موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

الاعلام العبري : الغضب الإسرائيليّ على ترامب لـ سخائه” بالخليج اجتاز كلّ الحدود

0 0

سلّط الإعلام العبريّ اليوم الجمعة على زيارة الرئيس الأمريكيّ، دونالد ترامب، لدول الخليج وإبعاد إسرائيل عن المشهد، وأوضح أنّ الإجماع الصهيونيّ في كيان الاحتلال يؤكِّد، وفق تصريحات السياسيين، الذين يخشون المجاهرة بأسمائهم ومناصبهم، أنّ ترامب، ترك إسرائيل في العراء، وأرسل إشاراتٍ واضحةٍ أنّه عمليًا تخلّى الحليف الأمريكيّ عن دعم دولة الاحتلال.
وقال مُحلِّل الشؤون السياسيّة في صحيفة (إسرائيل هيوم)، أرئيل كهانا، إنّ “السؤال الهام حقًا هو هل أصرّت واشنطن على أنْ تكون إسرائيل جزءًا من اتفاق وقف النار مع جماعة (أنصار الله) في اليمن، على افتراض أنّه يوجد اتفاق كهذا”، مضيفًا: “على الأقل وفقا لما عرفناه، فإنّ الاتفاق لا يتضمن إسرائيل. بمعنى أنّ ترامب عقد صفقةً جيّدةً لأمريكا، وترك إسرائيل لمصيرها”، على حدّ تعبيره.

وفي هذا السياق، قال الخبير في الشؤون العربية في دائرة الشرق الأوسط بجامعة بار إيلان، المستشرق يهودا بلنجا، “إنّ اللقاء الذي جمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس السوري الجولاني، بوساطة سعودية – تركية، يُعد نقطة تحول كبرى في المشهد الإقليمي، ويكشف عن ملامح نظام جديد آخذ بالتشكل في الشرق الأوسط، في ظل تراجع دور بعض القوى التقليدية وعلى رأسها إسرائيل”، على حدّ تعبيره.
وأوضح بلنجا في مقال لصحيفة (إسرائيل اليوم” (إنّ السعودية وتركيا، القوتين الصاعدتين في المنطقة، باتتا تحركان المشهد الإقليمي كما تُحرّك الحجارة على رقعة الشطرنج، بينما بقيت إسرائيل، التي لطالما سعت إلى الانخراط في تكتلات إقليمية، على الهامش، وكأنّها على حدّ وصفه، (طفل تم استبعاده فجأة من مجموعة صفه على تطبيق الواتساب)”، في إشارة إلى التغييب الإسرائيلي عن الحراك الدبلوماسي الجاري.
وأشار بلنجا إلى أنّ اللقاء بين ترامب والجولاني لا يكتسب أهميته فقط من كونه الأول من نوعه منذ ربع قرن بين قيادتي البلدين، بل لأنّه يمثل اعترافًا أمريكيًا ضمنيًا بزعيم هيئة كانت تُصنّف سابقًا كتنظيمٍ إرهابيٍّ، بل وكانت مرصودة بجائزة قدرها 10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تقود إلى اعتقاله.

