللتين تطبّعان العلاقات في ما بينهما، ويتم إقامة منظومة أمن إقليمية لمنع انتشار أسلحة الدمار الشامل، والدفاع الجوي، وحرّيّة الملاحة إلى جانب مُحاربة الإرهاب.
الاقتصاد
السيناريو (أ): هو أن تكبر الشريحتان غير الصهيونيتَين في إسرائيل (الحريديم والعرب) بوتيرة سريعة أكثر من غيرهما (تشكِّلان اليوم تقريباً نصف الطلبة في الصف الأول). إن مساهمتهما في الاقتصاد قليلة، وإن تحوّلتا إلى أغلبية مع محافظتهما على نمط الحياة الحالي، سيزداد التهديد على إسرائيل في أن تتحوّل اقتصادياً إلى دولة عالم ثالث. هذا بالإضافة إلى أن قطاع التكنولوجيا العالية الدقة والأكاديميا يعيشان حالة “هروب عقول”. وسيؤدي الضرر الذي سيلحق بالعلاقة مع يهود العالم والولايات المتحدة إلى تراجع الهجرة إلى إسرائيل والعلاقات المتبادلة، كما المساعدة الاقتصادية من طرف يهود العالم.
السيناريو (ب): هو أن تنجح إسرائيل في القيام بثورة في القطاع التعليمي، وضمنه المجتمع العربي، كما أن تنجح في تشجيع تعليم العلوم في أوساط المجتمع الحريدي، الذي يندمج بأعداد كبيرة في سوق العمل، وعندها سينمو قطاع التكنولوجيا العالية ويرتفع النمو، ويحافظ الاقتصاد على استقراره.
الجيش
السيناريو (أ): هو أن يتم تسرُّب لفئات واسعة من الخدمة العسكرية أو الخدمة المدنية، وذلك عبر مسار تشريعي، وهو ما سيفكّك رسمياً فكرة المشاركة في العبء. بالإضافة إلى ذلك، سيتسارع التراجع في الدافعية للخدمة العسكرية وخصوصاً القتالية، والخدمة في جيش الاحتياط، وذلك لوقت طويل، حتى نصل إلى تفكّك نموذج “جيش الشعب”. كما تجد الفئات النوعية طريقها لتخفيف عبء الخدمة الإلزامية، فتتراجع جودة الجيش البشرية. ومع تراجع التفوّق البشري في الجيش، سترتفع الأثمان في كُل معركة مستقبلية. وستحدث مسارات مشابهة في أجهزة الأمن عموماً، فتتراجع القدرة على إحباط الإرهاب.
السيناريو (ب): هو أن تنجح إسرائيل في تشجيع اندماج الحريديم بأعداد كبيرة في الخدمة العسكرية أو القومية، وينجح النظام السياسي في خلق اتفاق واسع على إصلاحات تحفظ ديمقراطية الدولة واستقلالية النظام القضائي فيها.
المجتمع
السيناريو (أ): هو أن يتعمق الاستقطاب؛ اليمين ضد اليسار، والمحافظون ضد الليبراليين، والعلمانيون ضد المتدينين، والعرب ضد اليهود، والأغنياء ضد الفقراء، والمركز ضد الهامش، والرجال ضد النساء. حينئذ، تتعمق الفجوات وتتفكّك البنية الاجتماعية، وتتراجع الحصانة القومية.
السيناريو (ب): هو أن تستغل إسرائيل النظر إلى الهاوية الذي منحتها إيّاه أزمة العام 2023، وتتوقف قبل السقوط، وتُحسّن من مسارها. بالإضافة إلى ذلك، تتوحد أغلبية “الأسباط” في كُتلة وسط سياسي كبيرة تقود عملية إغلاق الفجوات، وتقود إصلاحات ضرورية بالتدريج والاتفاق، وهو ما يترجم إلى دستور يحفظ قواعد اللعبة، ويعكس إرادة الأغلبية مع المحافظة على حقوق الأقليات.
5 استخلاصات مركزية
وضمن استنتاجاته وتوصياته، يقول يادلين في قراءته إن السيناريوهات تدلّل على خمسة استخلاصات أساسية، يجب أن تكون البوصلة الإستراتيجية لإسرائيل في الأعوام المقبلة.
