في أحدث تنصل إسرائيلي من بنود اتفاق وقف إطلاق النار.. إسرائيل تتمسك باستخدام التجويع ضد غزة رغم الانتقادات الدولية
أعلنت إسرائيل، الثلاثاء، تمسكها باستخدام سلاح التجويع ضد أكثر من 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة، رغم الانتقادات الدولية واتهامها بخرق اتفاق وقف إطلاق النار بالقطاع.
جاء ذلك في تصريحات لوزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أدلى بها خلال مؤتمر صحفي من مقر الوزارة بالقدس الغربية، في أحدث تنصل إسرائيلي من بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وانتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة دون دخول المرحلة الثانية جراء تنصل تل أبيب، التي صعدت من تهديداتها ضد فلسطينيي القطاع خاصة فيما يتعلق بإعادتهم لمربع التجويع والتعطيش الذي لم يغادروه أصلا منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ في 19 يناير.
وقال ساعر إن تل أبيب متمسكة بموقفها الرافض لإدخال المساعدات الإنسانية الى قطاع غزة.
وزعم ساعر أن إسرائيل “نفذت تعهدها بالكامل” ضمن المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في القطاع الفلسطيني.
وقال إن إسرائيل “نفذت تعهدها بالكامل بما في ذلك نصيب (إدخال) المساعدات الإنسانية، بشكل كامل وحتى اليوم الأخير”.
وجدد ساعر اشتراط الدخول في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في غزة بـ”إطلاق جميع الأسرى الإسرائيليين من غزة، ونزع السلاح بشكل كامل من القطاع”.
كما أشار ساعر إلى أن تل أبيب “وافقت على الاقتراح الذي قدمه المبعوث الخاص للرئيس ترامب ستيف ويتكوف، لتمديد وقف إطلاق النار المؤقت”.
لكنه في المقابل وجه اتهامات لحركة حماس مدعيا أنها هي من “رفضت العرض”، على حد قوله.
وتابع: “بناء على رفض حماس، توقفت إسرائيل عن تمكين دخول المساعدات إلى غزة”، بذريعة أن “المساعدات التي تذهب إلى حماس ليست إنسانية”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ادعى أن “حماس” ترفض التجاوب مع مقترح أمريكي لوقف إطلاق نار مؤقت خلال شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي.
وتأتي تصريحات نتنياهو ضمن محاولات تنصله من الاتفاق الأساسي لوقف إطلاق النار برفضه بدء مفاوضات المرحلة الثانية، رغبة في إطلاق مزيد من الأسرى الإسرائيليين، مع التهرب من التزامات هذه المرحلة، ولا سيما إنهاء حرب الإبادة والانسحاب من غزة.
وتؤكد “حماس” مرارا التزامها باتفاق وقف إطلاق النار وتطالب بإلزام إسرائيل به، وتدعو الوسطاء للبدء فورا بمفاوضات المرحلة الثانية، واعتبرت قرار منع المساعدات “ابتزازا رخيصا وجريمة حرب وانقلابا سافرا على الاتفاق”
وكانت إسرائيل، وفي محاولة للضغط على “حماس”، أوقفت إدخال المساعدات الإنسانية الى غزة يوم الأحد، وهو ما تسبب في انتقادات دولية واسعة لتل أبيب.
والأحد، وبعد ساعات من انتهاء المرحلة الأولى قالت وسائل إعلام عبرية إن تل أبيب تعتزم البدء خلال أسبوع بتنفيذ خطة تصعيدية ضد غزة، تشمل قطع الكهرباء والمياه وتنفيذ عمليات اغتيال وإعادة تهجير الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه واستئناف القتال.
جاء ذلك بعدما قرر نتنياهو منع إدخال كافة المساعدات إلى القطاع، في مخالفة صريحة للقوانين والمواثيق الدولية.