الليث بن سعد.. إمام مليونير لم يخرج زكاة ماله .. اعرف السبب
يعرف الإمام الليث بن سعد، بأنه إمام الأئمة وفقيه الأمة، وأشاد به الفقهاء من لدن الإمام مالك، ووصف بتلاميذه بأنهم سبب ضياع علمه وعدم انتشره كسائر المذاهب الفقهية الأربعة المشهورة.
الإمام الليث بن سعد
الإمام الليث بن سعد حسب الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، شرف مصر ومات فيها سنة 174 هجريا، وبلغ فيها إلى مبلغ الاجتهاد المطلق، مشيراً إلى أن الإمام الشافعي قال عن الليث بن سعد “كان أعلم من مالك إلا أن أصحابه ضيعوه” بالرغم من أن الإمام مالك هو أستاذ الإمام الشافعي ، منوها بأن معنى “أصحابه ضيعوه” أي أن أصحاب الليث بن سعد ، لم ينشروا مذهب الليث بن سعد أو نقله لما بعدهم.
وأشار إلى أن الإمام الليث بن سعد، كان غنياً جداً، لدرجة أنه كان يرسل ألف دينار سنوياً للإمام مالك، ولم يكن الليث بن سعد، منعزلا عن الخلق، وكانت له سطوة كبيرة عند الحكام، لدرجة أنه كان يستطيع عزل والي مصر.
وأوضح ، أن كل هذا يرجع إلى تقوى الإمام الليث بن سعد وتمكنه العلمي، وكان لليث بن سعد ، مشروع تجديدي يتعلق بإدراك الواقع ، والتعامل مع التراث، تمثل في فتوى له مهمة ما زلنا نعتمد عليها وهي تزيل كل الغبش الذي حدث حول المسألة وهي “دور العبادة المتعلقة بغير المسلمين حادثة في الإسلام” لأن بعض الناس يرون أن هذه الدور كانت موجودة ولا يجوز بناء غيرها ، مستشهدا بقوله تعالى “لا إكراه في الدين” فأفتى الإمام الليث بن سعد ، بفتوى صحيحة موافقة للواقع ، وهي أنه يجوز لغير المسلمين أن ينشئوا لأنفسهم ما يخدم عبادتهم.
وأكد أن الإمام الليث بن سعد ، مدفون في مصر ،وقبره يفرقه عن قبر الإمام الشافعي أمتار قليلة ، وله من اسمه نصيب، فهذا الرجل مع تواضعه وعلمه كان محل لقدوم الناس إليه ، ومع غناه وثرائه إلا أنه كان إماما مقتدى به له أتباعه وهو معدود من الـ 85 مجتهد في المذهب.
لم يدفع زكاة قط
وقال الدكتور على فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الإمام الليث بن سعد، فقيه مصري ويعتبر أحد أهم فقهاء الإسلام، واشتهر بفتواه وعلمه وسعة معرفته، لافتا إلى أن الإمام الليث بن سعد كان ثريا ويمتلك ضياعاً وأموالاً وتجارة كبيرة إلا أنه لم يدفع زكاة قط؛ لأنه كان يوزع ماله حينما يجتمع بين يديه، فلم يحل على ماله حول قط.
وأضاف أمين الفتوى: البعض قدر دخله السنوي بحوالي 20 ألف دينار من الذهب وبعضهم قدره بخمسين ألف دينار من الذهب وبعضهم قدره بـ80 ألف دينار من الذهب، مضيفا: وهذا التفاوت جاء لأنه كان لديه ضياع وتجارة وبساتين كثيرة وعسل، فكانت أحيانا تقل وتزيد.
وتابع أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال تصريحات له: الإمام الليث بن سعد، من أهم فقهاء الإسلام وكان له فقها غزيرا، وكان محدثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يفصله بين النبي إلا التابعين والصحابة، ولديه سند قوي في الحديث مثل صحيح البخاري، لافتا إلى أن الكثير من كبار العلماء والفقهاء شهدوا للإمام الليث بن سعد رحمه الله بنبوغه وكثرة علمه وفقهه؛ فقال الشافعي رحمه الله: الليث بن سعد أفقه من مالك، إلا أن أصحابه لم يقوموا به.