موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

غزة بعد الحرب: خارطة طريق لمواجهة التهجير وبناء مشروع وطني!! د. أحمد يوسف

0 0

بعد حرب الإبادة على غزة ومخاطر التهجير القسري، يطاردنا أكثر من سؤالٍ يُشكل تحدِّياً استراتيجياً عمَّا يتوجب علينا أن نفعله كفلسطينيين،بعدما أصبح  وجودنا في دائرة الاستهداف والخطر؟
حقيقة، وفي ظل ما يشهده قطاع غزة من حرب إبادة ممنهجة وتدمير واسع، واستمرار خطر التهجير القسري، تتزاحم أسئلة المصير: ما العمل؟ وماذا تبقى لنا وبين أيدينا من عمل؟ وهل مشهدية الكارثة قادرة على تحريك رؤيتنا وتصويب مرتكزات الصمود؟ وهل بالإمكان ترشيد سلوكيات التناحة والعناد التي عليها قياداتنا السياسية والدينية لجسر هوَّة التشظي والانقسام؟ وهل وهل؟!
لا ادَّعي أني أملك مفاتيح الغيب وبصيرة الرأي، ولكني سأطرح ما 
أراه  جزءً من رؤيةٍ استراتيجية شاملة، لما يتوجب فعله على مختلف المستويات:
أولاً: الوعي والتمسك بالهوية
• تعزيز الانتماء الوطني والتمسك بالحق في الأرض والعودة.
• مقاومة الروايات الصهيونية التي تسعى لتشويه تاريخ الفلسطينيين.
• رفض التهجير كخيار، لأنه يُمهد لاجتثاث جماعي للوجود الفلسطيني.
ثانيًا: الوحدة الوطنية
• إنهاء الانقسام السياسي فورًا على قاعدة المقاومة والثوابت.
• تشكيل قيادة وطنية موحدة تدير المرحلة بوعي ومسؤولية.
• تبني مبدأ الشراكة الوطنية وتمثيل الكلِّ الفلسطيني.
ثالثًا: تعزيز صمود الشعب
• دعم مبادرات إعادة الإعمار ذات الطابع المجتمعي وغير المشروط سياسيًا.
• تمكين العائلات من البقاء في أرضها، عبر الدعم الاقتصادي والنفسي.
• تأسيس شبكات دعم داخلية متماسكة ومستقلة.
رابعًا: المقاومة الذكية والشاملة
• الجمع بين المقاومة المشروعة للاحتلال والتحركات السياسية والدبلوماسية والثقافية.
• توثيق جرائم الاحتلال وتقديمها للمحاكم الدولية.
• توظيف الإعلام الرقمي بشكل منظم لكشف الحقائق وهز الرواية الصهيونية.
خامسا: الحراك الدولي والعربي
• بناء تحالفات مع الشعوب الحرة والمنظمات الداعمة للقضية.
• تفعيل دور الجاليات الفلسطينية والعربية في الخارج، وخاصة في أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي.
• فضح الأنظمة المتواطئة مع الاحتلال أو الممهدة للتطبيع والتهجير.
سادسا: التحرك القانوني والسياسي
• مقاضاة الاحتلال على جرائمه أمام المؤسسات الدولية.
• الضغط على السلطة الفلسطينية لتحمل مسؤولياتها تجاه غزة.
• عدم القبول بأي تسوية تُفرِّط بالثوابت الوطنية أو تُشرعن الاحتلال.
وعليه؛ فإن صمود  النازحين ليس خيارا فقط، بل هو مشروع حياة، وركيزة لبناء مشروع وطني فلسطيني جديد، تنعقد في نواصيه عودة الاعتبار للمقاومة الفلسطينية بأشكالها المشروعة كأحد أدوات النضال والتأثير، والتمكين للنازحين من استعادة كرامتهم الإنسانية وحرياتهم.. وأولاً وقبل كلِّ شيءٍ، العمل بقوة  وبكافةِ السبل لمنع مخطط التهجير القسري من أن يتحقق.
ختاماً.. إنَّ إسرائيل التي امتلكت كلَّ قدرات التفوق العسكري واستحوذت على حبل الناس، هي اليوم من يهدد صفحات تاريخنا وأركان هويتنا  وشرعية البقاء على أرضنا التي باركها الله للعالمين، فيما نحن الفلسطينيين من خسرنا كلَّ شيء وأهم شيء وهو حبل الله المتين، وغدت مقومات وجودنا ومعها حصوننا كلُّها مهددةً من الداخل والجوار، في ظل اختلال موازين القوى، والذي يفرض علينا أن نعيد الحسابات قبل أن نجد أنفسنا في لحظة “ولات حين مناص”، وحينها لا يجدي العويل والبكاء على اللبن المسكوب.

اضف تعليق