10:53 ص


الجمعة 04 يوليه 2025

كتبت-هند عواد:

بينما كان الزمالك يواجه غزل المحلة في دور الـ16 من كأس مصر 2003، وسط غياب عدد من أبرز نجومه الدوليين كالتوأم حسام وإبراهيم حسن وحازم إمام، برز اسم شاب موهوب خطف الأضواء بتسجيله هدف الفوز في الدقائق الأخيرة. واليوم، وبعد مرور 22 عاماً على تلك الليلة، يعلن هذا اللاعب – الذي أصبح أحد أساطير القلعة البيضاء – اعتزاله كرة القدم، تاركاً خلفه إرثاً عاطفياً كبيراً لدى الملايين من عشاق الزمالك.

محمود عبد الرازق حسن فضل الله، الشهير بـ”شيكابالا”، ابن محافظة أسوان، الذي سجل هدف التأهل في تلك المباراة بينما لم يكن قد بلغ عامه السادس عشر بعد (15 عاماً و8 أشهر)، وكان ظهوره الأول تحت قيادة المدرب كابرال، الذي خاض اللقاء رغم وفاة والدته قبل يوم واحد.

من أسوان إلى القمة… البدايات المتواضعة والبريق المبكر

نشأة شيكابالا في أسوان لعبت دوراً كبيراً في تكوين شخصيته. رغم موهبته اللافتة، إلا أنه كان خجولاً وسط مجموعة من النجوم، حتى أنه قال في تصريح تلفزيوني إنه كان “يخاف المرور بجوارهم”، ومع ذلك، أدرك المدربون مبكراً ما يمتلكه من موهبة، وكان من أبرزهم البرتغالي فينجادا، الذي اعتمد عليه لاحقاً.

قال فينجادا في تصريح لـ”مصراوي”: “عندما وصلت إلى الزمالك عام 2003، كان شيكابالا في السابعة عشرة من عمره. كان موهوباً بشكل استثنائي، لكنه لا يزال صغيراً ويشعر بفارق الأجواء بين أسوان والقاهرة. ساعدناه ودعمناه جميعاً، وشعرنا سريعاً بإمكاناته المميزة”.

“خناقة ثلاثية” من الكبار لخطف الموهبة

بداية شيكابالا مع الزمالك أسست لارتباط عاطفي قوي بينه وبين الجماهير، التي رأت فيه واحداً منهم، مشجعاً وفياً قبل أن يكون لاعباً، لم تكن عائلته مدركة لموهبته، حتى بدأ الجيران يلفتون انتباههم إلى “الطفل الموهوب”، والذي ورث حب الكرة من شقيقه الأكبر عبد الباسط، وتشرب عشق الزمالك منذ نعومة أظافره.

وبدأ مشواره في مدرسة الموهوبين بأسوان، قبل أن يلفت الأنظار خلال إحدى البطولات وينتقل إلى مدرسة الموهوبين في القاهرة، لتتهافت عليه طلبات الانضمام من أندية كبرى مثل الأهلي والإسماعيلي والزمالك، لكنه فضّل مواصلة التدريب في المدرسة حتى جاءت الصدفة التي غيّرت مساره.

اللحظة الفاصلة… ومن هنا بدأت حكاية “الأباتشي”

صديق من المدرسة اقترح عليه مرافقته إلى تدريبات ناشئي الزمالك، وهناك، سرعان ما لفت الأنظار بموهبته، فطلب منه مسؤولو النادي التوقيع، وبالفعل، تواصل مع والده الذي شجعته على اتخاذ الخطوة، وكانت تلك بداية قصة “الأباتشي” مع القلعة البيضاء.

وانتقل شيكابالا للعيش في سكن الناشئين بالنادي، وبدأت تتغير ملامح مسيرته مع تصعيده إلى الفريق الأول بعد أن رآه المدرب كابرال في مباراة مع منتخب الناشئين، فطلب التعرف على اللاعب، وأُبلغ بأنه ينتمي للزمالك، فأصدر قراراً بضمه إلى الفريق الأول.

لحظة الصعود… من الخجل إلى التألق

يقول شيكابالا عن أول مران له مع الفريق الأول: “كنت أعتقد أنهم يمزحون عندما أخبروني بأنني سأتدرب مع الفريق الأول. دخلت غرفة الملابس وجلست بعيداً، لم أتحدث مع أحد. تدربت ثم وجدت نفسي في قائمة مباراة كأس مصر، التي غاب عنها اللاعبون الدوليون بسبب ارتباطاتهم مع المنتخب”.

كانت تلك المباراة ضد غزل المحلة، وشهدت تسجيل شيكابالا هدف الفوز في اللحظات الأخيرة، ليُسجّل أول أهدافه مع الفريق الأول، وينطلق في مسيرة طويلة امتدت لعقود، ارتدى خلالها قميص الزمالك بكل فخر.

اليوم، وبعد أكثر من 20 عاماً من العطاء، أعلن شيكابالا تعليق حذائه، مختتماً مسيرة أسطورية جعلته أحد أكثر اللاعبين تأثيراً في تاريخ الزمالك، لم يكن مجرد نجم، بل رمزاً لجيل كامل، وقائداً ملهمًا داخل الملعب وخارجه.

اقرأ أيضًا:

“الزمالك استغنى عني”.. لاعب الزمالك السابق يروي مواقف شيكابالا الإنسانية

“بصورة والده”.. نجل أبو تريكة يعلق على اعتزال شيكابالا

شاركها.