مرشح اليمين المتطرف يتصدر الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في رومانيا
تفوق مرشح اليمين المتطرف جورج سيميون زعيم “التحالف من أجل وحدة الرومانيين” في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية الرومانية الأحد، جامعا حوالى 40% من الأصوات بعد فرز أكثر من 90 % من الصناديق.
وجاء في المرتبتين الثانية والثالثة مرشح الائتلاف الحاكم المؤيد لأوروبا كرين أنتونيسكو ورئيس بلدية بوخارست نيكوسور دان، وكلاهما تجاوز نسبة 20% بقليل.
وهتف أنصار سيميون بعد إعلان النتائج “ارحلوا أيها اللصوص، عاش الوطنيون”، بينما أكد زعيمهم عبر مقطع مصور أن الناخبين “كتبوا صفحة من التاريخ”.
وتوقع أستاذ العلوم السياسية سيرجيو ميسكويو أن يخسر سيميون في الدورة الثانية لأن خصمه يمتلك مخزونا أكبر من أصوات المرشحين الذين خرجوا من السباق.
وتنافس 11 مرشحا على منصب الرئاسة الذي يبقى منصبا بروتوكوليا بصورة أساسية، لكنه يحمل ثقلا في السياسة الخارجية لدولة يبلغ تعدادها 19 مليون نسمة وتشكل ركنا أساسيا في الناتو منذ الغزو الروسي لأوكرانيا.
وشهدت رومانيا تحولا نحو الخطاب القومي عقب قرار المحكمة الدستورية إلغاء الانتخابات السابقة في تشرين الثاني/نوفمبر 2024 بحجة تدخل روسي وحملة ترويج ضخمة لصالح مرشح يميني آخر هو كالين جورجيسكو.
وبعد الإلغاء، قدم الحزب جورج سيميون البالغ ثمانية وثلاثين عاما بوصفه خيارا أكثر “اعتدالا”، رغم تشاركه مع سلفه رفض “بيرقراطيي بروكسل غير المنتخبين”.
وهاجم سيميون مؤسسات الاتحاد الأوروبي معلنا عزمه استعادة “كرامة” بلاده داخل التكتل، وأبدى معارضة لإرسال أسلحة إلى أوكرانيا وتقليص دعم اللاجئين الأوكرانيين، على الرغم من تنديده المتكرر بروسيا. كما أعرب عن إعجابه بالرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وارتدى مرارا قبعته الشهيرة.
وتطرح نتائج أنتونيسكو ونيكوسور دان المتقاربة علامة استفهام حول هوية المنافس الذي سيقف بوجه سيميون في جولة الحسم. بينما حل رئيس الوزراء السابق فيكتور بونتا رابعا بنحو 15% رافعا شعار “رومانيا أولا” على غرار حملة ترامب.
ووعد سيميون مساء يوم الأحد بإيصال جورجيسكو إلى رئاسة الحكومة إن انتخب، ملمحا إلى خيارات تشمل استفتاء، انتخابات نيابية مبكرة، أو ائتلافا داخل البرلمان.
ووضع إلغاء تصويت 2024 الاقتراع الحالي تحت مراقبة شديدة؛ إذ نظمت السلطات إجراءات وقائية إضافية وتعاونت مع منصة “تيك توك” لضمان انتخابات “نزيهة وشفافة”.
وتظاهر آلاف المواطنين في الأشهر الماضية رفضا لما اعتبروه “انقلابا” على إرادة الناخبين، بينما دان نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس قرار الإلغاء ودعا إلى احترام صوت الشعب.