09:00 م
الأحد 15 يونيو 2025
كتب- أحمد الضبع:
أعلن فريق بحثي إيطالي-إسكتلندي عن اكتشاف شبكة أنفاق وحجرات تحت أهرامات الجيزة، مؤكدين أنها قد تكون جزءًا من “مدينة مخفية” تعود إلى ما قبل التاريخ.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، قال الفريق إن نتائج تحليل بيانات الرادار المخترق للأرض كشفت عن وجود هياكل تحت هرم منقرع تشبه تلك التي سبق الإبلاغ عنها أسفل هرم خفرع، ما يعزز نظريتهم حول وجود مجمع ضخم تحت الأرض يربط بين أهرامات خوفو وخفرع ومنقرع وأبو الهول.
وأشار فيليبو بيوندي، خبير الرادار من جامعة ستراثكلايد، إلى أن الاحتمال كبير – يصل إلى 90% – بأن هذه الهياكل مترابطة، واصفًا الاكتشاف بأنه قد يعيد رسم خريطة هضبة الجيزة الأثرية.
ومع أن النظرية أثارت حماس العديد من المتابعين ووسائل الإعلام العالمية، إلا أنها قوبلت برفض واسع من الأوساط الأثرية التقليدية في مصر.
وصف مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، هذه الادعاءات بأنها “غير علمية وغير عملية”، مؤكدا أن الصور الرادارية لا يمكن أن تصل إلى أعماق بهذا الشكل، خاصة في منطقة عمرها ملايين السنين.
وأضاف “شاكر” في تصريحات لـ”مصراوي” أن مشروع “سكان بيراميدز” المشترك بين مصر وفرنسا واليابان، والذي بدأ عام 2015، لم يرصد أية مؤشرات على وجود أنفاق أو هياكل مماثلة، معتبرا ما أعلنه الفريق الأجنبي أقرب إلى الخيال منه إلى الواقع.
اللافت أن الفريق البحثي قدم تفسيرات غير تقليدية، منها ربط هذه الهياكل بنظرية “كارثة المذنب” التي تفترض اندثار حضارات متقدمة إثر اصطدام كوني وقع قبل نحو 12,800 عام، مستندين إلى أدلة جيولوجية من مواقع مثل أبو هريرة في سوريا، ونقوش هيروغليفية في معبد إدفو يعتقدون أنها تشير إلى فيضان كارثي.
لكن علماء الآثار التقليديين يرون أن هذه النقوش ذات طابع أسطوري، ولا تتعلق بشكل مباشر بأهرامات الجيزة، كما يشككون في إمكانية تأريخ هذه الهياكل إلى ما قبل 38 ألف عام دون دلائل مادية موثقة.
ويواصل الفريق البحثي أعماله، مؤكدا أن نتائج المسح تحت هرم منقرع تدعم فرضية وجود بنية تحتية عملاقة تحت الرمال، قد تكون مرتبطة بعناصر طبيعية كالماء والهواء، ما يفتح – برأيهم – آفاقا جديدة لفهم الحضارة المصرية القديمة.
ويبقى المجتمع العلمي منقسما بين من يرى في هذه النظرية احتمالا مثيرا يستحق البحث، ومن يعتبرها فرضية تفتقر إلى الأدلة وتتناقض مع الأسس المعرفية الراسخة في علم المصريات.