المغرب والعراق يؤكدان رفضهما القاطع لتهجير سكان غزة والضفة
جدد المغرب والعراق موقفهما الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة. كما شدد البلدان على ضرورة احترام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتنفيذ مراحله الكاملة بما يفضي إلى إنهاء الحرب، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وتأمين عودة النازحين، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية، تمهيدًا لبدء عملية إعادة الإعمار.
وفي بيان مشترك صدر عقب اللقاء الذي جمع وزير الخارجية العراقي بنظيره المغربي، السبت في الرباط، أكد البلدان رفضهما القاطع للدعوات الرامية إلى تهجير سكان غزة والضفة الغربية، مشيرين إلى أن هذه الخطوات تشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والإنساني، وتهديدًا لأمن واستقرار المنطقة. كما ثمن العراق الجهود التي يبذلها العاهل المغربي محمد السادس، رئيس لجنة القدس، في دعم القضية الفلسطينية وصون الهوية الحضارية لمدينة القدس، فضلًا عن المشاريع الإنسانية والاجتماعية التي تنجزها وكالة بيت مال القدس الشريف لتعزيز صمود المقدسيين.
وجاءت زيارة وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين إلى المملكة بدعوة من نظيره المغربي ناصر بوريطة، لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين. وشملت الزيارة لقاءات مع عدد من كبار المسؤولين المغاربة، من بينهم راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، ونادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، حيث جرى استعراض آفاق التعاون المشترك وسبل الدفع به نحو مستويات أرحب، بما يعكس الروابط الأخوية والتاريخية العميقة التي تجمع الشعبين الشقيقين، وفق البيان.
وأكد الجانبان، وفق البيان، عزمهما على تفعيل التعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري بين البلدين، من خلال خطوات عملية وآليات عمل مشتركة، بما في ذلك عقد الدورة الـ11 للجنة المغربيةالعراقية المشتركة في أقرب الآجال ببغداد، مع الاتفاق على رفع مستوى رئاستها إلى وزيري خارجية البلدين، بما يعزز الإطار المؤسساتي للعلاقات الثنائية.
كما شددا على أهمية تنشيط التعاون بين رجال الأعمال والقطاع الخاص في كلا البلدين، عبر زيارات متبادلة واستكشاف فرص الاستثمار المتاحة، وهو ما ينسجم مع الخطوة الإيجابية المتمثلة في إعادة افتتاح سفارة المملكة المغربية في بغداد، والتي من شأنها إعطاء دفعة قوية للعلاقات الثنائية.
وفي ما يخص القضايا الإقليمية، أشاد العراق بالدور الريادي للعاهل المغربي محمد السادس في تعزيز التنمية المستدامة بالقارة الإفريقية، وترسيخ السلم والأمن والاستقرار فيها، مؤكدًا دعم المغرب للجهود العراقية في تحقيق الاستقرار الإقليمي، ووقف إطلاق النار، والمساهمة في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعبين الفلسطيني واللبناني. كما جدد العراق دعمه للوحدة الترابية للمملكة المغربية، مشيدًا بالزخم الدولي المتزايد المؤيد لمخطط الحكم الذاتي كحل واقعي للنزاع حول الصحراء المغربية، وفق ما جاء في البيان.
وتأكيدًا على متانة العلاقات بين البلدين، أشاد الجانبان بتوقيع مذكرة تفاهم للإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحملة جوازات السفر الدبلوماسية، واعتبراها خطوة نوعية في مسار تعزيز التعاون الثنائي. كما اتفقا على ضرورة الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية، واحترام وحدة أراضي دولها وسيادتها الوطنية، ورفض أي تدخل في شؤونها الداخلية، مع التأكيد على أهمية العمل العربي المشترك باعتباره ركيزة أساسية للاستقرار والتنمية. وفي هذا الصدد، أعرب المغرب عن تمنياته للعراق بالنجاح في استضافة القمة العربية الرابعة والثلاثين ببغداد، مجددًا استعداده للمساهمة الفعالة في أعمالها بما يضمن نتائج إيجابية تخدم مصالح الدول العربية وتعزز التضامن العربي.
كما عبر المغرب عن تثمينه للجهود العراقية في تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة، مؤكدًا دعمه لرئاسة العراق لمجموعة الـ(77) والصين، واختياره عاصمة للسياحة العربية لعام 2025، وهو ما يعكس الدور المحوري الذي باتت تضطلع به بغداد على الساحة الإقليمية والدولية.