واعتبر أنّ رفع العقوبات عن سوريّة، رغم اعتراضات تل أبيب، يُبرز تباينًا جوهريًا في الرؤية بين واشنطن وإسرائيل تجاه مستقبل المنطقة.
ويرى بلنجا أنّ الاحتلال الإسرائيلي أخفق في استثمار إنجازاته العسكرية في غزة ولبنان وسوريّة ضمن مسار سياسي متكامل، كما فشلت في بلورة رؤية استراتيجية لمرحلة ما بعد الحرب.
عُلاوةً على ما ذُكِر أعلاه، أكّد المستشرق أنّ “غياب الخطة السياسية ساهم في إبقاء الاحتلال الإسرائيلي خارج صياغة الترتيبات الجديدة، التي باتت تُدار بين أنقرة والرياض وواشنطن، دون وجود دور مؤثر للكيان”.
وخلص إلى القول إنّ “إسرائيل لا تزال تملك فرصة للعودة إلى الساحة الإقليمية، إذا ما بادرت إلى إطلاق خطة سياسية واضحة حيال غزة، وأعادت صياغة موقفها من سوريّة بما يتماشى مع التوجهات الدولية الجديدة، وهو ما من شأنه أنْ يخفف الضغط الأمريكي والأوروبي والعربي عليها، ويعيد دمجها ضمن منظومة التحالفات الإقليمية قيد التشكيل”، طبقًا لأقواله.
من ناحيتها قالت المستشرقة سمدار بيري، محللة الشؤون العربيّة في (يديعوت أحرونوت) إنّ أفادت مصادر أمريكية، أمس، لوكالة (رويترز)، بخصوص طائرات الـ إف 35، بأنّ “الأحاديث جارية بشأنها،” هذا ما قاله ترامب بنفسه خلال محادثاته في المملكة، وأضافت المستشرقة أنّه في حال تمّت صفقة بيع طائرات الـ F35 للسعودية، فسيكون لذلك أثر سلبي في إسرائيل، إذ سيلحق ضرر كبير بتفوّقها الجوي. هذه الأنباء ليست الوحيدة المُقلقة، فبحسب تقارير إعلامية عربية، يبدو كأن ترامب، بعد الإفراج عن عِيدان ألكسندر، فقد اهتمامه بقضية الأسرى الإسرائيليين، موقتًا، وأوكل إلى مبعوثه الموثوق به ستيف ويتكوف متابعة هذا الملف، كما قالت.
ومضت قائلةً: “خليفة محمود عباس المحتمل، حسين الشيخ، عاد لتوّه من جولة محادثات معمّقة في السعودية، ويسعى ترامب للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة تتيح له التفرغ التام للجانب الاقتصادي، تحت إشراف السعودية، وبمساعدة الإمارات. وشدّدّت في لختام على أنّه من اللافت أنّ مصر بقيادة السيسي، الذي أطلق عليه ترامب سابقاً لقب (الديكتاتور المفضل لديّ)، في مزيج من المزاح والمديح، خرجت من الصورة”.
وفي الختام وَجَبَ تذكير العرب من قادةٍ وأنظمةٍ وشعوبٍ: في الثالث من شهر تشرين الأوّل (أكتوبر) من العام 2001، عندما كان أرئيل شارون، رئيسًا لوزراء الكيان، عقد المجلس الوزاريّالأمنيّ المُصغّر اجتماعًا لتدارس الدعوة الأمريكيّة لإسرائيل بوقف إطلاق النار في الضفّة الغربيّة المُحتلّة. شيمعون بيريس، حذّر في الجلسة عينها من أنّ عدم موافقة إسرائيل على الطلب من شأنه أنْ يعود سلبًا على العلاقات الأمريكيّة الإسرائيليّة.
شارون، بحسب التقارير الإعلاميّة الإسرائيليّة، والتي لم ينفها رئيس الوزراء آنذاك، ردّ على مطلب بيريس بالقول: لا تقلق بشأن الضغط الأمريكيّ، نحن الشعب اليهوديّ نُسيطر على أمريكا، والأمريكيون يعرفون ذلك. وتابع شارون في الجلسة عينها: أنا أُدرك جيّدًا كيف أنّه من المستحيل تقريبًا تنفيذ السياسة الخارجيّة الأمريكيّة في منطقة الشرق الأوسط، إذا لم تتّم الموافقة عليها من قبل اليهود الأمريكيين.
ولفت شارون أيضًا إلى أنّ اليهود بأمريكا يتحكّمون بشكلٍ رائعٍ بوسائل الإعلام الأمريكيّة، وحتى أنّهم يتحكّمون بأعضاء الكونغرس، إذْ أنّهم لا يسمحون للكونغرس باتخاذ أيّ قرارٍ ضدّ إسرائيل. النفوذ اليهوديّ، تابع شارون، يُهيمن تمامًا على الساحة الأمريكيّة، واختتم قائلاً إنّ سفارة الكيان بواشنطن هي التي تُملي عمليًا أجندتها على الكونغرس، من خلال اليهود الأثرياء جدًا في أمريكا.

اضف تعليق