سفير أميركا لدى “إسرائيل” للصحة العالمية: الضغط يجب أن يُمارس على حماس لدخول المساعدات
تسلّم الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، اليوم الإثنين، أوراق اعتماد السفير الأميركي الجديد لدى إسرائيل، مايكل هاكابي، خلال مراسم رسمية، تبعتها جلسة جمعت السفير الأميركي الجديد بوزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر.
وأشارت البيانات الصادرة عن الجانب الإسرائيلي حول اعتماد السفير الاميركي الجديد إلى أن اللقاءات التي عقدها هاكابي في أول أيامه بمنصبه الرسمي، سواء مع الرئيس الإسرائيلي أو مع وزير الخارجية، تمحورت حول الملف الإيراني.
وفي أعقاب إنهاء إجراءات اعتماده، قال السفير الأميركي الجديد لدى إسرائيل، في بيان مصور نشره على حسابه الرسمي في شبكة “إكس”، إنه رفض طلبًا من منظمة الصحة العالمية بممارسة ضغوط على إسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وقال هاكابي: “أحد المسؤولين طلب مني أن أضغط على إسرائيل لتقديم مزيد من المساعدات الإنسانية إلى سكان غزة. ما رأيكم أن نمارس الضغط حيث ينبغي فعليًا – على حماس”، في إشارة إلى تحميله الحركة المسؤولية عن الأزمة الإنسانية في القطاع، متجاهلًا الحصار الإسرائيلي والتصعيد العسكري المستمر.
وعقد هرتسوغ وهاكابي اجتماعًا أعرب خلاله الرئيس الإسرائيلي عن “تقديره” لتعيين هاكابي، واصفًا إياه بـ”الصديق العزيز لإسرائيل”، ومشيرًا إلى أن تعيينه يُعد “خطوة طبيعية” نظرًا لعلاقاته الطويلة مع تل أبيب.
وشدد هرتسوغ على “عمق الشراكة” بين إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية، مشددًا على “ضرورة التصدي للتهديد الإيراني بكل حزم”، بحسب ما ورد في بيان صادر عن ديوان الرئاسة الإسرائيلية.
وفي معرض حديثه عن التهديدات الإقليمية، قال هرتسوغ “النظام الإيراني يواصل نشر رؤيته المتطرفة للهيمنة الإقليمية وعدم الاستقرار، سواء بشكل مباشر أو من خلال وكلائه، مع السعي للحصول على أسلحة نووية وإطلاق تصريحات تدعو إلى تدمير إسرائيل”.
وأضاف “لقد علمنا التاريخ أنه عندما يعلن نظام متطرف ‘الموت لإسرائيل والموت لأميركا!’، يجب أن نأخذ هذا التهديد على محمل الجد، ونتعامل معه بحزم وصرامة وقوة، من أجل أمن شعبنا ومن أجل السلام”.
وقال هرتسوغ إن تعيين هاكابي في هذا المنصب “هو انعكاس لالتزام الرئيس دونالد ترامب بالدفاع عن إسرائيل وتعزيز تحالفها مع الولايات المتحدة”، مشيرًا إلى أن “الخطوات التاريخية التي اتخذها ترامب لتعزيز العلاقات مع إسرائيل، ستبقى علامة فارقة”.
وأضاف هرتسوغ أن “هاكابي كان صوتًا صريحًا في الدفاع عن إسرائيل، خاصة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023″، وتابع “كما قال النبي إشعيا، لأجل صهيون لا أسكت، ولأجل أورشليم لا أهدأ”.
كما أعرب هرتسوغ عن أمله في أن تسهم فترة ولاية هاكابي في تعزيز العلاقات الثنائية، قائلاً: “أتطلع إلى تعاون وثيق وشخصي بيننا، لتعزيز التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل إلى آفاق جديدة”.
وفي ختام كلمته، قال الرئيس الإسرائيلي: “أنت تبدأ مهامك في لحظة مصيرية في تاريخ هذه المنطقة… مهمتك ليست فقط سياسية، بل روحية وأخلاقية. أنت تمثل بلدًا يؤمن مثلنا بقيمة الحياة والحرية”، على حد تعبيره.
وفي وقت لاحق، عقد وزير الخارجية الإسرائيلي، ساعر، اجتماع عمل مع السفير هاكابي في حيث ناقش الجانبان قضايا إستراتيجية، أبرزها الملف النووي الإيراني، وسبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات.
وقال ساعر إن “إسرائيل لا يمكنها أن تحظى بسفير أفضل، نظرًا للصداقة العميقة التي تربط هاكابي بإسرائيل ولالتزامه الثابت بتعزيز العلاقة بين الجانبين”، وعقد ساعر وهاكابي لقاءً ثنائيًا، أعقبه اجتماع موسّع شارك فيه أعضاء من طاقمَي الطرفين، بحسب ما ورد في بيان صدر عن مكتب ساعر.
وكان مجلس الشيوخ الأميركي قد صادق في 10 نيسان/ أبريل الجاري على تعيين القس المعمداني والحاكم الأسبق لولاية أركنسو، هاكابي، سفيرًا للولايات المتحدة لدى إسرائيل، وسط اعتراضات من نشطاء مؤيدين لفلسطين.
ويُعد هاكابي من أبرز الشخصيات المسيحية الإنجيلية المؤيدة لإسرائيل، وواحدًا من أشد المدافعين عن المشروع الاستيطاني في الضفة الغربية، إذ صرّح مرارًا بأنه لا يعترف بمفهوم “الضفة الغربية” ويدعم ضمها الكامل لإسرائيل، معتبراً أنها “يهودا والسامرة”.
وتربطه علاقة وثيقة برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، وسبق أن شارك في زيارات متكررة إلى مستوطنات الضفة الغربية، وظهر إلى جانب جماعات دينية متطرفة تسعى لهدم المسجد الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم.
كما ارتبط اسمه بالنائب المتشدد يهودا غليك، أحد أبرز رموز “جماعات الهيكل”.
يُنظر إلى تعيين هاكابي، الذي كان من أبرز داعمي ترامب، كمؤشر على توجه أكثر صرامة في دعم حكومة نتنياهو وخياراتها الأمنية والاستيطانية، خاصة في ظل استمرار الحرب على غزة. وسبق لهاكابي أن أعلن رفضه لحل الدولتين، وصرّح في جلسات الاستماع أمام مجلس الشيوخ بأنه يستند في مواقفه إلى “تفويض توراتي”.