قيادة مُختلفة:
إسرائيل موجودة أمام تحديات عظيمة لها أبعاد كبيرة، ولتستجيب لها، يتوجب عليها أن تختار قيادة تنظر إلى البعيد، ولديها رؤية من نوع رؤية بن غوريون. لقد نسينا هذا النوع من القيادات، التي لا يهمها إلاّ خدمة الدولة ومواطنيها ومكانتها وحصانتها، والتي لا تهتم بالـ”ريتينغ” كل الوقت، ولا تهتم بقاعدتها الانتخابية فقط والمحافظة على السلطة عبر تشجيع الكراهية والسياسة التحريضية على نمط “فرّق تسد”.
وسط سياسي واسع يستند إلى ما يجمع وليس ما يُفرّق: لسد الشقوق الداخلية في المجتمع الإسرائيلي، والقيام بإصلاحات ضرورية لاستمرار وجود الدولة، في مجال التعليم على سبيل المثال، والتجنيد، وتعليم العلوم، يجب أن يكون هناك ائتلاف وسطي مستقر يستطيع التعامل مع المشكلات بصورة مركزية، ويقود تغييرات ضرورية على أساس الدعم الجماهيري الواسع.
التحالف مع الولايات المتحدة: إن الدعم من طرف قوّة عظمى هو مصيري بالنسبة إلى إسرائيل. وفي كُل سيناريو تُحافظ فيه الولايات المتحدة على مكانتها كقوّة عظمى قوية عسكرياً وتكنولوجياً، حتى لو فقدت قيادتها الاقتصادية للعالم، لن تحل الصين محلها كداعم لإسرائيل. من الصعب تخيُّل قوّتنا الاقتصادية، والعسكرية، والأمنية والتكنولوجية، وقدرة الردع الخاصة بنا، وحرّيّة الحركة، بالإضافة إلى المكانة الدولية والإقليمية ومستقبل إسرائيل ونموها أساساً من دون العلاقات الخاصة مع الولايات المتحدة ويهود الولايات المتحدة. يتوجب على إسرائيل أن تحافظ على حصانة هذه العلاقات الضرورية لإسرائيل للدفاع عن نفسها. وفي هذا السياق، يجب التذكير بنبوءة بن غوريون في كتابه “إسرائيل بين الشعوب”: “فقط في الدول الحرة الديمقراطية، وعلى رأسها أمريكا، يمكن لإسرائيل أن تجد المساعدة من جانب الشعوب والتجمّعات اليهودية فيها، ولا يوجد من يشكّك في هذه الحقيقة”.
المشكلة الفلسطينية:
إن التهديد المركزي الذي سيؤثر في إسرائيل وطبيعتها وأمن مواطنيها بالصورة الأعمق للأجيال مستقبلاً، هو الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
يضع مسار التداخل الجغرافي المتصاعد بين المجتمعَين العربي واليهودي بين البحر والنهر هويةَ الدولة كيهودية وديمقراطية في خطر. إن الإستراتيجيا المطلوبة لإسرائيل هي الانفصال عن الفلسطينيين وضمان أمن وتطوّر نظام حكم فلسطيني معتدل وفعّال. وفي المقابل، يجب الدفع للوصول إلى أوضاع مستقرّة وآمنة مستقبلاً.
الديمقراطية والوحدة:
إن ديمقراطية تستند إلى فصل السلطات ونظام قضائي مستقل، هي روح إسرائيل كمجتمع متعدّد “القبائل” والشرائح. الديمقراطية تعكس إرادة الأغلبية، لكنها تدافع عن حقوق الأقليات، وتسمح بحياة مشتركة ووحدة مصير داخلية تعكس القوّة خارجياً.
وللختام، أثبتت إسرائيل سابقاً أنها، استناداً إلى نوعية المواطنين والقيادات الشجاعة والمسؤولة، تستطيع الوقوف أمام جميع التحديات، وعليها أن تثبت هذا مرّة أُخرى مستقبلاً.
ويخلص يادلين للقول: «في عامها الـ75 اندفعت إسرائيل إلى أزمة داخلية خطِرة وصعبة، تشكل في الوقت ذاته فُرصة للتجدّد وزيادة القوة الداخلية. حصلنا على فُرصة للدفع بتغييرات إيجابية ومتفق عليها، بطرق ديمقراطية غير عنيفة، تحفظ مكانتنا كدولة “ديمقراطية” مزدهرة في الشرق الأوسط وتسمح بالتعامل على أحسن وجه مع التحديات غير البسيطة التي أمامنا. وهذا ما سيمكّننا من الوصول إلى عامنا الـ100 كدولة يهودية وديمقراطية، مزدهرة، حرة ومحقّة».