موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

موسى الفرعي يكتب: الشيخ مهنا بن خلفان الخروصي؛ منارة علم ومعرفة

0 11

أثير – موسى الفرعي

قيل إن العلماء زينة الأرض وهداة الناس في دياجير الظلام، وهم منارات الأرض وورثة الأنبياء، وعمان تودع اليوم شيخا جليلا وعالما فقيها وإنسانا كبيرا، هو الشيخ مهنا بن خلفان الخروصي الذي غادر عالمنا إلى جوار أكرم وأرحم وأرحب، بعد أن عاش ذا فضل كبير ومنزلة عظيمة، وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم “من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين ويلهمه ويرشده”.

وقد تعددت روافد علم شيخنا الجليل وأساليب موعظته، فما كان سوى أن قدّر الناس حضوره وبجلوا ذكراه، وقد كان يتمثل وصايا النبي صلى الله عليه وسلم، فما وجد طريقا للعلم إلا سلكه، وتحمل كل مشقة في سبيله إلى أن أورث علمه النافع بإذن الله، فكان ضوءا في الظلمات ومعرفة للمقاصد، ودليلا واضحا إلى الحقائق، وهذا الكم الهائل من المعارف كان نتيجة اجتهاد وإيمان بقيمة العلم، لذلك درس القرآن الكريم وتلقى دروسه لمبادئ علم الكلام وأصول الدين وأصول فقه الإسلام، وتعلم الآداب والرياضيات والدراسات الفقهية والأدبية، كما اشتغل على كتابة الفنون الأدبية كالشعر والنثر، والرياضيات الفلكية جداول وأرقاما، وأنساب عرب الجزيرة وعرب عمان قديما وحديثا، حتى كانت له المكانة الكبيرة التي جعل منها ثقلا معرفيا راجحا في هذا المضمار، ممجدا للقيم النبيلة وقيمة العلم والمعرفة.

والمتتبع لسيرة هذا العالم الجليل رحمه الله ومدى تقدير وتبجيل العمانيين له حكومة وشعبا يدرك أن عمان كلها تضرب مثلا فريدا في اهتمامها بالعلماء، وذلك ما علمنا إياه ديننا الحنيف، وقد ورد عن الإمام علي كرم الله وجهه أن العلم يزكو بالإنفاق لذلك كان الشيخ مهنا بن خلفان الخروصي ينفق علمه ويزداد من فضل ربه، فلله ما أعطى ولله ما أخذ ولا نملك إلا أن نقول إنا لله وإنا إليه راجعون، رحم الله شيخنا الجليل الشّيخ الفقيه مهنا بن خلفان الخروصيّ، وغفر له، وأحسن الله العزاء لأهله وأقاربه وتلاميذه ومحبيه والأمة العمانية والإسلامية.

دمشق 23 يوليو 2023م

اضف تعليق