مذاق خاص وفوائد مذهلة لـ “الدوم الأسواني”.. تعرف عليها
تعد محافظة أسوان عاصمة الشباب والاقتصاد والثقافة الإفريقية بالقارة السمراء ، والتي تمتلك من الخيرات الكثير والكثير.
وفى هذا الإطار نلقى الضوء عبر منصة ” ” على أحد أبرز ما تمتلكه أسوان ، وهو محصول الدوم والذى تتميز به عروس الجنوب عن غيرها من محافظات الجمهورية ، فأسوان مشهورة بمشروب الدوم والكركدية ، فالدوم يعتبر مشروب هام طبيعى ، وله الكثير من الفوائد الصحية ، من أهمها أنه يساهم في علاج أمراض ضغط الدم .
الدوم الأسوانى
وقال محمد عبد الجواد – صاحب محل عطارة بالسوق السياحى بأن الدوم الأسوانى له شهر عالمية واسعة ، فكل زائر لأسوان سواء من الأفواج السياحية من مختلف دول العالم ، والجنسيات المتنوعة ، أو من المصريين من مختلف محافظات الجمهورية يحرصون على شراء الدوم سواء المكسور أو البدرة ، ويعتبر من المقتنيات الرئيسية التي يحرصون على شراؤها لأهميته الصحية ، ومذاقه الممتع الجميل .
وأشار بأنه يتم الحصول على كميات الدوم من المزارعين ، ثم يتم وضعها فى آلات طحن الدوم ، وتطحن على درجات منها البودرة، ومنها تحول إلى قطع صغيرة وذلك حسب رغبة المشترى ، ويمكن وضع 10 أو 15 كيلو جرام من الدوم بالمطحنة فى المرة الواحدة.
ويتم حصاد محصول الدوم من مزارع مركز أسوان من قرى الكوبانية وغرب أسوان وأبو الريش ، وكان يباع للمواطنين بسعر 40 جنيهاً للكيلو، وهذا هو النوع البلدى الذى تشتهر به أسوان، وهناك دوم يتم زراعته فى السودان إلا أن مذاقه “مر” نوعاً ما، ويحتاج إلى إضافة بعض السكر فى حالة استخدامه كمشروب عصير ، ولكن الدوم البلدى لا يحتاج إلى إضافة سكر أو مكونات أخرى.
أما عن أبرز فوائد الدوم هو علاج سريع لتعديل ضغط الدم، فإذا كان الضغط مرتفع أو منخفض فهو يعدله للأنسب، ويتميز عن الكركديه وغيره من المشروبات الأخرى فى سرعة نتائج تعديله لضغط الدم، لذا يحرص الزائرون للسياحة فى أسوان على شراء كميات منه “مطحون” للعصير، أو قطع “مكسر” لتناولها مباشرة، وله العديد من الفوائد الصحية الأخرى للجسم.
مذاق خاص
وأضاف بأن أشجار الدوم يتم زراعتها فى أسوان عن طريق البذور الخاصة به، ولا تحتاج إلى كثرة المياه ولكن تعتمد على جذورها الممتدة تحت الأرض، وبعد فترة يكبر ويتم قطع النبات الذكر منه ويبقى على الشجرة المثمرة، ويبدأ حصاده مع دخول فصل الصيف، بداية من شهر مايو، ويمتد حتى أغسطس، لأنه مرتبط بدرجات الحرارة المرتفعة فى الجنوب، وأشجار الدوم تطرح فى الموسم مرتين إلا أن الثمرة تأخذ وقتاً طويلاً حتى تطيب على الشجر.
ويتم قطع ثمرة الدوم من الشجر باستخدام آلة حادة تسمى “المنجل”، ويتولى صعود الشجرة المرتفعة أحد الأشخاص البارعين فى ذلك الأمر لخطورته، ويتقاضى العامل فى الحصاد مبلغ 30 جنيهاً عن “الشيكارة” الواحدة، ويتم فرش الأجولة الزرقاء تحت أشجار النخيل لإستقبال المحصول المتساقط من الأشجار، وذلك بعد التأكد من أن الثمرة طابت وجاهزة للقطع.
وتضم “الشيكارة” الواحدة تحتوى على 700 حبة دومة تقريباً، ويتم بيعها لمحلات العطارة بسعر 350 جنيهاً تقريباً، وبعضهم يستخدم بذور الدوم فى صناعة “الحلى” و”العقد” وتباع للأجانب السائحين خلال زيارتهم لأسوان.
أما عن نخلة الدوم فتعتبر فى الأصل أفريقية، وتزرع في مصر منذ أقدم العصور وتكثر في صعيد مصر والواحات البحرية وبلاد النوبة والسودان .
وأن الدوم يصنف على أنه من أشجار الزينة، التي كانت تزرع في الحدائق، وهو بطيء النمو وغلاف النواة خشبي، واستخدمت جذوع الدوم قديما كدعامات لأسقف المنازل، لأن حشرة “القرضة” لا تستطيع أن تفتك به.
كما يصنع من سعف نخيله السلال والمقاطف والحصر والأطباق، بينما صنعت حبال أسطول الفرعون “ساحو رع” من ألياف نخلة الدوم، وبلغ طول الحبل الواحد نحو 300 ذراع.