العناية بالاسنان
لا شكّ أنّ العناية بالاسنان من الأولويات والأساسيات التي يجب تعليمها للطفل، لما لها من أهمية تعود على كافة جوانب صحته، سواء الصّحة البدنية أو النفسية، أو العقلية، وكذلك الجمالية، إذ ترتبط صحة الأسنان بصحة الجسم ككل، وبالتالي يجب الاهتمام بها من خلال تناول الأطعمة والمشروبات الصّحية، واتباع أنماط الحياة المدروسة، والتي تحد من الأضرار التي تلحق بالفم، إلى جانب الاهتمام بنظافة الفم والأسنان، والمتابعة الدورية لدى الطبيب، ونظرًا لأهمية موضوع العناية بالأسنان للأطفال اخترنا أنّ نستعرض كافة طرق العناية، إلى جانب تعريف مشكلة تسوس الأسنان التي تعد من أكثر المشاكل شيوعًا بين الناس في مختلفة مراحلهم العُمرية، وخاصة في مرحلة الطفولة والمراهقة، وسنقدم النصائح التي تضمن صحة الفم بشكل عام في هذا المقال.
أهمية العناية بالاسنان
تضفي الأسنان الأولية شكلاً جميلاً على وجه الطفل، وتساعد في توجيه الأسنان الدائمة إلى موضعها ومكانها المناسب والصحيح، كما أنها ذات أهمية وضرورى قصوى لتعلم الطفل تناول الطعام والتحدث، وبالتالي من المهم الاهتمام والعناية بهم جيدًا، وفيما يتعلق بتركيبة الفم والفك والأسنان لدى الطفل في مراحله الأولى، فالأسنان الأولية لها مينا خفيفة أو (مادة رقيقة صلبة، بيضاء تغطي السن) من الأسنان الدائمة، بمعنى أنها عرضة أكثر لمشكلة التسوس في مرحلة الطفولة المبكرة، والتي يمكن أن تبدأ حتى قبل ظهور السن الأول، بحيث يحدث التسوس بفعل البكتيريا، ويحدث بسهولة أكبر إذا وصلت السوائل السكرية للأسنان، مثل الحليب الصناعي، والحليب العادي، والعصير، وحتى حليب الثدي[1]
وفيما يخص بالتأثير المرافق لتسوس الأسنان في مرحلة الطفولة المبكرة على صحة الطفل فيتسبب ذلك له بالألم، مما يجعل من الصعب على الطفلك النوم، أو تناول الطعام، أو حتى التحدث، ويمكن أن يؤثر أيضًا على قدرة الطفل على التركيز والتعلم والاستيعاب، علمًا أنّ الأطفال الذين يعانون من تسوس الأسنان في سن مبكرة هم أكثر عرضة للمعاناة منه طوال مرحلة الطفولة.
طرق العناية بالاسنان
هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها العناية بصحة الأسنان بشكل عام والمحافظة عليها، ومنها[2]:
- الحرص على اختيار فرشاة أسنان مناسبة، ومعجون أسنان طبي غني بالفلورايد، كونه لا يثير حساسية اللثة، ولا يؤدي إلى نزيفها، علمًا أنّ الفلورايد هو عنصر طبيعي يساعد على منع تسوس الأسنان ويحمي تكوينها وخاصة في المراحل العمرية الأولى، لذلك نجده يضاف إلى المياه المعدمية في العديد من البلدان، وكذلك إلى المعجون الخاص بتنظيف الأسنان، وإلى غسول الفم، مع ضرورة الالتزام بتغسيل الأسنان مرتين كحد أدنى يوميًا على الأقل، في الصباح والمساء، ويفضل أنّ يتمّ ذلك بعد تناول الوجبات الرئيسية، والوجبات الخفيفة، وكذلك المشروبات، وخاصة في حال احتواءها على نسبة مرتفعة من السكر.
- الحد من تناول الأطعمة التي تضر بصّحة الأسنان والصّحة عامةً، بما في ذلك الحلويات، والسكاكر، والشوكولاتة، والمأكولات القاسية التي تؤدي إلى تكسر الأٍسنان، كما أنه يوصى بتغسيل الأسنان جيدًا بعد تناول العصائر الطبيعيّة مثل عصير الليمون، لاحتواءه على مركبات تلحق ضررًا بمينا الأسنان وتضعفها.
- الحرص على المتابعة الدورية وزيارة الطبيب كل ستة أشهر على أقل تقدير، سواء كان الشخص في مرحلة الطفولة أو المراهقة، أو ما بعد البلوغ، وكذلك يجب تنظيف الأسنان لدى الطبيب، للتخلص من البلاك أو الجير المتراكم فوق الأسنان والطواحين، والذي بدوره يتسبب في التهاب اللثة، وتكسر الأسنان.
