بعد «هدنة الحوثي»وتجاهل واشنطن لـ”تل ابيب”… الإسرائيليون يرون «أزمة ثقة» بين نتنياهو وترمب
ذهبتْ تقديرات محللين وخبراء إسرائيليين إلى أن «شرخاً واضحاً» يظهر في العلاقات بين رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، والإدارة الأميركية، بعد إفادات في وسائل إعلام عبرية ودولية عن أن تل أبيب لم تكن على علم مسبق بإعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، مساء الثلاثاء، عن اتفاق لوقف إطلاق نار مع جماعة الحوثي اليمنية.
وقال المراسل البارز لموقع «والا» و«أكسيوس»، باراك رافيد، إنه «لا شك في وجود أزمة ثقة قادت إلى هذا التجاهل»، وتابع: «الاتصالات بين وزارتي الدفاع والخارجية، بين البلدين، وكذلك أجهزة الاستخبارات، تتم بشكل يومي، وفي بعض الأحيان عدة مرات في اليوم، ومع ذلك لم يجد الأميركيون أنه من المناسب إخبار إسرائيل بأمر المحادثات أو الاتفاق».
ودلل رافيد على أزمة الثقة مستشهداً بأن «مبعوث ترمب الخاص، ستيف ويتكوف، الذي أجرى المفاوضات غير المباشرة مع الحوثيين، وتوصل بنفسه إلى التفاهمات حول وقف إطلاق النار، تحدث مع وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، عدة مرات في الأيام الأخيرة. ولم يلمح له حتى لأمر الاتصالات مع الحوثيين».
وقال رافيد: «هذا الحدث تسبب بحرج كبير لديرمر، الذي حصل من نتنياهو على صلاحيات حصرية لإدارة علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، بما يتضمن الاتصالات مع إدارة ترمب حول المفاوضات مع إيران، وموضوع الحرب على غزة والمساعدات الإنسانية وتبادل الأسرى».
وأضاف: «لم تكن المفاجأة في إسرائيل، لأن ترمب أقر وقف إطلاق نار مع الحوثيين بدون إطلاع إسرائيل فقط، وإنما بسبب الحقيقة أن وقف إطلاق النار يشمل عدم مهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر فقط لا غير، ولا يشمل هجمات الحوثيين ضد إسرائيل».
وحسب الصحافي الإسرائيلي، فقد «أذهل إعلان ترمب الحكومة الإسرائيلية، خصوصاً وأنه جاء بعد سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون في مطار بن غوريون وغارتين إسرائيليتين واسعتين في اليمن، الأمر الذي يدل على (مشكلات شديدة للغاية في التنسيق والثقة بين حكومة نتنياهو وإدارة ترمب)».
أما صحيفة «هآرتس» فوصفت الأمر بأنه «خلل سياسي»، يدل على «زيف ادعاءات نتنياهو أنه ينسق بشكل كامل مع ترمب».
وأضافت: «لقد بدأ الحوثيون، قبل أسبوع، بنقل رسائل إلى الولايات المتحدة، بواسطة عُمان، حول رغبتهم وقف إطلاق نار، لكن الأميركيين لم يطلعوا إسرائيل عليها». ونقلت عن مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية قوله إن «ترمب فاجأنا بكل بساطة»، فيما قال مصدر في مكتب نتنياهو: «سمعنا بذلك من التلفزيون».
وكان ترمب قد كشف أمر الاتفاق مع الحوثيين، الثلاثاء. وعندما سأله صحافي حول ما سيفعله إذا استمر الحوثيون بمهاجمة إسرائيل، قال إنه «إذا حدث هذا فإنني سأبحث في الأمر».
ولفت موقع «واللا» إلى أن السيناتور الجمهوري، ليندسي غراهام، دعا إسرائيل لأن تفعل ما يتعين عليها فعله ونصحها بمهاجمة إيران. وحسب «والا»، فإن رسالة غراهام لإسرائيل أن «تدبروا أمركم لوحدكم. بالنجاح».
3وسبق لإدارة ترمب أن فاجأت إسرائيل عدة مرات في الأشهر الأخيرة، ومنها إطلاق مفاوضات مع «حماس» ومحاولة إخفائها عن نتنياهو، والجمارك التي فرضتها على إسرائيل، وإعلان ترمب المفاجئ خلال لقائه مع نتنياهو في البيت الأبيض حول مفاوضات مباشرة مع إيران وتجاهله قلق إسرائيل من أنشطة تركية في سوريا.
وأضيف إلى الانزعاج الإسرائيلي كذلك أن ترمب أكد أن تل أبيب ليست مشمولة في جولته القريبة بالشرق الأوسط. وحسب «يديعوت أحرونوت»، فإن نتنياهو سعى لدى ترمب لأن يأتي ولو لبضع ساعات بانتهاء الجولة، لكنه رفض.
وتشير وسائل الإعلام العبرية إلى أن نتنياهو اعتاد في حالات كهذه توجيه انتقادات علنية، كما فعل عندما هاجم الرئيسين الأميركيين السابقين، باراك أوباما وجو بايدن، إلا أنه لا يجرؤ على مثل هذا الانتقاد علناً في حالة ترمب لأنه يخشى رد فعله.