موقع بريطاني : نتنياهو يرغب في استخدام الميناء البحريّ المؤقت لترحيل سكان غزة
ذكر موقع “ميدل ايست آي” البريطاني في تقرير له أنه “في أعقاب موافقته الأخيرة على خطة اجتياح رفح، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي أن الجيش يستعد للتقدم. وكانت حكومة الحرب “الثلاثية” المزعومة التي تضم نتنياهو، ووزير الدفاع يوآف غالانت، وزعيم المعارضة السابق بيني غانتس، قد توصلت بالفعل إلى إجماع بشأن التوغل في رفح للسيطرة على ممر فيلادلفيا. وفي خطاب ألقاه أمام منظمة إيباك، وهي جماعة ضغط مؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة، أصر نتنياهو على أن “الطريق إلى النصر يمر عبر رفح”، وهي استراتيجية يتباهى بأنها تحظى “بتأييد ساحق” داخل المجتمع الإسرائيلي”.
وبحسب الموقع، “مع ذلك، ففي حين تعمل تهديدات الساسة الإسرائيليين بغزو وشيك لرفح على توجيه انتباه العالم نحو الجنوب، فقد سارعت الحكومة بخطواتها على الأرض في شمال غزة لتعزيز احتلالها وضمان استمراره. ومن السمات الرئيسية لاستراتيجيتها منع عودة النازحين الفلسطينيين من الجنوب في إطار سعيها إلى تغيير الخصائص الجغرافية والديمغرافية لقطاع غزة”.
*”الاحتلال الدائم”*
بحسب الموقع، “أظهرت صور الأقمار الصناعية التي حللتها شبكة CNN أن الطريق الذي يبنيه الجيش الإسرائيلي لتقسيم غزة إلى قسمين قد وصل إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط. ووفقاً لتقرير الشبكة، فإن صورة الأقمار الصناعية التي التُقطت في 6 آذار “تكشف أن الطريق الشرقي الغربي، الذي كان قيد الإنشاء منذ أسابيع، يمتد الآن من منطقة الحدود بين غزة وإسرائيل عبر القطاع بأكمله الذي يبلغ عرضه حوالي 6.5 كيلومتر، ويفصل شمال غزة، بما في ذلك مدينة غزة، عن جنوب القطاع”. ويشير التقرير إلى أن الجيش استخدم “كمية كبيرة من الألغام والمتفجرات” لتطهير المنطقة، واستخدمت القنابل الأميركية الصنع لتدمير ما تبقى من المنازل والبنية التحتية في كل أنحاء شمال غزة، وخاصة في منطقة بيت حانون المتاخمة لمعبر إيريز”.
وتابع الموقع، “أصبحت مناطق أخرى قريبة من مدينة غزة، وخاصة في ضواحيها الشرقية، جزءا من المنطقة العازلة التي تبنيها إسرائيل في غزة وعلى طول الحدود. واللافت أن الطريق الذي تم تشييده حديثا في المنطقة الشمالية يؤدي إلى تفتيت المدينة وتحويلها إلى ساحات سكنية معزولة. ويبدو أن موقع الطريق الممتد إلى البحر يتوافق مع موقع “الرصيف العائم” الذي تخطط الولايات المتحدة لبنائه، والذي اقترحت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بناءه كوسيلة “مؤقتة” لتوزيع المساعدات الإنسانية”.
*المساعدات*
وبحسب الموقع، “من المرجح أن تكون تهديدات نتنياهو باقتحام رفح وممر فيلادلفيا بمثابة تكتيك تفاوضي للضغط على قادة حماس ومصر وابتزازهم. ومع ذلك، يصر المحللون الإسرائيليون على أن المصالح الاستراتيجية الحقيقية لإسرائيل تكمن في شمال غزة وأن المواجهة مع مصر قد تؤدي إلى معضلة استراتيجية. ما يعنيه ذلك هو أنه لا يوجد خيار للنظر في حل شامل للحرب، بل فقط لصفقات جزئية ومؤقتة، تستمر بعدها الحرب، ولا تنسحب فيها إسرائيل، ولا تعود العائلات النازحة. وفي أفضل الأحوال فإن أي نقاش حول عودة النازحين في غزة سيكون غير مهم ولن يؤدي إلى عودتهم الفعلية. في الواقع، قبل أي وقف لإطلاق النار، ستكون إسرائيل قد أكملت نظام سيطرتها وعززت وجودها الاستعماري في غزة. بمعنى آخر، لا تقوم إسرائيل بحملة عسكرية تنتهي بانتهاء هذه الحرب”.
وتابع الموقع، “إن تركيز المجتمع الدولي على المساعدات الإنسانية، في حين يتجاهل خطط إسرائيل الطويلة الأمد، من شأنه أن يؤدي إلى تهجير الفلسطينيين إلى أجل غير مسمى. وهناك قضية أخرى تتعلق باقتراح “المرفأ العائم”، الذي يدعي البيت الأبيض أنه سيتم استخدامه لتوصيل مليوني وجبة يوميا إلى غزة. ووفقا لهذه الخطة، ستتولى إسرائيل السيطرة على أمن الميناء المؤقت بالشراكة مع الجيش الأميركي، والذي لن يدخل غزة. ومع ذلك، صرح نتنياهو مؤخرًا أن هذا الرصيف يمكن أن يساعد في “ترحيل” الفلسطينيين من غزة والذي يمكن لإسرائيل من خلاله تنفيذ طردهم الجماعي. علاوة على ذلك، فإن التركيز المستمر على شمال غزة باعتباره منطقة خاصة بها يشير إلى اعتراف دولي بأن شمال غزة أصبح منفصلاً عن الجنوب. ومن خلال إنشاء هياكل منفصلة لتوزيع المساعدات في الشمال والجنوب، فإن المجتمع الدولي يضمن استمرار وجود إسرائيل واحتلالها لقطاع غزة”.
*خطاب غير واقعي*
وبحسب الموقع، “إن الخطاب السياسي داخل الفصائل الفلسطينية غير واقعي، ويتعامل مع الوضع وكأن الظروف هي نفسها التي كانت قبل 7 تشرين الأول ولم تتغير بشكل جذري، ويزعم أن الفلسطينيين يجب أن يتغلبوا ببساطة على انقساماتهم، حتى بعد أن أصبح وادي غزة بمثابة حدود تقيد حركة الفلسطينيين في القطاع على غرار جدار الفصل العنصري في الضفة الغربية. ومن خلال تنفيذ خططها في غزة، وخاصة في الشمال، تعمل إسرائيل على تأمين احتلالها الدائم لغزة، ويجب على القادة الفلسطينيين والعرب أن يركزوا انتباههم على التغيرات الجذرية في الحقائق الجغرافية والديموغرافية على الأرض”.
وتابع الموقع، “لابد من ممارسة ضغط عربي مباشر على الولايات المتحدة لإجبار إسرائيل على السماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى غزة عبر حدودها البرية وعدم الخضوع للشروط الإسرائيلية، حيث تظل غزة منطقة فلسطينية وليس إسرائيلية. ويجب عليهم أيضًا اتخاذ موقف حازم وشن حملة واسعة النطاق للضغط على إدارة بايدن لوقف تزويد إسرائيل بالمساعدات العسكرية والأسلحة المستخدمة للقضاء على كل عناصر الحياة الأساسية في غزة”.
وختم الموقع، “إن مثل هذا الضغط الخارجي ضروري لأن حكومة نتنياهو والمعارضة على حد سواء تعرقل كل الخطوات نحو الحل السياسي”.