موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

صحيفة قطرية : أمريكا تخفض المساعدات العسكرية لمصر ..

0 2

في ظل الرفض الرسمي والشعبي لخطة تهجير أعالي غزة والتي أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، كشفت مصادر دبلوماسية مصرية عن تلقي القاهرة إخطاراً رسمياً من الولايات المتحدة بشأن قرار خفض قيمة المساعدات العسكرية لمصر في عهد ترامب، على أن يدخل هذا القرار حيّز التنفيذ بدءاً من العام المقبل.

وبحسب موقع “العربي الجديد” القطري نقلا عن دبولماسي مصري في واشنطن فقد أبلغت الإدارة الأميركية القاهرة أخيراً بقرار خفض المساعدات العسكرية المقدمة للجيش المصري، إلّا أن الإخطار لم يتضمن تحديداً دقيقاً لنسبة الاقتطاع، التي من المتوقع أن تُحدّد لاحقاً بعد المشاورات داخل الجهات المختصة في الإدارة الأميركية.

تلميح أمريكي

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد ألمح في وقت سابق إلى “إمكانية قطع المساعدات عن مصر والأردن إذا لم يوافق البلدان على استقبال الفلسطينيين”، لكنه عاد وأوضح خلال لقائه ملك الأردن عبدالله الثاني بواشنطن في شهر فبراير الماضي، أن الولايات المتحدة “تقدّم الكثير من الأموال لمصر والأردن، لكنني لا أريد التهديد بذلك”.

قيمة المساعدات الأمريكية

ويشار إلى أن قيمة المساعدات السنوية التي تقدمها الولايات المتحدة لمصر تقدر بنحو 2.1 مليار دولار، منها 1.3 مليار دولار قيمة المساعدات العسكرية لمصر المخصصة للجيش، فيما يوجّه باقي المبلغ لمساعدات اقتصادية تشمل الحكومة المصرية ومنظمات غير حكومية.

وتربط الإدارة الأميركية جزءاً من هذه المساعدات، يُقدر بحوالى 300 مليون دولار، بمدى التزام القاهرة بتعهدات تتعلق بسجلها الحقوقي، وهو الأمر الذي كان محوراً للجدل بين الجانبين خلال السنوات الأخيرة.

اتصالات أمريكية مصرية

وبحسب مصادر دبلوماسية، فقد زار وفد مصري غير رسمي واشنطن أخيراً لبحث تداعيات القرار الأميركي ومحاولة توضيح موقف المؤسسة العسكرية المصرية، وقد ضمّ الوفد الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، وزير الخارجية المصري الأسبق عمرو موسى، والسياسي البارز الدكتور حسام بدراوي، ووزير الصناعة والتجارة المصري الأسبق منير فخري عبد النور.

وخلال اللقاءات التي عقدها الوفد في العاصمة الأميركية، أكد المسؤولون المصريون أن رؤية المؤسسة العسكرية المصرية تستند أساساً إلى الحفاظ على استقرار المنطقة، محذرين من خطورة ومآلات أي خطط تهدف إلى تهجير الفلسطينيين ونقلهم إلى مصر أو الأردن، لما في ذلك من تهديد لاستقرار النظامين الأردني والمصري، اللذين يُعتبران ركيزتين أساسيتين لاستقرار الشرق الأوسط.

إخلال لمعاهدة السلام

من جهته، اعتبر مصدر مصري آخر أن الخطوة الأميركية الخاصة بخفض المساعدات العسكرية لمصر المخصصة للجيش، تمثل إخلالاً بمذكرة التفاهم المصرية الأميركية التي وقّعها الرئيسان محمد أنور السادات وجيمي كارتر في عام 1980، وهي الأساس القانوني للمساعدات الأميركية لمصر التي تقدّم سنوياً، وتعتبر معاهدة دولية، جاءت جزءاً من التفاهمات اللاحقة لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية الموقعة عام 1979 برعاية أميركية.

ضغوط على مصر

في سياق متصل، كشفت مصادر مصرية لـ”العربي الجديد”، أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) دخلت على خط الضغوط الموجهة إلى مصر، في محاولة لحثّها على تغيير موقفها الرافض للتعاون مع الخطة الأميركية بشأن تهجير الفلسطينيين.

وأوضحت المصادر أن البنتاغون بدأ بممارسة ضغوط متزايدة على المؤسسة العسكرية المصرية، مشيراً إلى أن مسؤولين أميركيين لوّحوا لقادة الجيش المصري أخيراً بإمكانية تعطيل المساعدات العسكرية لمصر بما في ذلك توريد قطع الغيار للأسلحة المختلفة، إضافة إلى إعاقة عمليات الصيانة، في حال استمرار الموقف المصري الرافض للخطة الأميركية.

وفي هذا الإطار، نقل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، خلال زيارته الأخيرة لواشنطن، رسائل واضحة لأعضاء في الكونغرس، شدّد خلالها على رفض المؤسسة العسكرية المصرية القاطع لأي محاولات لفرض حلول تتعلق بتهجير الفلسطينيين، وأكدت القاهرة في رسائلها الرسمية والدبلوماسية أن موقفها ينبع من حرصها على الأمن القومي المصري والإقليمي، مشيرة إلى أن أي محاولة لفرض حلول من هذا النوع ستؤدي إلى تداعيات كارثية على استقرار المنطقة.

المساعدات العسكرية لمصر أداةَ ضغطٍ

وتشمل المساعدات العسكرية الأميركية لمصر توفير الأسلحة والمعدات العسكرية، مثل الطائرات المقاتلة، المدفعيات، الدبّابات، إضافة إلى تقديم برامج تدريبية لضباط القوات المسلحة المصرية، ودعم مشاريع التطوير العسكري، مثل تحديث القوات المسلحة وتحسين البنية التحتية الدفاعية.

وتأتي هذه التطورات في ظل بعض التوتر في العلاقات بين القاهرة وواشنطن، على خلفية تباين المواقف بشأن القضية الفلسطينية، وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى تأثير هذه الضغوط على السياسة المصرية، خصوصاً في ظل تمسك المؤسسة العسكرية المصرية بموقفها الرافض لخطط تهجير الفلسطينيين من غزة إلى سيناء.

اضف تعليق