المطلوب من المجلس المركزي الفلسطيني.. إبراهيم ابراش
مع استمرار التزامي بمنظمة التحرير كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني إلا أنني أحيانا أشعر بإحباط من أداء مؤسسات ودوائر المنظمة التي بالكاد يشعر بوجودها المواطنون داخل الوطن وخارجه إلا في البيانات التي تصدر عنها في المناسبات وعندما يشكك البعض بصفتها التمثيلية.
ومع ذلك ولأن السياسة لا تعرف الفراغ وحماس التي تنطعت للحلول محلها في وضعية صعبة بل وتسببت، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، بمصيبة في قطاع غزة وعلى مستوى القضية الوطنية بشكل عام، ولأنه لا بد أن يكون للشعب الفلسطيني عنوان يمثلهم، لذلك فقد رحبنا بخبر اجتماع المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية والذي سيبدأ أشغاله في الواحد والعشرين من هذا الشهر.
الاجتماع بحد ذاته مهم حتى وإن جاء متأخراً وخصوصاً أنه يحل مجل المجلس الوطني الذي بات انعقاده صعبا كما أصبح بمثابة مجلس تشريعي، ولكن الأهم من الانعقاد هو التمعن والتفكير الجاد بعقلية واقعية بعيداً عن أي تأثر بضغوط خارجية أو حتى ضغط الرأي العام الشعبي الفلسطيني.
كثيرة هي القضايا التي يجب مناقشتها غير موضوع استحداث منصب نائب رئيس منظمة التحرير، ومع أن هذا مطلب خارجي الآن إلا أنه كان مطروحاً وطنياً وداخلياً قبل ذلك كما هو مطلب إصلاح المنظمة والسلطة إلا أن الصراعات الداخلية بين مراكز القوى الفتحاوية أعاق الإقدام على هذه الخطوة مما سيجعل الموافقة عليها الآن وكأنه نتيجة ضغوط خارجية.
بالإضافة الى منصب نائب رئيس المنظمة هناك قضايا لا تقل أهمية على المجلس مناقشتها واتخاذ قرارات بشأن بعضها ،مع علمنا أن ما يصدر عن المجلس هي توصيات وليس قرارات ملزمة و لنا تجربة مع قرارات سابقة للمجلس في دوراته السابقة حيث اتخذ المجلس (قرارات) ولم تُنفَذ مما أثر على مصداقيته، ولذا نأمل ألا يُصدر المجلس قرارات /توصيات إن لم يكن متأكدا من قابلتنها للتنفيذ. .
نتوقع ونأمل من المجلس مناقشة القضايا التالية:
1 الوضع الإنساني في قطاع غزة ومخطط التهجير ومستقبل القطاع وعدم ترك الأمر لما ستؤول اليه مفاوضات حماس وإسرائيل.
2 العلاقة مع إسرائيل وآفاق عملية التسوية السياسية، وهل من المفيد استمرار القول بالالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل في ظل الحكومة اليمينية الراهنة وتوجه كل المجتمع الصهيوني نحو اليمين أيضا الموقف الأمريكي من هذه الاتفاقات ومن الدولة الفلسطينية..
3 لماذا لم تنجح المقاومة الشعبية في الضفة والقدس؟ وابداع أساليب للمقاومة تتناسب مع خصوصية الحالة الفلسطينية
4 العلاقة بين فصائل المنظمة وضرورة ضبط خطابها الإعلامي والالتزام بموقف القيادة، حيث لم يعد المواطن يعرف ما إن كانت بعض الفصائل أعضاء في المنظمة أم خارجها.
5 مناقشة صريحة وواضحة حول العضوية في اللجنة التنفيذية للمنظمة والأسس التي يتم اعتمادها لذلك، وبحث واقع وفعالية الأعضاء الحاليين وبعضهم وصل من العمر عتيا ولا يستطيع القيام بأي مهمة وأخرون أقرب للديكور للزعم أن المنظمة تمثل ككل الأحزاب والفعاليات الاجتماعية.
6 طبيعة العلاقة بين دوائر منظمة التحرير والمؤسسات الحكومية، وجدوى العدد الكبير من المتفرغين في دوائر المنظمة دون قيامهم بأعمال ذات أهمية.
7 جدوى الاستمرار في حوارات المصالحة مع حركة حماس مع إصرارها على موقفها السابقة وإعلانها عدم موافقتها على عودة السلطة الى قطاع غزة، ويمكن مناقشة إمكانية اتخاذ قرار من جهة الاختصاص باعتبار الحركة خارجة عن القانون الفلسطيني.
8 بحث حال وواقع مؤسسات المجتمع المدني ومدى توافق أنشطتها مع المصلحة الوطنية وخصوصا أن كثيرا من هذه المؤسسات بمثابة القوة الناعمة لتنظيمات وجهات خارجية معادية لمنظمة التحرير والمشروع الوطني.
9 تفعيل دور وحضور المنظمة والسلطة وحركة فتح العمود الفقري للمنظمة في قطاع غزة إعلاميا وسياسيا.
10 إعادة تصويب علاقة المنظمة والسلطة مع عديد الدول العربية والإسلامية التي بين المنظمة وبينهم برودة وتراجع في العلاقات.
11 تفعيل حضور المنظمة في الشتات ولماذا تراجع حضورها لصالح القوى السياسية الأخرى.
12 تطوير المنظومة الإعلامية وخصوصاً الفضائيات واستقطاب شخصيات فلسطينية وعربية لها حتى وإن لم يكونوا من أعضاء المنظمة وحركة فتح.
13 استنهاض وتفعيل دور البعثات الدبلوماسية في الخارج ،في السفارات والمنظمات الدولية والإقليمية ، وتجديد كوادرها والابتعاد عن الولاءات الشخصية في التعيينات.
14 كيف تستعيد المنظمة وحركة فتح حضورهم في جامعات الضفة وعند قطاع الشباب.