حزب الله يفاوض واضعا تل ابيب تحت النار.. وصاروخ “فاتح 110″ خرج الى الميدان ..
بعد استهداف العاصمة اللبنانية بيروت مرتين امس في تجاوز واضح ومكثف للخطوط الحمراء ما اسفر عن اغتيال مسؤول الاعلام في حزب الله محمد عفيف، وقصف مبنى في منطقة مار الياس التجارية وسط العاصمة، وضع حزب الله تل ابيب مجددا في دائرة النار، كرد على استهداف العاصمة اللبنانية من جهة، وبالتزامن مع وصول المسودة الامريكية الى إسرائيل مضافا اليها ملاحظات وتحفظات المقاومة لاتفاق وقف النار. وكما حاولت إسرائيل على مدار اليومين الماضيين الضغط بالنار والتصعيد والتدمير لحظة وصول مسودة الاتفاق الى بيروت، أعاد حزب الله كرة النار الى قلب عاصمة الكيان، وارسال رسالة هامة في الميدان ان قادر على وضع تل ابيب تحت النار في لحظة التفاوض، وهي الرسالة التي فهمتها تل ابيب بشكل واضح. وعلى الرغم من ان حزب الله استهدف تل ابيب خلال الشهرين السابقين عبر مسيرات انقضاضية وصواريخ، الا ان الاستهداف مساء امس كان الأهم، لان الحزب اظهر صاروخ فاتح 110 من ترسانته الصاروخية، ما احدث دمارا نوعيا في تل ابيب، ووضع إسرائيل في حالة من الرعب بشكل غير مسبوق،
صاروخ فانح 110 دخل الى المعركة لأول مرة في 6 نوفمبر الجاري، وهو من نوع الصواريخ الدقيقة و يستخدم في قصف الأهداف الحيوية بدقة عالية.
ويتميز الصاروخ بأنه يحمل رأسا حربيا بزنة 500 كيلوغرام وقطره 616 ملم، ويبلغ طوله 8.8 متر بمدى يصل إلى 300 كيلومتر.
ويتمتع بقدرة تدميرية عالية، كما يمكن إطلاقه من منصات ثابتة أو متحركة ويعمل بالوقود الصلب، وهو صاروخ أرض – أرض نقطوي، يستخدم في قصف الأهداف الحيوية بدقة تصل إلى 10 أمتار.
وحسب بعض المصادر والبيانات السابقة فان حزب الله يمتلك مخزونا من فاتح 110 يصل الى 12 الف صاروخ، وتقول التسريبات بان الحزب في الساعات الماضية وبناء على معطيات الميدان الجديدة ومسار التفاوض وضع اعداد كبيرة من هذا النوع من الصواريخ على منصات الاطلاق وأصبحت جاهزة للدخول الى الميدان في أي لحظة تقرر القيادة العسكرية ذلك.
من الواضح ان المقاومة في لبنان تريد القول ان لدينا اليد العليا في الميدان قبيل أي اتفاق لوقف اطلاق النار، وبنفس الوقت ادارت القول انها جاهزة لاي تطور في الحرب واتساعها ومداها في حال انهارت المفاوضات وقررت إسرائيل المضي قدما.
اما بخصوص المسار التفاوضي والحراك الأمريكي على خط بيروت تل ابيب، فقد شهدت الساعات الماضية تجاذبات، خاصة بعد نشر موقع اكسيوس الأمريكي ان المبعوث الأمريكي الى لبنان “هوكشتاين” اجل زيارته الى لبنان الى حين موافقة لبنان الواضحة والكاملة على كافة البنود. ليعود وينشر نقلا عن مسؤول امريكي بان “هوكستين” سيغادر الى بيروت قريبا.
المصادر الرسمية اللبنانية قالت امس إن بيروت قدمت ردا مكتوبا على اقتراح وقف النار في حين أكدت واشنطن أنها “منخرطة” في جهود التوصل إلى اتفاق، وأن الطرفين وضعا ملاحظاتهما على المقترح. ويتوقع أن يصل “هوكشتاين” إلى لبنان اليوم الثلاثاء، قبل أن يتوجه إلى إسرائيل ب غدا الأربعاء، في إطار الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
من ناحيتها قالت صحيفة “يديعوت احرنوت” ان وصول المبعوث الأمريكي الى لبنان، يعني ان الاتفاق اصبح قريب، ويمكن الإعلان عن ذلك خلال وقت قصير نسبيا، ولكن حسب الصحيفة، ليس من الواضح ما اذا كان “هوكشتاين” سيعلن وقف اطلاق النار من لبنان ام من إسرائيل. وأضافت الصحيفة ان هوكستين جاء للمنطقة لاغلاق تفاصيل الاتفاق وليس لاجراء مفاوضات، وختمت بالقول ان زيارة المبعوث الأمريكي مصيرية، وكل الدلائل تشير الى ان فرص التسوية مع لبنان تتزايد. من جانبها قال موقع اكسيوس نقلا عن مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين، ان إسرائيل طالبت إدارة بايدن برسالة جانبية تضمن لها حرية التحرك في لبنان.
وعلى صعيد مضمون الاتفاق، بالنسبة للبنان ما زال يقف عند أهمية تفسير البند المتعلق بحق إسرائيل بالدفاع عن نفسها، وهي صيغة مكتوبة في متن الاتفاق، ويخشى لبنان ان تكون هذه الصيغة هي التفاف على رفضه مطلب إسرائيل بحرية العمل العسكري في لبنان، أي ان إسرائيل ستقوم بتفسير بند الحق في الدفاع عن النفس على انه يعطيها الحق بضرب اهداف داخل لبنان متى رات ذلك ضرورة.
ويقضي المقترح كذلك بوضع 5 آلاف جندي لبناني في المناطق الجنوبية للدولة، كما يقضي بتعهد من إسرائيل بعدم مهاجمة لبنان وإعادة ترسيم الحدود البرية بين الدولتين.
تضمن المقترح الأميركي أيضا انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان خلال 7 أيام ليحل محلها الجيش اللبناني تحت إشراف دولي، إضافة إلى نزع سلاح المجموعات المسلحة جنوب نهر الليطاني خلال 60 يوما من توقيع الاتفاق.
ومساء وبعد اجماعه عبر الهاتف مع مسؤولين في باريس وواشنطن، خرج رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري بانطباع متفائل بقرب التوصل الى وقف لاطلاق النار.