مجلة فرنسية: الاستيلاء على غزة.. لماذا يدفع ترامب بفكرة جديدة شنيعة؟
تحت عنوان: الاستيلاء على غزة.. لماذا يدفع ترامب بفكرة جديدة شنيعة؟، قالت مجلة “نوفل أوبس” الفرنسية اقترح الرئيس الأمريكي أن تنظم الولايات المتحدة إعادة إعمار القطاع الفلسطيني بعد تهجير سكانه يثير الكثير من التساؤلات حول نوايا ساكن البيت الأبيض في المنطقة، إذ تبدو الفكرة صادمة وغير قابلة للتنفيذ، ووصفته بأنه “حل فاضح” أثار معارضة شديدة من قبل الفلسطينيين، وانتقادات في العالم العربي.
ولكن هذه الفكرة لاقت ترحيبا من بنيامين نتنياهو: “الرئيس ترامب يرى مستقبلا مختلفا لهذه القطعة من الأرض التي كانت هدفا للكثير من الإرهاب والهجمات ضدنا، والكثير من المحن والشدائد. لديه فكرة مختلفة، وهي تستحق الاهتمام بها. إنه يستكشفه، وهو أمر قد يغير التاريخ”.
بعد أن اعتُبر لفترة طويلة انعزاليًا، كسر الرئيس 47 للولايات المتحدة هذه الصورة من خلال عدم استبعاد إرسال قوات أمريكية إلى هناك: “إذا لزم الأمر، فسنفعل ذلك. سنأخذ هذا المكان ونطوره، مما سيخلق الآلاف والآلاف من فرص العمل. وسيكون هذا شيئاً يمكن للشرق الأوسط بأكمله أن يفخر به.”، تضيف المجلة الفرنسية.
دون أن يقول كلمة واحدة عن تاريخ الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه، بدا دونالد ترامب واثقا من نفسه، مقتنعا بأنه يستطيع في غضون أسابيع قليلة حل صراع مستمر منذ عدة أجيال.. وسنوات من الدبلوماسية لم تنجح في التقدم قيد أنملة.
وكان ساكن البيت الأبيض قد فاجأ الجميع باقتراحه قبل أيام قليلة القاضي بـ”تنظيف” المنطقة الساحلية ونقل سكانها إلى دول مضيفة مثل الأردن أو مصر. وهو الاقتراح الذي أثار موجة من الاستنكار على الساحة الدولية واحتجاجات فورية من عمان والقاهرة. ومن المنتظر أن يصل العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني إلى واشنطن، الثلاثاء 11 فبراير/ شباط، للقاء الرئيس الأمريكي، تُشير المجلة الفرنسية.
وذهب دونالد ترامب، الذي أعلن عن نيته زيارة قطاع غزة، إلى أبعد من اقتراحه الأول، حين قال: “أعتقد أنهم يجب أن يحصلوا على قطعة أرض جميلة وجديدة”.
وبعد وقت قصير من المؤتمر الصحافي المشترك بين دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو، جددت المملكة العربية السعودية التزامها “الثابت والراسخ” بإنشاء دولة فلسطينية. وذكّرت وزارة الخارجية السعودية عبر موقع التواصل الاجتماعي “إكس” بأن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان أكد في سبتمبر/ أيلول 2024 أن الرياض “لن تتوقف عن عملها الدؤوب نحو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وأن المملكة لن تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل دون ذلك”.
فهل دونالد ترامب جاد وينوي أن يستمع إليه المجتمع الدولي بمقترحه الذي يبدو غير قابل للتنفيذ على أرض الواقع؟، وهل هو، وهذا على الأرجح، يطرح موقفا متطرفا على الطاولة لإثارة مقترحات مضادة من المجتمع الدولي؟، تتساءل المجلة الفرنسية.
رفض الفلسطينيون، بدءاً من منظمة التحرير وحتى حماس، الفكرة الأمريكية. وقال أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ إن “القيادة الفلسطينية تؤكد موقفها الثابت بأن حل الدولتين كما أقره المجتمع الدولي هو الحل للسلام والاستقرار”.
وأضاف “ولدنا هنا ونعيش هنا وسنبقى هنا”. أما حركة حماس، فقد وصف المتحدث باسمها سامي أبو زهري مقترحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنها “سخيفة وعبثية”، مضيفا أن أي فكرة من هذا القبيل هي “وصفة لخلق الفوضى والتوتر في المنطقة”.
أثارت خطة دونالد ترامب للسيطرة الأمريكية على قطاع غزة وتشريد سكان القطاع الفلسطيني موجة من الصدمة في مختلف أنحاء العالم. وهو تأثير مذهل كاد أن يحجب تصريحا مهما آخر للرئيس الأمريكي خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء 4 فبراير/ شباط.
وأشار ترامب، ردا على أسئلة وسائل الإعلام، إلى أن إدارته ستتخذ قرارا “في الأسابيع الأربعة المقبلة” بشأن الضم المحتمل للضفة الغربية من قبل إسرائيل، وهي أرض فلسطينية أخرى احتلتها الدولة العبرية منذ عام 1967 وينفذ الجيش الإسرائيلي فيها عملية واسعة النطاق منذ 21 يناير/ كانون الثاني، توضح المجلة الفرنسية.
ومن شأن هذا المشروع، إذا وافقت عليه واشنطن، أن يشكل “تحولاً نموذجياً في الشرق الأوسط بأكمله”، تقول المجلة الفرنسية، مضيفةً أن هذا الإعلان أيضا يتزامن مع تقديم السيناتور الجمهوري توم كوتون إلى الكونغرس الأمريكي نصا يطالب فيه بالتخلي عن مصطلح “الضفة الغربية” في الوثائق الرسمية للولايات المتحدة لصالح “يهودا والسامرة”، وهو مصطلح توراتي يستخدم في إسرائيل للإشارة إلى هذه المنطقة. مقترح لغوي يهدف إلى تعزيز ودعم مطالبات إسرائيل بهذه المنطقة.
خلال فترة ولايته الأولى (20172021)، ضاعف دونالد ترامب الهدايا لإسرائيل، مخالفاً بذلك المواقف التقليدية للدبلوماسية الأمريكية وقرارات الأمم المتحدة. وعلى وجه الخصوص، اعتبر أن الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة ليس غير قانوني، وأمر بنقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، واعترف بسيادة الدولة العبرية على مرتفعات الجولان التي ضمتها عام 1981، تُذَكِّر المجلة الفرنسية.