الدروس والعبر من معركة ثأر الاحرار..خليل العالول
من الواضح ان العدوان الإسرائيلي على قطاع غزه والذي أطلقت عليه اسم الدرع والسهم كان يهدف بالدرجة الأولى الى ترميم الجبهة الداخلية الإسرائيلية ، أولا في المحافظة على حكومة نيتانياهو المهددة من قبل اليمين المتطرف بن عفير وموستيفيتش اللذان لم يعجبهما سياسة نيتانياهو غير الصاخبة والعلنية ضد الشعب الفلسطيني، يريدان بشكل علني قتل الفلسطينيين وطردهم من وطنهم فلسطين، مع ان استراتيجية نيتانياهو تجاه الفلسطينيين لا تختلف ابدا عن استراتيجية بن عفير وموستيفيتش فهما وجهان لعملة واحدة ، سياسة نيتانياهو ينفذ سياسة العنف ضد الفلسطينيين والاستيلاء على ارضهم وبناء المستعمرات الصهيونية وعدم الاعتراف بهم والعمل على طردهم (صفقة القرن) بدون ضجة إعلامية لتجنب انتقادات المجتمع الدولي المنحاز لإسرائيل، نتوقع ان ابن عفير سيتعلم الدرس من نيتانياهو ونتوقع له مستقبل افضل، نتوقع ان يرأس الحكومة الإسرائيلية في المستقبل ليس بالبعيد.
الهدف الثاني من العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هو تشتيت او تجميد الشارع الإسرائيلي المتظاهر والمعارض لسياسة نيتانياهو في تغيير صلاحيات المحكمة العليا الإسرائيلية، وحثهم على توحيد المجتمع الإسرائيلي ضد الفلسطينيين، وكما هو معروف وقف هؤلاء الصهاينة المتظاهرين العلمانيين مع نيتانياهو في عدوانه على الفلسطينيين.
كان العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة باستهداف قواعد الجهاد الإسلامي وقياداته العسكرية وعدم استهدافه قواعد حماس وقياداتها العسكرية، كان يهدف للانفراد بالجهاد الإسلامي وتدمير البنية التحتية العسكرية للجهاد الإسلامي والتي لم ينجح بها ، وكان يهدف أيضا الى تفتيت وحدة المقاومة حتى يتسنى لها الانفراد بكل فصيل فلسطيني على حدى للقضاء على فصائل المقاومة ، وهذه سياسه معروفة لدي الاحتلال الصهيوني ، حيث فرض محادثات منفصلة مع كل دولة عربية على حدى في ما سمي محادثات السلام مع كل من مصر والأردن ومنظمة التحرير الفلسطينية وفرض شروطه واتفاقيات مذله للدول العربية وهذا ما كان استسلاما مخزيا.
كان واضحا منذ بدء العمليات الإسرائيلية في اغتيال قيادات عسكرية للجهاد الإسلامي وعدم تعرضها لقواعد حماس العسكرية ولقياداتها ان إسرائيل أرسلت رسالة انها تستهدف الجهاد الإسلامي فقط وأنها لا تريد التوسع في المعركة ضد المقاومة في قطاع غزه، من الواضح أيضا ان حماس استلمت الرسالة وهي أيضا لا تريد توسيع المعركة ولذلك لم تشارك في الحرب وقد شاركت كما يبدو في إدارة المعركة من خلال غرفة العمليات المشتركة.
من الدروس والعبر من هذه المعركة نود ان نطرح النقاط التالية:
1ان العرب قادرين على هزيمة إسرائيل وتحرير فلسطين عندما يأخذوا زمام أمورهم بأنفسهم ويتحرروا من أنظمة الفساد والاستبداد التابعة للغرب الصهيوني، مثال على ذلك الشعب الفلسطيني المحاصر بحرا وبرا وجوا في قطاع غزة وهو في سجن كبير والذي استطاع ان يتحرر من الفساد والاستبداد العربي واستطاع طرد الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، كيف استطاعت تنظيمات شعبية صغيرة حرة ان تبني قوة تحت الأرض في داخل السجن الكبير ، استطاعت ان تبني قوة ردعت الجيش الإسرائيلي وهومن أقوى جيوش العالم لانهم يملكون الايمان والحرية والإرادة ، ماذا سيحدث لإسرائيل عندما تستطيع الشعوب العربية المحيطة بفلسطين ان تتحرر وتأخذ زمام أمورها بأنفسها وتبني قوتها ووحدتها؟ هذا ما يؤكد ما نقوله دائما أن بقاء إسرائيل مرهون ببقاء أنظمة الفساد والاستبداد العربية المرتبطة مع الغرب.
1رغم نجاح العدوان الإسرائيلي في اغتيال معظم القيادات العسكرية لدى الجهاد الإسلامي إلا انه لم ينجح في فرض شروطه في المعركة وبقيت صواريخ الجهاد الإسلامي تدك في المستعمرات الإسرائيلية حتى آخر دقيقة من اعلان الهدنة، ولم تستطيع إسرائيل تحقيق نصر لها او تغير من قواعد الاشتباك، وهذا يدل على تماسك وقوة الجهاد الإسلامي تنظيميا واداريا.
