موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

ما سبب زيادة معدلات ولادة التوائم عالميًا؟

0 2



05:30 ص


الجمعة 24 يناير 2025

في الوقت الذي تشهد فيه العديد من الدول انخفاضًا في معدلات الولادة، لوحظ في السنوات الأخيرة زيادة ملحوظة في حالات ولادة التوائم وعدد التوائم، بما في ذلك الثلاثة توائم وأكثر.

وهذا الاتجاه يمثل سابقة غير مألوفة، ويشير الباحثون إلى أن معدلات ولادة التوائم قد تستمر في الارتفاع في المستقبل.

وتوضح الباحثة إليزابيث بايلي من جامعة برمنغهام سيتي أن هناك عدة أسباب تساهم في هذه الزيادة، من أبرزها العوامل الاجتماعية مثل تأخر الحمل في سن أكبر وزيادة استخدام تقنيات علاج الخصوبة، وفق “ذا كونفيرسيشن”

المعدل العالمي لولادة التوائم

رغم أن ولادة التوائم تظل نادرة نسبيًا، فهي جزء طبيعي من عملية التكاثر لدى البشر. وتشير الإحصاءات إلى أن حوالي 1 من كل 60 حالة حمل ينتهي بتوأم أو أكثر، مثل الثلاثة توائم.

حاليًا، وفقًا للمعهد الوطني للصحة في الولايات المتحدة، يولد 1 من كل 42 طفلًا توأمًا على مستوى العالم، وهي زيادة ملحوظة مقارنة بالماضي.

يحدث الحمل التوأمي عندما يتم تخصيب بويضتين في وقت واحد أو عندما تنقسم بويضة مخصبة إلى اثنتين.

كما قد يحدث الحمل المتعدد نتيجة لما يُعرف بـ “الإباضة المفرطة”، حيث تُنتج أكثر من بويضة واحدة خلال الدورة الشهرية.

هذا الأمر يحدث بشكل أكبر لدى النساء الأكبر سنًا بسبب التغيرات الهرمونية التي ترافق قربهن من سن اليأس.

ورغم ندرة حدوثها، يمكن أن تحدث حالات حمل متعددة تشمل من 3 إلى 9 أطفال نتيجة للإباضة المفرطة. وتشير البيانات من إنجلترا وويلز لعام 2023 إلى أن احتمال ولادة التوائم يرتفع بشكل كبير مع تقدم السن، حيث يصبح احتمال الحمل بتوأم واحدة من كل 2000 حالة لدى النساء تحت سن العشرين، بينما يرتفع إلى واحدة من كل 57 حالة لدى النساء بين 35 و39 عامًا.

الاتجاهات في البلدان ذات الدخل المنخفض

أظهرت أبحاث حديثة أن معدلات الولادة المتعددة من المتوقع أن ترتفع في جميع أنحاء العالم بين عامي 2050 و2100، وبالأخص في البلدان ذات الدخل المنخفض. يُعزى هذا الاتجاه إلى تأخر سن الأمومة في هذه البلدان.

وفقًا للمعهد الوطني للصحة، يُظهر معدل التوائم بين 2010 و2015 أن حوالي 3.4% من الأطفال في أمريكا الشمالية وأفريقيا وُلدوا توائم.

اتجاهات الولادة على مر العقود

خلال فترة الطفرة السكانية بين الأربعينيات والستينيات، كان معدل الولادات المتعددة في إنجلترا وويلز ثابتًا إلى حد ما، حيث تراوح بين 12 إلى 13 حالة لكل 1000 حالة حمل. في ذلك الوقت، كان متوسط عمر الأمهات عند الولادة حوالي 26 عامًا، وهو سن يقل فيه احتمال الحمل بتوأم.

ومع بداية التسعينيات وأوائل القرن الواحد والعشرين، شهدت معدلات الولادة المتعددة زيادة ملحوظة، وهو ما يمكن تفسيره جزئيًا بارتفاع متوسط سن الأمهات عند إنجاب الطفل الأول، بالإضافة إلى الزيادة الكبيرة في استخدام علاجات الخصوبة.

علاجات الخصوبة وتأثيرها

في بداية استخدام علاجات الخصوبة، كان من المعتاد زرع أكثر من جنين واحد لزيادة فرص نجاح الحمل، ما أدى إلى زيادة معدلات الحمل المتعدد. في التسعينيات، بلغت نسبة الحمل المتعدد نتيجة لعلاج الخصوبة حوالي 28%، بينما لا تتجاوز نسبة الحمل المتعدد طبيعيًا 1% إلى 2%.

لكن مع تزايد المخاوف من الولادات المبكرة الناتجة عن العلاجات متعددة الأجنة، بدأت حملات توعية مثل “واحد في كل مرة” التي تشجع على زرع جنين واحد فقط لكل محاولة. نتيجة لذلك، انخفضت نسبة الولادات المتعددة بسبب علاجات الخصوبة في المملكة المتحدة إلى 4%.

ومع ذلك، ومع استمرار استخدام تقنيات الخصوبة بشكل أكبر، شهدنا في الآونة الأخيرة زيادة جديدة في حالات الحمل المتعدد.

التحديات المصاحبة للولادة المتعددة

رغم أن ولادة توأم أو أكثر تشكل مصدر فرح للعديد من العائلات، فإن هذه الحالات تأتي مع تحديات صحية إضافية.

على سبيل المثال، في المملكة المتحدة، يتضاعف معدل وفيات الأجنة في التوائم مقارنة بالحمل الفردي، كما أن معدلات وفيات حديثي الولادة أعلى بثلاث مرات لدى التوائم.

علاوة على ذلك، فإن حوالي 60% من التوائم، بالإضافة إلى التوائم من 3 إلى 4 أطفال وأكثر، يولدون قبل الموعد المتوقع، ما يعرضهم لمخاطر صحية كبيرة.

اضف تعليق