حوار| محمود ماجد: حلم غريب دفعني لكتابة “حاسب تحلم”.. والتمثيل هدفي وأحب الكتابة
05:52 م
الأحد 03 سبتمبر 2023
حوار- منى الموجي:
حلم غريب زاره في منامه عام 2017، كان دافعه للتفكير في كتابته كفيلم قصير، وشغله الرد على سؤال: ماذا لو تحول ما شاهده لحقيقة؟، ليكشف عن الفكرة للمخرج محمد ربيع ويعبر الأخير عن إعجابه بها، وتبدأ رحلة الكتابة والتحضير لتصوير العمل، الذي استغرق وقتا طويلا للانتهاء من كل تفاصيله، خاصة مع انتشار فيروس كورونا، هو الفنان والكاتب محمود ماجد بطل ومؤلف فيلم “حاسب تحلم” الذي حقق نجاحا كبيرا وشغل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد طرحه على موقع “يوتيوب”.
“مصراوي” كان له الحوار التالي مع محمود ماجد..
يقول محمود “في 2017، استيقظت يوما من النوم بعد حلم غريب جدا، وهو أنني التقيت رونالدينيو لاعب كرة القدم الشهير، وفجأة وهو يتحدث معي تحول إلى حسام حسن، وظهر بنفس الحلم عدد من المشاهير في التمثيل وكرة القدم، وانتابني بعدما استيقظت شعورا بأن الحلم مكلف وغالي، وتخيلت ماذا لو تحدث هؤلاء لي الآن وطالبوا بالحصول على أجر مقابل ظهورهم في الحلم، من هنا جاءتني الفكرة، ووجدتها تصلح لتكون فيلم”.
تابع محمود “تحدثت مع أصدقائي وجلسنا نفكر حتى خرجنا بفيلم مدته 5 دقائق، وقررنا أن نتركها بعض الوقت، خاصة وأننا في البداية كنا نرغب بتنفيذها بصورة مكلفة، وجعلنا الأحداث تدور في المستقبل وتخيلنا سيارات تطير وأمور ميزانية كبيرة جدا، وفي 2018 تعرفت على المخرج محمد ربيع، وقدمنا معا فيلمين (مكتوب) والآخر اسمه (الفرامل والنسوان)، وانسجمنا بالعمل سويا، وباتت بيننا شراكة من خلال شركة (إنه)، وكنا نبحث عن عمل نقدم من خلاله جودة جيدة ولكن بميزانية قليلة، وطرحت عليه الفكرة، وأعجبته”.
أكد محمود أن العمل على السيناريو استمر لفترة كبيرة، حتى كتب النسخة الخامسة، ووصل الفيلم لأكثر من 20 دقيقة، مع إضافة شخصيات وأحداث جديدة، واتفقا على أن تكون الأحداث في زمننا الحالي، ولكن مع وجود واقع مختلف، بالاعتماد على فكرة ماذا لو كان موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) يحاسبك على أحلامك.
وعن تعاونه مع الفنان الكبير الراحل أحمد خليل، قال “كان عمال يذاكر طول اليوم ويدخل يصور من أول مرة مش مدينا فرصة نغلط، وكان قاعد في أوضة مخزن فيها مراتب وحاجات.. كسفنا بذوقه”، مشيرا إلى أن يوم العاصفة الشهيرة في 2020 وانتشار فيروس كورونا تسببا في إيقاف التصوير ما يقرب من 3 أو 4 أشهر، إلى جانب وفاة أحمد خليل، الذي اضطرهم لإعادة صياغة بعض المشاهد، حتى لا يقوما بإعادة تصوير مشاهد الراحل بممثل آخر.
ينفي محمود أن يكون قد فكر في تقديم الموضوع كفيلم طويل أو مسلسل، مؤكدًا أن منذ البداية حدد تقديمه في فيلم قصير، رغم أنه يصلح ولكن الفيلم القصير كان الاختيار الأنسب لأنه ومحمد ربيع من سيقوما بإنتاجه ولن يستطيعا تقديم فيلم طويل بميزانية قليلة، موضحا “الناس جاية خدمة لينا كفيلم قصير ويساعدونا، لو فيلم طويل مش هنقدر نطلب منهم ده صعب شوية، أول ما عملناه كنا مقررين يكون أول فيلم عيد أونلاين مش سينما، بس لظروف التأجيل والكورونا معرفناش نعمل كده، كنا عايزين نفتح سوق أونلاين والافلام تنافس بعض”.
وأشار محمود إلى أنه كلما جلس مع منتج، لعرض الفكرة عليه، كان يسأله يشبه أي فيلم، ومع التأكيد على أنها فكرة جديدة، كان يعتقد المنتج أن الأمر لن يلقى قبولا لدى الجمهور، وهو الرأي الذي تغير تماما بعد مشاهدتهم للفيلم قبل طرحه على “يوتيوب”، يحكي “فيه منتجين اتفرجوا وقالولنا برافو عليكم مكناش فاكرين الموضوع كده”، مشيرًا لتلقيه عرض بعدم طرح الفيلم القصير وتحويله لعمل طويل، لكنه وربيع فضلا طرحه، خاصة وأنهما انتهيا منه وكانا يعملان عليه منذ فترة طويلة.
وتعليقا على ما تردد بأن “حاسب تحلم” تقليد لمسلسل (بلاك ميرور- lack irror)، قال “في الحالات العادية كنت هتضايق بس هي باينة، حلقة بلاك ميرور من شهرين والفيلم متصور من 2020 وأستاذ أحمد خليل مات في 2021، مستحيل نكون سارقينه حتى فيه ناس طلعت تتكلم بالنيابة عننا إن واضح إن فيلمنا الأقدم”.
وعن تأثير الذكاء الاصطناعي على صناعة الفن، يرى محمود ماجد أن أي عمل إبداعي يحتاج بالضرورة لعنصر بشري واحد على الأقل، ومن الصعب في الوقت الحالي أن يقوم الذكاء الاصطناعي بالمهمة كاملة، مضيفا “فكرة التفكير والإبداع مش سهلة على ai هو بيعمل زي المعمول أصلا، أكيد في شغلانات هتنتهي، والحاجات اللي مفيهاش تفكير ممكن تنتهي قريب”.
وبسؤاله هل من الممكن أن يتخلى عن “فيسبوك” إذ أصبحت فكرة “حاسب تحلم” حقيقة، رد “لو هيبعت أحلامي للناس طبعا هتخلى عنه”.
وقال محمود إن ما يميزه وربيع أنهما لا يتوقفان عن الحلم “مش بنبطل نحلم، في دماغنا أحلام والميزة إننا بنحاول ننفذها مش بنقف ولا نستنى فرصة، ومش بنقول السوق ظالم والناس بيشتغلوا شلليات، لأ لو هما كده تعالوا نعمل حاجتنا”.
وفي ختام حوارنا، أشار محمود إلى رغبته بالاستمرار في الكتابة والتمثيل معا: “عايز أمثل وأكتب، حاسس عندي أفكار عايز أطلعها، محتاج أكتب، وفي نفس الوقت هدفي وحلمي التمثيل طول عمري، بس بحب الكتابة جدا وعايز أكمل فيها خاصة إن اللي بكتبه بيعجب الناس”.