طرق أخرى للعناية بالاسنان
- استخدام الغسول الطبي المخصص للتخلص من البكتيريا والجراثيم المتراكمة بفعل تناول الأطعمة المختلفة، والذي بدوره يعين على التخلص من الرائحة الكريهة للفم، ما دامت هذه الرائحة غير منبعثة من المعدة.
- اتباع العادات الحياتية الصّحية والمناسبة، بما فيها الإقلاع تمامًا عن التدخين، الذي يتسبب في سرطان الفم واللثة، وفي اصفرار الأسنان ومشاكل الفم بشكل عام.
- استعمال الخيط لإزالة الزوائد الدقيقة المتواجدة بين الأسنان والتي تعمل على تسوسها، وذلك بمعدّل مرة واحدة على أقل تقدير.
- تناول الأطعمة الصّحية، بما فيها تلك التي تحتوي على الألياف، والمعادن، والفيتامينات، والأحماض، وغيرها من المركبات الهامة للجسم، إذ إنّ نقص العناصر المختلفة في الجسم من شأنه أنّ يؤدي إلى تكسر الأسنان وضعف بُنيتها، وخاصة الكالسيوم، وفيتامين د، وعليه يجب تناول الحليب والألبان، والأجبان، واللحوم، وغيرها.
- تناول كميات كافية ووفيرة من الماء يوميًأ، كونه يرطب الفم، ويمنع جفافه، ويحد من القروح والبكتيريا والجراثيم، وينظف المعدة من السموم التي تنعكس مباشرة على صحة الفم.
تسوس الأسنان
يعتبر تسوس الأسنان من أكثر مشاكل الفم شيوعًا وانتشارًا بين فئة كبيرة من الناس، إذ يصيب حوالي 3.9 مليار شخص في جميع أنحاء العالم، أي ما يعادل نسبة 44 % من سكان الكرة الأرضية، وبالتالي يعتبر ذلك مؤشرًا خطيرًا يستدعي القلق، إذ ينتج التسوس عن قلة النظافة والعناية، وسوء التغذية، وعن العادات الحياتية غير الصّحية، كتناول الأطعمة الضارة، والتدخين، والمخدرات، والكحول، وغيرها، ويعتبر تناول السكريات بشكل مفرط إلى جانب المشروبات الغازية سببًا رئيسيًا في حدوث التسوس(3)، وفيما يلي سنستعرض أبرز مضاعفاته الخطيرة على الجسم، وأبرز أعراضه الواضحة[4]:
- التجاويف هي مناطق متضررة بشكل دائم في السطح الصلب للأسنان، وتتحول إلى فتحات أو فتحات صغيرة.
- وجع الأسنان، ألم أو عفوي تلقائي يحدث دون أي سبب واضح.
- حساسية الأسنان، شعور بالوجع الخفيف إلى ألم حاد عند تناول أو شرب أي شيء حلو، حار، أو بارد، ويشير ذلك إلى مشكلة العصب أيضاً في بعض الحالات المتقدمة.
- ظهور ثقوب أو حفر واضحة في الأسنان، وكذلك ظهور اللون البني، أو الأسود في تجويف الضرس.
- أوجاع في منطقة الرأس والعيون في الحالات المتقدمة.
- يزداد الألم في ساعات الليل، مقارنة مع ساعات النهار وخاصة في حالات الطواحين والعصب المتقدم.
نصائح لتشجيع الأطفال
هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها تعويد وتشجيع الطفل على العناية بصّحته الفموية وبصحة أسنانه، على رأسها أنّ يكونوا الأهل ذو اهتمام ورعاية بأنفسهم وبصحتهم، من مبدأ أنّ الأهل قدوة للطفل في النظافة أيضًا، ومن خلال توفير كافة المستلزمات التي تسهل على الطفل عملية التنظيف، بما فيها فرشاة الأسنان ذات الألوان الجذابة، والمعجون الخاصة بالأطفال بنكهة لذيذة، مثل الكرز أو الفراولة وغيرها، وذو رائحة عطرة، ومن خلال رصد المكافآت التي تشجع الطفل على الالتزام والاستمرار بذلك، وخاصة في مراحله الأولى، ويشار إلى أنه يوجد في الدول المتقدمة العديد من العيادات الخاصة بالعناية بالاسنان في المدارس، بحيث يجرى فيها الفحوصات الدورية الضروية التي تضمن صحة أسنان الطلبة[6].
ختامًا، من الجدير بالذكر أنّ العناية بالأسنان، سواء خلال مرحلة الطفولة، أو غيرها من شأنه أنّ يوفر على الشخص عناء التوجه للأطباء لاحقًا، ويحد من الأوجاع المرافقة للعديد من العلاجات، بما في ذلك الحشوات، والخلع، وعلاجات العصب، وكذلك الزراعة، التي تعتبر باهظة الثمن، وكذلك لا يمكن للسن أو الضرس المصطنع أنّ يحل مكان الضرس الطبيعي والأصلي أبدًا، بل يكون أقل كفاءة وأكثر عرضة للكسر.
المصدر: 3rbteachers.com