موقع مقالة نت
اهم المقالات التي تهم القارئ العربي

مؤرخٌ صهيونيٌّ: إسرائيل تحولّت لعبءٍ على واشنطن ودون سلاحها لا يمكن الاستمرار بالمعارك

0 0

على الرغم من الأزمة المُبتذلة بين دولة الاحتلال وواشنطن، تُواصِل آلة الحرب الإسرائيليّة ارتكاب المجازر، وفي التطوّر الأخير نشر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو شريط فيديو أكّد فيه أنّ الكيان سيقوم باحتلال قطاع غزّة كاملاً، وأنّه قرر إدخال الدواء والمأكولات لأنّنا اقتربنا من الخّط الأحمر، والعالم لن يوافق على ذلك، على حدّ قوله.

أمّا وزير المالية، الفاشيّ بتساليئيل سموتريتش فصرح صباح اليوم، بحسب الإعلام العبريّ، أنّ الكيان قرر شطب كلّ ما تبقّى في قطاع غزّة، على حدّ تعبيره.
إلى ذلك، رأى المحلّل الإسرائيليّ في صحيفة (إسرائيل هيوم) العبريّة، يهودا بلنغا، وهو خبير بشؤون العالم العربي في قسم الشرق الأوسط في جامعة بارإيلان، أنّ “اللقاء الذي جرى بين ترامب ورئيس السلطة السورية الجولاني ليس حدثًا تاريخيًا فقط لكونه أول لقاءٍ من نوعه بين زعيميْ البلدين منذ 25 عامًا، بل لأنّه شكّل أيضًا اعترافًا أمريكيًا بقيادة تنظيم إرهابي (هيئة تحرير الشام) التي استولت على السلطة في سورية بانقلابٍ دمويٍّ، رغم أن رأس قائدها كان مطلوبًا مقابل عشرة ملايين دولار”.
ولفت بلنغا إلى أنّ “اللقاء جرى بوساطة السعودية وتركيا، وهما القوتان الأكثر تأثيرًا في الشرق الأوسط حاليًا، والمحركتان الرئيسيتان لأحداث الإقليم على رقعة الشطرنج الجيوسياسية. أمّا إسرائيل، فقد بقيت على الهامش، تمامًا كما يُقصى طفل من مجموعة (واتساب) الصفية. الجميع دُعي إلى الحفل في الرياض، ونحن في الخارج، نحاول التقاط المعلومات عن التحولات الزلزالية في المنطقة دون أيّ قدرةٍ على التأثير فيها”، طبقًا لأقواله.

من ناحيته، قال المؤرخ والباحث السياسيّ الإسرائيليّ آفي شيلون في مقال نشرته صحيفة (يديعوت أحرونوت) العبريّة إنّه “من الأمور الجوهرية التي كشفتها الحرب هي الاعتماد الإسرائيليّ على الولايات المتحدة”، مضيفًا: “حتّى خلال الحرب، بدا واضحًا أنّه من دون إمدادات سلاح منتظمة، حتّى وإنْ كانت أحيانًا مقيدة، ودون الدعم السياسيّ الأمريكيّ، لكان من الصعب علينا الاستمرار في المعارك”.
وتابع: “عند تبادل الضربات مع إيران، كانت الولايات المتحدة تشارك فعليًا إلى جانبنا في الدفاع ضدّ الصواريخ، ومن الواضح لكلّ مَنْ يراقب الشرق الأوسط: إسرائيل لا تستطيع الصمود دون أمريكا”.
ورأى أنّ الاعتماد على الولايات المتحدة هو، أولًا وقبل كلّ شيءٍ، ضرورة واقعية، فمهما كانت قوية، فإنّ إسرائيل محاطة بالكثير من التهديدات، ناهيك عن العداء السياسيّ العالميّ، مردفًا: “في الواقع، فإنّ التحالف مع قوة عظمى كان جزءًا من الإستراتيجية السياسية – الأمنية لإسرائيل منذ قيامها”.
وقال: “منذ أيام بن غوريون، ارتبطت إسرائيل بتحالفٍ مع قوة عظمى لمواجهة التهديدات المختلفة عليها: في خمسينيات وستينيات القرن الماضي كانت فرنسا، ومنذ الستينيات أصبحت الولايات المتحدة”، مشيرًا إلى “أنّ هذا التحالف منحنا مزايا هائلة تكنولوجية، عسكرية، اقتصادية وسياسية، لكنّه أيضًا يُلزم إسرائيل بأخذ المصالح العالمية للولايات المتحدة بعين الاعتبار”.
وأكّد أنّ “القائد الإسرائيليّ الذكيّ يجب أنْ يعرف ليس فقط كيف يوازن بين الأمور، بل أيضًا كيف يربط المصالح ببعضها بعضًا”.
وتابع: “الحقيقة أنّ الولايات المتحدة الآن تبدو وكأنها تعمل بمعزلٍ عن مصالح إسرائيل، أوْ حتّى بعكسها، وتعود أساسًا إلى أنّه، باستثناء السعي إلى (نصر مطلق) على حماس، لا تملك إسرائيل أيّ إستراتيجية منذ بداية الحرب، وهكذا تتحول إسرائيل، التي لها أهمية لدى أمريكا باعتبارها القاعدة القوية والمستقرة في المنطقة، إلى عبء أكثر منها رصيدًا بالنسبة للولايات المتحدة”.
ولفت إلى أنّ “إدارة الرئيس الأمريكيّ السابق جو بايدن حاولت منذ اللحظة الأولى استغلال الحرب لتحقيق نصر إستراتيجي، لكن إسرائيل استمرت في التركيز على تحقيق (نصر مطلق) في غزّة. وعندما دخل دونالد ترامب البيت الأبيض، كان من الواضح أنّه، إلى جانب تصريحات الدعم الحماسية، عيّن العديد من الانعزاليين في مناصب أساسية في إدارته. علاوة على ذلك، فقد أثبت مسبقًا أنّه كثير التهديد، لكنّه يعارض من حيث المبدأ الحروب، خصوصًا الطويلة منها، لأنّها، من وجهة نظره، هدر للموارد التي يمكن تحقيق الأهداف من خلالها عبر الاتفاقيات دون إطلاق رصاصة واحدة”.
كما شدّدّ على أنّه “كان يجب على إسرائيل أنْ تفهم أنّه لا رئيس، لا بوش الابن، ولا أوباما، ولا ترامب في فترته الأولى، ولا بايدن، لديه مصلحة في محاربة إيران، والجميع يفضل التوصل إلى اتفاق، لذلك، كان يفترض بإسرائيل أنْ تستغل ولاية ترامب لعقد تسويات مع الدول العربية، بما فيها سورية، وكذلك في غزّة، بشروط ربما كان من الصعب تحقيقها في ظل بايدن”.
وختم: “المفارقة المحزنة هي أنّ الولايات المتحدة تسير الآن في طريق منفصل عنّا ليس بسبب بايدن، ولا بسبب ترامب، بل أساسًا لأن الحكومة الإسرائيليّة لا تساعد الولايات المتحدة على العمل من أجل إستراتيجية تخدمنا نحن”، على حدّ تعبيره.

اضف تعليق