تشعر بالحزن عند قراءه أشعاره.. عادل حمودة يكشف أسرار لقائه مع الشاعر صلاح عبدالصبور
كشف الإعلامي والكاتب الصحفي عادل حمودة عن لقائه الوحيد بالشاعر الكبير صلاح عبد الصبور، حيث دار بينهما حوار إنساني عميق يعكس فلسفة الشاعر ونظرته للحياة والكتابة.
وقال حمودة: “سألته: كل ما تكتبه من شعر ونثر يبدأ منك وينتهي إليك، لماذا؟ فأجابني مستشهدًا برباعية للشاعر الإسباني لوبي دي فيغا: إلى وحدي أنا ذاهب، ومن وحدتي أنا قادم، يكفيني في غدوي ورواحي أن أصطحب أفكاري وحدها.”
واعتبر حمودة، خلال تقديمه برنامج “واجه الحقيقة” الذي يُعرض على شاشة “القاهرة الإخبارية”، أن هذه الكلمات كانت مفتاحًا لنفسية صلاح عبد الصبور، ومحورًا أساسيًا في معظم أشعاره التي غلب عليها الحزن رغم عمقها وصدقها.
استسلام شعره لمشاعره
وأضاف: “استسلام شعره لمشاعره جعله حزينًا بطبيعته، فمن يقرأ دواوينه لا بد أن يشعر بالحزن الذي يلازمه ولا يفارقه.”
وأشار حمودة إلى قصيدة شهيرة من ديوان “الناس في بلادي”، حملت عنوان “يا صاحبي إني حزين”، قال فيها عبد الصبور: “يا صاحبي إني حزين، طلع الصباح فما ابتسمت، ولم ينر وجهي الصباح، خرجت من جوف المدينة أطلب الرزق المتاح، وغمست في ماء القناعة خبز أيام الكفاف، ويأتي المساء… الحزن يولد في المساء، لأنه حزن ضرير، حزن تمدد في المدينة كالصّ في جوف السكينة…”
وأكد حمودة أن عبد الصبور لم يستسلم، بل قاوم الحزن بالأمل والإرادة، قائلاً: “سنعيش رغم الحزن… سنقهر الحزن ونصنع في الصباح أفراحنا البيضاء، أفراح الذين لهم صباح.”
واختتم حمودة بقصيدة رمزية للشاعر، تحمل رؤيته الفلسفية للوجود، يقول فيها: “لو أننا كغصني شجرة… في الربيع نكسي ثيابنا الملونة، وفي الحنين نخلع الثياب، نعرى بدنًا ونستحم في الشتاء، يدفئنا حنونا، لو أننا كنا بشط البحر موجتين، من الرمال والمحارتين، سبيكة من النهار والزبد، أسلمت العنان للتيار، يدفعنا من مهدنا للحد.”