اجتمع الكابينيت الأمني والسياسي الإسرائيلي مرتين خلال 24 ساعة، فيما عقد رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، مداولات أمنية مصغرة، لمناقشة مستقبل حرب الإبادة المتواصلة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على غزة، بين الدفع نحو صفقة أسرى أو توسيع العمليات العسكرية، دون اتخاذ قرار حاسم في هذا الشأن.
الخلاف الرئيسي يتمحور حول التحذيرات التي قدّمها رئيس أركان الجيش، إيال زامير، والمسؤول عن ملف الرهائن، نيتسان ألون، واللذَين نبّها إلى أن تعميق التوغّل في القطاع قد يعرّض حياة الأسرى للخطر، في وقت يضغط فيه وزراء لتوسيع الحرب.
وبينما لم تُسجَّل اختراقات ملموسة في المفاوضات مع حماس، وفق مصادر مطّلعة، تترقّب إسرائيل ما قد تحمله الأيام المقبلة من تحرك أميركي. وفي هذا السياق، يجري الترتيب لزيارة محتملة لنتنياهو إلى واشنطن، حيث سيجتمع مع الرئيس الأميركي، دونالد ترامب.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، مساء الإثنين، أن الكابينيت أنهى جلسة جديدة، هي الثانية خلال 24 ساعة، وسط تقديرات بأن “هناك أملًا في حدوث تطور على صعيد صفقة الأسرى، لكن في المقابل، تُجرى استعدادات ميدانية لاحتمال توسيع العملية العسكرية في غزة”.
في المقابل، نقلت القناة عن مصادر عسكرية قولها إن المداولات بشأن الحرب على غزة كانت “عقيمة” وسط تسريبات تصريحات لورزاء على رأسهم وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، ضغطوا باتجاه توسيع الحرب على غزة.
ونقلت هيئة البث العام الإسرائيلية “كان 11” عن مصادر مطلعة قولها إن القيادة السياسية تُجري “نقاشات حساسة بشأن مستقبل الحرب في القطاع”، وسط انقسام داخل الكابينيت وكذلك داخل المؤسسة العسكريو حول مستقبل الحرب.
وذكرت “كان 11” أن الخلافات تتمحور حول ما إذا كان “يجب التوجه نحو صفقة أسرى، أم استكمال السيطرة العسكرية على مناطق إضافية من غزة؟”، فيما في ذلك احتلال مناطق إضافية وتثبيت وجود القوات في المواقع التي عملت فيها خلال الأسابيع الماضية.
في هذا السياق، قال رئيس أركان الجيش، إيال زامير، ومسؤول ملف الأسرى، نيتسان ألون، خلال مداولات الكابينيت، إن “تعميق التوغل في القطاع قد يُعرّض حياة الأسرى الإسرائيليين للخطر”، وهي الرسالة نفسها التي كررها زامير في تلخيص الجلسة، بحسب “كان 11”.
لكن هذه التحذيرات لم تمر بهدوء. فقد أفادت القناة 13 أن النقاشات التي جرت في مكتب رئيس الحكومة خلال اليومين الماضيين كانت “عالية النبرة”، وأن خلافًا حادًا نشب بين رئيس الأركان وممثلي الجيش من جهة، ووزراء حكومة نتنياهو من جهة أخرى.
ووفق التقرير، قال زامير للوزراء إن “مواصلة الحرب في وضعها الحالي تُعرّض الأسرى للخطر”، مشيرًا إلى أن وضعهم “تدهور في الأسابيع الأخيرة”. وأثار هذا التحذير غضب بن غفير وسموتريتش، اللذين اتهما الجيش بـ”فرض مسار سياسي على القيادة”.
ونقل عن سموتريتش قوله: “نحن أيضًا نريد الأسرى، لكننا لن نُفرّط بدولة كاملة من أجلهم”. في المقابل، عرض نتنياهو، خلال الجلسة، خطة من أربع مراحل لمواصلة المعركة في غزة، دون الكشف عن تفاصيلها؛ في ظل ضغوط المؤسسة الأمنية للتحرك نحو صفقة.
في خلفية هذه التوترات، يجري الترتيب لزيارة محتملة لرئيس الحكومة إلى واشنطن. وذكر موقع “واينت” أن مكتب نتنياهو يبحث إمكانية تقديم موعد الزيارة إلى مطلع الأسبوع المقبل، حيث يُنتظر أن يلتقي بالرئيس ترامب، في ثالث لقاء خلال الدورة الثانية للرئيس الأميركي.
وأشار الموقع الإلكتروني لصحيفة “يديعوت أحرونوت” إلى ما وصفه بـ”الضغط الأميركي والدفع من واشنطن نحو إبرام صفقة”، في ظل التصريحات الأخيرة الصادرة عن ترامب والتي تدعو إلى التوصل إلى صفقة تفضي إلى الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في غزة.
وأشارت مصادر سياسية لـ”واينت” إلى أن “لا شيء محسوم حتى الآن”، لكن المؤشرات ترجّح أن تتم الزيارة الأحد المقبل، على أن يُعقد اللقاء مع ترامب يوم الإثنين. وتُوصف الأيام المقبلة بأنها “حاسمة”، على خلفية الجهود الأميركية لإبرام صفقة قد تؤدي إلى إنهاء الحرب.
وفي السياق نفسه، أفادت التقارير بأن وزير الشؤون الإستراتيجية رون ديرمر سيتوجه اليوم إلى واشنطن، حيث من المتوقع أن يلتقي بمبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف، ووزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، الذي يتولى في الوقت الراهن مهام مستشار الأمن القومي في إدارة ترامب.
من جهة أخرى، نقلت “كان 11” عن مصدر مطّلع على المفاوضات أن “رغم التصريحات العلنية، لا توجد حتى الآن اختراقات فعلية في ملف الصفقة، ولا يظهر أن حركة حماس قدّمت تنازلات جديدة”. وأضاف المصدر: “الجميع في حالة انتظار، وكأنّ الجميع يترقب الخطوة الأميركية المقبلة”.