قمة العشرين تسلط الضوء على أزمات عالمية وتراجع التعاون الدولي
أكد الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية، أن قمة العشرين المنعقدة في البرازيل تسلط الضوء على التحديات الكبرى التي تواجه العالم في الوقت الراهن، مشيراً إلى أن هذه التحديات تشمل قضايا كونية مثل تغير المناخ وجائحة كورونا، إضافة إلى أزمات سياسية مثل الحرب الروسية الأوكرانية وتوترات إقليمية أخرى.
وأوضح أن هذه المشكلات تعكس “وضعاً متدهوراً للنظام العالمي” الذي يعاني من حالة ضعف شديدة.
غياب العمل الجماعي الدولي
وفي مداخلة هاتفية لبرنامج “الساعة 6” مع الإعلامية “عزة مصطفى” على قناة الحياة، انتقد الدكتور أحمد سيد، حالة التراجع في العمل الجماعي الدولي، مشيرا إلى أن الدول الكبرى لم تظهر التكاتف اللازم لمواجهة هذه التحديات.
ونوه بأن “الأنانية السياسية والاقتصادية” التي تتبعها هذه الدول ساهمت في تفاقم الأزمات العالمية، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الفقر وتعميق الفجوة بين الشمال والجنوب.
وأشار إلى أن قمة العشرين تأتي وسط أجواء مشحونة بالتوترات، معتبرا أنها فرصة لتحقيق تقدم ملموس إذا أسفرت عن مخرجات تليق بمستوى التحديات التي تواجه العالم.
السياسات الأمريكية وتأثيرها على النظام الاقتصادي الدولي
وفي سياق متصل، استعرض الدكتور أحمد تأثير سياسات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على النظام الاقتصادي العالمي، مشيرا إلى أن سياساته خلال فترة رئاسته الأولى، التي تضمنت الحماية الاقتصادية وفرض الحواجز الجمركية والحروب الاقتصادية، أثارت توترات واسعة النطاق بين الولايات المتحدة وشركائها، بما في ذلك الصين وأوروبا.
واعتبر أن هذه السياسات ساهمت في تعميق التحديات الاقتصادية التي تواجه العالم اليوم.
الرئيس السيسي ودور مصر في القمة
تطرق الدكتور أحمد أيضاً إلى أهمية كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال القمة، مشيراً إلى أنها ستتناول التشخيص الدقيق للتحديات التي تواجه الدول النامية، خاصة فيما يتعلق بالفجوة الاقتصادية بين الشمال والجنوب.
وأوضح أن مصر تعبر عن مصالح الدول النامية وتتبنى نهج الاعتدال في التعامل مع التحديات العالمية، مشيراً إلى أهمية دورها في دعم جهود مواجهة تغير المناخ ومساعدة الدول الجنوبية على مواجهة هذه التحديات.
آمال كبيرة معلقة على القمة
تأتي قمة العشرين وسط تطلعات لتحقيق توافق دولي يعزز من التعاون الجماعي في مواجهة الأزمات العالمية.
ويأمل المشاركون أن تسهم القمة في صياغة حلول عملية تعالج التفاوت الاقتصادي بين الدول وتقدم دعمًا حقيقيًا للدول النامية في ظل الأزمات الراهنة.