موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

ماذا حدث في الانتقالات الشتوية بالدوري المصري 2025

0 1



11:34 م


الجمعة 28 فبراير 2025

كتب ـ مصطفى الجريتلي:

شهد موسم الانتقالات الشتوية الماضية ظواهر لم تكن معتادة على مستوى التعاقدات أو التغطية الصحفية خاصة لصفقات ناديي الأهلي والزمالك الأبرز في هذا الملف.

الأهلي والزمالك دعما صفوفهما بأكثر من صفقة كما كان إنفاق الأول المادي لجلب الصفقات جعل البعض يشعر وكأنه موسم انتقالات صيفية ولكن الأمر يعود لمشاركة فريقه بالنسخة المقبلة من بطولة كأس العالم للأندية ورغبة الجهاز الفني في دخول الصفقات للأجواء بالفريق بدلاً من التعاقد معها قبل البطولة بفترة قصيرة.

وما ساعد الفريقان على إبرام صفقاتهما خاصة الزمالك قرار اتحاد الكرة بمد فترة القيد المحلي حتى يوم 8 فبراير الجاري بدلاً من نهاية يناير بجانب مد القيد الأفريقي حتى اليوم الجمعة 28 فبراير.

ووسط ملف الانتقالات برزت ظواهر خلال السنوات القليلة الماضية؛ خاصة مع انتشار منصات التواصل الاجتماعي وإمكانية تحيق الربح من خلالها باكتساب الجماهيرية وهي إعلان الصحفي لانتمائه الكروي بجانب محاولة كل صحفي نسب الخبر له كانفراد والدخول في سجالات إلكترونية مع زملائه.

عميد إعلام القاهرة الأسبق: عبث مجالس إدارات الأندية وصل للصحفيين

وهو أمر استنكره الدكتور حسن عماد مكاوي، العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، في حديثه عن الظاهرة لمصراوي:”الوسط الرياضي بمصر به حالة من العبث والاتهامات المتبادلة والتراشق بين مجالس الإدارات والأندية واللاعبين أنفسهم الذين يشغلون ذات المراكز وهو أمر امتد للصحفيين للأسف فأصبح هناك تراشق وعدم احترام لفكرة الزمالة أو أخلاق المهنة”.

معركة انتماء الصحفيين والانفراد

خالد الأتربي، رئيس القسم الرياضي بصحيفة الشروق والمهتم بتغطية أخبار النادي الأهلي، يُشير إلى أن المجهود الذي يبذله خلال عمله بفترة الانتقالات لا يضاهيه أي مجهود طيلة الموسم الرياضي.

وعما إذا كان يخلط بين عمله الصحفي وتشجيعه للنادي الأهلي؛ خاصة أنه يمتلك قناة على منصة يوتيوب تحمل اسم “صوت أهلاوي”، قال الأتربي لمصراوي:”هذا أمر مقصود وهدفي؛ فمن أول حلقة لي على قناتي قلت السلام عليكم بصوت أهلاوي فلم يكن هناك إعلاميين يردوا على الأخبار المنتشرة ضد الأهلي في عام 2019 ـ بداية اهتمامه بنشر مقاطع فيديو عبر قناته بالمنصة ذاتها ـ”.

الإتربي أوضح أنه غير مقتنع بالصحفي الرياضي المحايد؛ لكل صحفي انتماء لنادي:”ولكنني لم أُتهم يومًا بتأثر القسم بانتمائي بل أن رئيس التحرير يشجع الزمالك ولكن حين نكتب خبراً تكون المصداقية هي الأهم والموضوعية في التناول”.

ريهام حمدي، صحافية في موقع winwin القطري وقناة أون تايم سبورت تهتم بمتابعة أخبار النادي الأهلي، ترى أن الأساس في الخبر مصدقيته لذا لا تستعجل النشر حتى تتأكد من دقة المعلومة من أكثر من مصدر، مشددة على أن إعلان تشجيعها للأهلي لا يؤثر عليها في إعلان المعلومة.

“هناك صحفيين يغلبون تشجيعهم على المهنة ويتكتموا على نشر أخبار النادي وهذا سبب لي أزمة كصحفية محايدة في عملي فحين أنشر الأخبار أصبح الجمهور يرى أنني أقوم بتسريب لأسرار النادي رغم أن عملي كصحفيية هو البحث عن المعلومة”.. ريهام حمدي أبدت غضبها من الهجوم عليها بسبب الأخبار التي تحصل عليها.

صفقات الأهلي الشتوية

الأمر ذاته أكد عليه محمد أبو على نائب رئيس القسم الرياضي بصحيفة فيتو المهتم بتغطية أخبار النادي الأهلي، إذ يؤكد على أنه إذا تأثر بتشجيعه في نقله للمعلومة فهو أمر سيؤثر على مصداقيته أمام متابعيه لذا لا يجد مشكلة في إعلان انتمائه ولكنه يشدد على حرصه في الوقت ذاته على التأكد من صحة معلومته للمصداقية بينه ومتابعيه.