2السماح لإسرائيل بالانفراد واستهداف الجهاد الإسلامي وتحييد قوى المقاومة الأخرى وعلى رأسها حماس يعتبر ظاهرة خطيرة وخطأ استراتيجي في رأيي وعلى قوى المقاومة وعلى رأسها حماس ان لا تسمح بذلك مستقبلا لان كل قوى المقاومة مستهدفة من الاحتلال الإسرائيلي وهو العدو اللدود للشعب الفلسطيني ولكل قوى المقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية، اشتراك كل قوى المقاومة في الرد على العدوان الإسرائيلي وبقيادة موحدة يكون له قوه ونتائج أفضل في تراكم ردع الاحتلال وتراكم قوة المقاومة، عدم اشتراك حماس في المعركة ليس في صالح حماس شعبيا .
3اعتقد ان على حماس ان تقوم بدور اكبر كونها اكبر فصيل فلسطيني مقاوم وهي التي تحكم قطاع غزة وهي التي اعادت إحياء القضية الفلسطينية ورفعت معنويات الشعب الفلسطيني بعد استسلام بعض قياداته، نعتقد ان عليها القيام بدور كبير جدا في توحيد صفوف المقاومة بشكل أفضل خاصة في قطاع غزه، اعتقد ان غرفة العمليات المشتركة غير كافيه لمواجهة العدو المنظم والقوي ، نطالب حماس بفتح حوار شامل مع كل قوى المقاومة في قطاع غزة للوصول الى قيادة عسكرية موحدة وكذلك قيادة سياسية موحدة بعد الاتفاق مع جميع قوى المقاومة على استراتيجية عسكرية وسياسية موحدة تمثل غالبية الشعب الفلسطيني، وتكون هي الأساس والمبادئ التي تبنى عليها إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية التي يجب ان تمثل جميع الفلسطينيين، على ان تؤخذ القرارات بعد توحيد الصفوف بالأغلبية عن طريق التصويت، ماذا تنتظرون أيها الابطال؟ إذا لم نكن قادرين على توحيد صفوفنا قبل التحرير كيف يمكن توحيدها بعد التحرير، صحيح الطريق صعبة، ولكن لا يوجد بديل إذا أردنا ان نتقدم في مشروع التحرير، لا نتوقع أي تغيير في استراتيجية مجموعة أوسلو الذين رضوا ان يكونوا بجانب الاحتلال، لذا نرى ان قيادة المقاومة في قطاع غزة هي المسؤولة عن توحيد كل قوى المقاومة للوصول الى جبهة وقيادة سياسية وعسكرية موحدة.
4نعتقد بان معظم تنظيمات المقاومة تتفق فيما بينها على جميع أساليب المقاومة ومبادئها وأهدافها، قد يوجد خلافات حول الأساليب والتكتيكات والاولويات، وهذه الخلافات موجودة في داخل كل تنظيم وطريقة حلها عن طريق الحوار المسؤول وإذا لم يتم الاتفاق عليها من المفروض ان تؤخذ القرارات عن طريق التصويت بالأغلبية، لهذه الأسباب ندعو الي مزيد من الوحدة بين صفوف المقاومة والتخلي عن الزعامات لصالح القضية المركزية لأننا في حاجة الى المزيد من التنظيم والوحدة لبناء القوة لمواجهة العدو.
5 من مراجعة عملية اغتيال القيادات الفلسطينية في بيوتهم مع العلم ان القيادات في العادة لا يقيمون في بيوتهم مثل باقي المواطنين لانهم مستهدفين من قبل العدو ، لذلك نتساءل كيف عرف العدو بان القادة العسكريين الثلاثة بانهم دخلوا بيوتهم وتم استهدافهم وقتلهم في نفس الوقت، لذلك نعتقد بضرورة العمل بشكل أفضل في الكشف عن العملاء ومحاكمتهم، القيادات الفلسطينية تعرف قدرة وإمكانية العدو في الاختراق، وهي الاقدر وتملك الخبرة الكبيرة في هذه المواجهة، وعليها الاستفادة من الدروس واتخاذ الإجراءات اللازمة، نعتقد بأن توحيد قوى المقاومة تحت قيادة مركزية موحدة وبناء مؤسسات فلسطينية وطنية متخصصة يشارك فيها الخبراء الفلسطينيين من جميع الاتجاهات السياسية تزيد قوة المقاومة في مواجهة العدو.
6نحي قوى المقاومة الفلسطينية والعربية وننحني لها احتراما ونعزي أُسر شهدائنا الابرار، ونطالب بمزيد من تنظيم وتوحيد قوى المقاومة على المستوى العربي والإسلامي حتى يكون لها تأثير أكبر في دعم المقاومة الفلسطينية وحتى يكون لها تأثير أكبر في مقاطعة العدو الذي يحتل ارضنا.
كاتب فلسطيني