09:00 ص
الأحد 06 يوليه 2025
الألم المزمن شيء مزعج خاصة عندما يستمر لفترات طويلة، وقد يسبب قلة النوم والمشاعر السلبية والاكتئاب.
وفي كثير من الحالات، يكون السبب وراء الألم المزمن واضحا، مثل إصابة جسدية أو مرض معين، وفقا لصحيفة “نيويورك بوست”.
وملايين الأشخاص حول العالم يعانون من ألم مزمن لا يمكن تفسير سببه بوجود تلف عضوي أو مرض واضح.
وهذا اللغز المحير للأطباء غالبًا ما يترك المرضى في دوامة من البحث عن تشخيص وعلاج، وهنا يأتي دور مفهوم “الألم العصبي اللدونة” (Neuroplastic Pain)، الذي يقدم فهمًا جديدًا لهذا النوع من المعاناة.
واللدونة العصبية (Neuroplasticity) هي قدرة الدماغ على إعادة تنظيم نفسه وتشكيل مسارات جديدة استجابة للتجارب، وتلعب دورا رئيسيا هنا. وهذه الآلية التي تساعدنا عادة على التعلم والتكيف قد تتحول أحيانا ضدنا، حيث يعزز الدماغ مسارات الألم الموجودة أو يخلق أخرى جديدة، ما يجعله أكثر حساسية لأي إشارات جسدية، حتى تلك التي لا تشكل خطرا حقيقيا.
وقال الدكتور ديفيد كلارك، أخصائي أمراض الجهاز الهضمي أن هذه الحساسية المفرطة قد تدفع الدماغ إلى تفسير أي إحساس عادي، مثل لمسة بسيطة أو حركة طبيعية، على أنه تهديد يستدعي الشعور بالألم.
وهذه الظاهرة لا تقتصر على الألم الجسدي فحسب، بل قد ترتبط بأعراض أخرى مثل الإرهاق المستمر، ومشاكل الجهاز الهضمي، والصداع المتكرر.
وبالإضافة إلى الألم، قد يعاني الشخص من التعب، ومشاكل في الجهاز الهضمي، والصداع. تشير الأبحاث إلى أن التغيرات اللدونة في الدماغ والحبل الشوكي تساهم في تطور واستمرار حالات الألم المزمن مثل الألم العضلي الليفي، ومتلازمة القولون العصبي، والصداع النصفي، ومتلازمة التعب المزمن، و”كوفيد طويل الأمد”.
وهناك عدة مؤشرات قد تدل على أن ألمك ناتج عن اللدونة العصبية. ويشارك الدكتور كلارك أبرز 5 علامات لهذه الحالة:
1. الفحوصات الطبية التي لا تكشف عن أي سبب عضوي واضح للألم أو المرض، أو أن العلاجات التقليدية لا تجدي نفعا.
2. تعاني من أكثر من عارض واحد لأكثر من ستة أشهر.
3. تظهر أعراضك في أجزاء مختلفة من الجسم أو تتنقل بين مناطق متعددة.
4. تتفاقم أعراضك عندما تكون تحت الضغط النفسي.
5. إذا علمت أن طفلا يمر بمواقف سيئة مشابهة لتلك التي مررت بها في طفولتك، ستشعر بالحزن أو الغضب.
فالعامل النفسي يلعب دورا محوريا، حيث أن التجارب الصادمة في مرحلة الطفولة، مثل الإهمال أو العنف، قد تترك أثرا عميقا على الجهاز العصبي، وتزيد من احتمالية المعاناة من الألم المزمن لاحقا. حتى اضطراب ما بعد الصدمة والقلق المزمن قد يساهمان في تفاقم هذه الأعراض.
والخبر الجيد هو أن هناك أساليب علاجية جديدة تركز على “إعادة تدريب” الدماغ لتصحيح هذه المسارات الخاطئة. وبدلا من الاعتماد على المسكنات التقليدية، تعتمد هذه الأساليب على تقنيات مثل التعرض التدريجي للمواقف المثيرة للقلق، وتمارين زيادة الوعي العاطفي، وإدارة الضغوط النفسية.
وكما يؤكد الدكتور كلارك، فإن الأبحاث الحديثة تثبت أن هذه الطرق العلاجية التي تستهدف اللدونة العصبية تحقق نتائج أفضل بكثير مقارنة بالأساليب التقليدية، خاصة في حالات الألم غير الناتج عن أسباب عضوية واضحة.
اقرأ أيضا:
“الفاكهة المعجزة”.. حل طبيعي لمشكلات النبض والرئة
لا تلاحظها بسهولة.. 5 أعراض تدل على الإصابة بسرطان الأظافر
“دون تحكم بشري”.. روبوتات تتنافس في أول دوري كرة قدم
“الأغلى في العالم”.. 10 صور لكعكة زفاف الملياردير جيف بيزوس
احذر.. تحضير “القهوة” بهذه الطريقة قد يسبب سرطان البنكرياس