الدكتور حسن عماد مكاوي، العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، يرى أن الصحفي لا يجب أن يكشف عن انتمائه الصحفي حتى لا تتأثر الأخبار التي يحصل عليها بنظرة المتلقي لها:”قد يأتي بخبر صحيح ولكن كونه أعلن تشجيعه لنادِ ما يجعل الناس تنظر إلى الخبر بناءً على ذلك”.

ضريبة الحصول على انفراد

واستنكر الإتربي وريهام وأبو علي الانتقادات والحملات التي يشنها النادي أو الجماهير على الصحافيين بسبب المعلومات التي ينشرونها وكذلك نفي الزملاء لأخبار بعضهما البعض بغرض التقليل من جهد الآخر أو الخلاف بين من أعلن الخبر أولاً.

أبو علي يضرب مثلاً بصفقة تعاقد الأهلي مع المغربي أشرف بنشرقي:”وصلتني المعلومة من الأهلي ثم بدأت اسأل مصادر في قطر بما إن اللاعب يتواجد بنادي هناك وهل هناك نية لفسخ العقد ثم تواصلت مع مصدر قريب من اللاعب في مصر فأحدهم مقرب منه قال إنه ناوي ينزل مصر وبدأت أتابع حتى نهاية الصفقة وأنه اشترى البدل الخاصة بإعلان التصوير وأنه بيوقع قبلها وهكذا وأعلنت كل ذلك ولم أُخفي أي شيء”.

ريهام تعرضت لهجوم من بعض الجماهير بسبب كشفها مفاوضات الأهلي المهاجم الكونجولي جاكسون موليكا في وقت كان الأهلي يبحث عن التعاقد مع مهاجم: “حين انفردت بالخبر بخصوص مفاوضات الأهلي مع موليكا المفاوضات توقفت بعد ذلك ولم تتم الصفقة وقالوا إنني حين كشفت الأمر زاد اهتمام الجماهير باللاعب وعلم ناديه بذلك فغالى بمطالبه المالية لإتمام الصفقة وتعرض لحملات هجوم كثيرة وهذا أمر غير صحي وبه ضغط على الصحفيين”.

الإتربي يشير إلى أن المشاهد الذي يفتح مقطع الفيديو الخاص بك لمعرفة أخبار النادي منه يأتي بسبب المصداقية، مدللاً:”خلال فترة الانتقالات كنت أتواصل مع كافة الأطراف مثل ملف المفاوضات مع اللاعب إيفرتون أو ما أُثير عن التفاوض مع فايلر تواصلت مع صديق مقرب بيني وبينه لتقديم المعلومة الصواب والتنافس شيء جيد لمصلحة المشاهد ولكن لا تُسيطر الأنا على ما يقدمه”.

ريهام تُشير إلى أن الانفراد يكون معروف بتاريخ الكشف عنه ولكن من حق الجميع أن يقوم بمتابعات خبرية لتطورات الأمر وهو ما يوافقها به الرأي محمد أبو علي.

“في صفقة إمام عاشور علمت من مصدر ثم سألت لاعبين كانوا معه بالزمالك ثم وكيله وأسرته أتذكر حينها تحدث معي عصام شلتوت وقال الخبر ممكن يخلص عليا ولكن قلته متأكد”، أبو علي يدلل على صعوبة ملف التفاوضات وحساسيته خاصة لدى الأهلي والزمالك، مبديًا في الوقت ذاته ضيقه من تعمد بعض الصحفيين نفي أخبار زملائهم والتقليل منه:”لايمت للزمالة بشيء”.

الإتربي يوافقه الرأي أيضًا:”مافيش بابا للشغلة النهاردة عندك وبكرة عندي والعمل الصحفي مثل أي عمل دكتور أو مهندس كلنا لدينا هامش من الخطأ ولكن الشطارة تقلل هامش الخطأ مهما بلغت من الأستاذية”.

أبو علي يستنكر أيضًا قيام بعض المراكز الإعلامية بشن هجمات إلكترونية وإعلامية على الصحفيين لمجرد نشرهم الأخبار:” ليس من حق المكتب الإعلامي للنادي القيام بذلك، الجميع حول العالم يحصل على أخبار الفرق قد تغلق أمام بعض المصادر ولكنني ضد أن الحملات على الصحفي الذي يجتهد للحصول على المعلومة الصحيحة”.

الدكتور حسن عماد مكاوي، العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة يرى أن الانتماءات للأندية أصبحت مؤثرة على العمل الصحفي لذا يشدد على أهمية دور المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام وموقفه مع المؤسسات الصحفية والإعلامية وكذلك نقابة الصحفيين ومسؤولياتها مع الزملاء الصحفيين.

:”لابد من وضع آليات ولوائح لتنظيم الأمر من الجهات المعنية والمسؤولية لتحسين بيئة العمل الصحفي”.. هكذا رأى عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة الحل للأزمة الحالية في التغطية الصحفية في ظل انتشار منصات التواصل الاجتماعي وتحول الكثير لمصدر للمعلومة.

اضف تعليق