واشنطن تدرس إنزال مساعدات بالمظلات إلى قطاع غزة
يدرس البيت الأبيض البدء بتنفيذ عمليات إنزال المساعدات الإنسانية بالمظلات إلى قطاع غزة باستخدام طائرات عسكرية أميركية، وذلك في ظل المخاوف من خطر المجاعة المتصاعد في القطاع، بحسب ما نقل موقع “واللا” الإسرائيلي عن أربعة مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى.
وقال المسؤولون إن “مناقشة البيت الأبيض إنزال المساعدات بالمظلات إلى قطاع غزة، تدل على مدى قلق إدارة الرئيس جو بايدن من الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، ومن كون الإدارة تواجه صعوبة في زيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع عبر إسرائيل”.
وقال مسؤول رفيع في إدارة بايدن إن “الوضع سيئ حقًا. نحن غير قادرين على إدخال ما يكفي من شاحنات المساعدات ونحتاج إلى إجراءات يائسة مثل إنزال الغذاء من الطائرات في غزة”، وذكر مسؤول آخر أن الإدارة الأميركية كانت متشككة من جدوى الإنزال المظلي للمساعدات في غزة، ولم تعد خططا عملياتية لذلك.
في المقابل، نفذ حلفاء لواشنطن في المنطقة، وخاصة الأردن، عدة عمليات إنزال مظلي للمساعدات الإنسانية في غزة؛ والثلاثاء، أعلن عن عملية إنزال جوي مشتركة شاركت فيها مصر والأردن والإمارات وقطر وفرنسا.
وتعاني محافظتا غزة والشمال في القطاع من مستويات جوع حادة، إذ تصل كميات محدودة للغاية من المساعدات الإنسانية على فترات متباعدة إلى مدينة غزة فقط عبر شارع “الرشيد” على شاطئ البحر، لا يتعدى عددها 10 شاحنات، وفق مصادر محلية فلسطينية وشهود عيان.
وذكر التقرير أن البيت الأبيض بحث مؤخرًا إمكانية إنزال المساعدات عبر الجو إلى قطاع غزة باستخدام طائرات عسكرية أميركية؛ ولفت التقرير إلى ازدياد الدعم داخل الإدارة لهذا النوع من الإجراءات في ظل الاعتقاد السائد لدى كبار المسؤولين بأن هذه قد تكون الطريقة الوحيدة للالتفاف على القيود التي تفرضها إسرائيل على إدخال المساعدات.
ومع ذلك، يعترف كبار المسؤولين في إدارة بايدن بأن إنزال المساعدات عبر المظلات، حتى على نطاق واسع من خلال القدرات الأميركية، سيكون له تأثير محدود على الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، فكمية الإمدادات التي يمكن أن تحملها الطائرات صغيرة نسبيًا وقد لا تتجاوز الكمية التي تنقلها شاحنة أو شاحنتي مساعدات تدخل برًا.
وأوضح المسؤولون الأميركيون أن إنزال المساعدات بالمظلات من شأنه أن يساعد السكان على تلبية حاجتهم الماسة إلى الغذاء، لكنه غير قادر على تلبية حاجات القطاع.
وشدد المسؤولون على أن الطريقة الوحيدة لإيصال المساعدات إلى غزة بالكميات المطلوبة هي عن طريق البر، وبالتالي، فإن الأولوية تتمثل في زيادة خيارات الدخول إلى غزة عبر البر، بهدف السماح بدخول مئات الشاحنات إلى القطاع يوميا.
ونقل الموقع عن مسؤول أميركي قوله: “إننا نواصل العمل مع شركائنا لتوسيع نطاق المساعدات التي تدخل غزة وتحديد العوائق التي تجعل من الصعب وصول المساعدات إلى السكان الذين يحتاجون إليها”.
وأضاف أن “الفوضى في رفح والانهيار التام لمنظومة القانون والنظام العام في قطاع غزة أضرا بشدة بالقدرة على تدفق المساعدات والبضائع عبر معبر رفح وعبر معبر كرم أبو سالم، ولذلك تعمل الإدارة الأميركية على فتح معبر آخر يمكن من خلاله إدخال الشاحنات إلى غزة”.