02:00 ص


الإثنين 07 يوليه 2025

نجح علماء في زراعة بنية قلب صغيرة مكونة من خلايا بشرية داخل جنين خنزير، في سابقة علمية رائدة، ومن المثير للاهتمام أن هذا القلب استمر في النبض من تلقاء نفسه لمدة 21 يوماً، ووفقا للتقارير، قاد هذا التطور فريق لاي ليانجشيو في معاهد قوانجتشو للطب الحيوي والصحة، التابعة للأكاديمية الصينية للعلوم.

وهذه ليست أول تجربة للفريق في مجال الهندسة الحيوية المتقدمة، فقد ذكرت صحيفة ساوث تشاينا مورنينج بوست (SCMP) أنهم سبق أن زرعوا كلى بشرية في خنازير بقيت حية لمدة 28 يوماً، وفق ما أفاد موقع “إنترستينج إنجينيرينج”.

وعُرضت النتائج في اجتماع الجمعية الدولية لأبحاث الخلايا الجذعية في هونغ كونغ في 12 يونيو.

تقنية زراعة القلب

يُعرف هذا النوع من العمل باسم “الكيميرا البشرية-الحيوانية”، والذي يتضمن دمج الخلايا البشرية والحيوانية، لإنتاج مهجنات، يمكن للباحثين تعديل أجنة الحيوانات وراثياً، لمنع تكوين أعضاء معينة، مثل القلب.

وتدخل الخلايا الجذعية البشرية في هذه الأجنة، التي تنمو لتكوين العضو المفقود.

وفي هذا العمل الجديد، منح الفريق الخلايا الجذعية البشرية قوة خارقة من خلال إدخال جينات تساعدها على البقاء والازدهار في البيئة البيولوجية للخنزير.

ثم زُرعت هذه الخلايا البشرية المعدلة بعناية في أجنة الخنازير في مرحلة مبكرة من النمو، ثم نُقلت الأجنة إلى إناث بديلة، تماماً كما يحدث في الحمل الطبيعي، وما حدث بعد ذلك كان مذهلاً، حيث تشكلت قلوب جنينية صغيرة في نفس مرحلة النمو، والأهم من ذلك، أنها كانت تنبض.

ولتأكيد الأصل، استُخدمت علامات خاصة للتحقق من أن الخلايا البشرية كانت بالفعل جزءاً من هذه الهياكل النابضة، ومع ذلك، أفادت مجلة “نيتشر” أن الفريق لم يحدد نسبة الخلايا البشرية داخل هذه القلوب، ومن المطلوب إجراء مزيد من البحث.

وبينما نجت هذه الأجنة لمدة 21 يوماً، لاحظ الباحثون أن الخلايا البشرية ربما تكون قد تداخلت مع الوظيفة العامة لقلب الخنزير، مما يُبرز مجالاً للبحث المستقبلي.

ويُمثل هذا البحث خطوةً هائلةً إلى الأمام في مجال الكيميرا البشرية-الحيوانية، ويُختار الخنازير لهذا البحث في المقام الأول نظراً لتشابهها التشريحي مع البشر، مما يجعلها مناسبةً للغاية كمضيفين محتملين لزراعة الأعضاء البشرية.

في الماضي، كانت هناك حالاتٌ من عمليات زراعة الأعضاء بين الكائنات الحية، حيث زُرعت أعضاء خنازير مُعدّلة وراثياً، مثل الكلى والكبد، في متلقين بشريين.

ومع ذلك، كانت العقبات الرئيسية هي البقاء على قيد الحياة على المدى الطويل ورفض الجسم المناعي للعضو، وهي مشاكل يعمل الخبراء على التغلب عليها، ويُعيق نقص أعضاء المتبرعين الوصولَ على نطاق واسع، ويكمن أحد الحلول المحتملة في زراعة الأعضاء البشرية داخل النماذج الحيوانية.

كما تُحرز فرق بحثية أخرى تقدماً كبيراً في هذا المجال، فمؤخراً، نجح باحثون من مركز إم دي أندرسون للسرطان بجامعة تكساس في دمج خلايا بشرية في أمعاء وأكباد وحتى أدمغة أجنة فئران، مما أظهر درجات متفاوتة من دمج الخلايا البشرية، ومع ذلك، فإن هذا المجال العلمي المثير للاهتمام ليس خاليا من التعقيدات. فالاعتبارات الأخلاقية المرتبطة بإنتاج كائنات هجينة بشرية-حيوانية بالغة الأهمية، مما يدفع إلى نقاشات ولوائح عالمية.

شاركها.