قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، إن “السلام لا يولد بالقصف ولا بالقوة ولا بتطبيع ترفضه الشعوب”، داعيا إلى الاستلهام من “تجربة السلام المصري الإسرائيلي” في سبعينات القرن الماضي.
جاء ذلك في كلمة متلفزة بمناسبة “ذكرى ثورة 30 يونيو (حزيران 2013)”، حسب بيان للرئاسة المصرية، وبعد ساعات من حديث مصري عن “العمل حاليا على اتفاق مرتقب لوقف إطلاق النار في غزة” يشمل نقاشات بشأن رؤية شاملة للحل.
وفي 26 مارس/ آذار 1979 وقعت مصر وإسرائيل في واشنطن معاهدة سلام عقب اتفاقية “كامب ديفيد” عام 1978، وأبرز بنودها وقف حالة الحرب، وتطبيع العلاقات، وسحب إسرائيل الكامل لقواتها المسلحة والمدنيين من شبه جزيرة سيناء (شمال شرق)، وإبقاء المنطقة منزوعة السلاح.
وقال السيسي: “أُخاطبكم اليوم والمنطقة بأسرها تئن تحت نيران الحروب، من أصوات الضحايا التي تعلو من غزة المنكوبة إلى الصراعات في السودانِ وليبيا وسوريا واليمن والصومال”.

 

وأضاف: “من منبر المسؤولية التاريخية، أناشد أطراف النزاع، والمجتمع الدولي بمواصلة اتخاذ كل ما يلزم، والاحتكام لصوت الحكمة والعقل، لتجنيب شعوب المنطقة ويلات التخريب والدمار”.
وأكد أن “مصر، الداعمة دائما للسلام، تؤمن بأن السلام لا يولد بالقصف ولا يُفرض بالقوة ولا يتحقق بتطبيع ترفضه الشعوب، فالسلام الحق يُبنى على أسس العدل والإنصاف والتفاهم”.
السيسي شدد على أن “استمرار الحرب والاحتلال لن يُنتج سلاما، بل يغذي دوامة الكراهية والعنف، ويفتحُ أبواب الانتقام والمقاومة التي لن تُغلق”.

 

ومضى قائلا: “كفى عنفا وقتلا وكراهية، وكفى احتلالا وتهجيرا وتشريدا”، وشدد على أن “السلام وإن بدا صعب المنال، فهو ليس مستحيلا، فقد كان دوماً خيار الحكماء”.
وزاد: “ولنستلهم من تجربة السلام المصري الإسرائيلي في السبعينيات التي تمت بوساطة أمريكية، برهانا على أن السلام ممكن إن خلُصت النوايا”.
وأكد أن “السلام في الشرق الأوسط، لن يتحقق إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود 4 يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
ويأتي حديث الرئيس المصري بعد ساعات من إعلان وزير خارجيته بدر عبد العاطي، في مقابلة مساء الأحد عن أن “مصر تعمل حاليا على اتفاق لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يتضمن هدنة 60 يوما”.
وقال إن “الرؤية الشاملة (للحل في غزة) مطروحة بالتأكيد من جانب واشنطن ونقدر رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العمل على استدامة وقف إطلاق النار، وأن يقود ذلك إلى تسوية شاملة”.
وخلال الأيام القليلة الماضية، كرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من اعتقاده بإمكانية التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب بغزة وأنه “بات وشيكا جدا”، وسط أحاديث عن إمكانية توسيع التطبيع بين إسرائيل ودول عربية إضافية.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي نحو 190 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم عشرات الأطفال.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل فلسطين وأراض بسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.

شاركها.