لم يتبق على إعلان نتيجة الثانوية العامة سوى ساعات قليلة، وذلك اليوم لا يُنسى من ذاكرة أي بيت مصري، حين تُعلن وزارة التربية والتعليم عن نتائج الثانوية العامة، ويحبس الجميع أنفاسهم في انتظار النتيجة التي تحدد مصير الابن أو الابنة وتتحكم فى مستقبل بأكمله، وسط ضغوط نفسية هائلة وسهرٍ طويل وتضحيات لا تُنسى.
كيف تكافئ ابنك بعد نتيجة الثانوية العامة؟
بعد أن تهدأ الأعصاب وتتضح الصورة، سواء كانت النتيجة ممتازة أو مرضية، يبقى السؤال الأهم:
كيف نكافئ هذا الطالب المجتهد بعد عامٍ مليء بالتوتر؟ وهل تكون المكافأة مادية فقط؟ أم نفسية وتربوية أيضًا؟
أوضح الدكتور محمد هاني أخصائي الصحة النفسية واستشارى العلاقات الأسرية فى تصريحات خاصة لـ ، عن كيفية مكافىة طالب الثانوية العامة بعد إعلان النتيجة بالنجاح والتفوق.
لماذا تستحق النتيجة المرضية احتفالاً؟
في مجتمع يربط التفوق فقط بالأرقام والدرجات، ننسى أحيانًا أن كلمة مرضية قد تعني الكثير، فهي قد تكون:
- ثمرة اجتهاد حقيقي في ظل ظروف صعبة.
- إنجاز لطالب كان يعاني من مشكلة صحية أو نفسية.
- محاولة جادة للنجاح بعد سنوات من التعثر.
فالمكافأة هنا ليست فقط على الدرجات، بل على الإرادة والتحمل والانضباط، وهي صفات إن زرعتها في ابنك اليوم، سترافقه مدى الحياة.
1. كلمة أنت فخور بيك أول مكافأة مجانية لكنها عظيمة
قد يظن البعض أن المكافآت تعني فقط هاتفًا جديدًا أو رحلة سفر، لكن الحقيقة أن الجملة البسيطة:
أنا فخور بك
قد تغيّر في حياة الطالب أكثر مما تتخيل. هذه العبارة:
- تمنحه الثقة في نفسه.
- تؤكد له أن قيمته لا تُقاس بالدرجات فقط.
- تُشعره بأن أسرته تراه وتقدّره مهما كانت النتيجة.
2. الهدايا المادية ولكن بذكاء
لا بأس أن تُكافئه بهدية يحبها. لكن قبل أن تهرع لشراء هاتف أو كمبيوتر، اسأله أولًا:
- ما الهدية التي تسعدك فعلًا؟
- هل تحب رحلة مع أصدقائك؟ اشتراكًا في كورس معين؟ كاميرا لتوثيق مغامراتك؟
الهدية الذكية هي التي تناسب شخصيته واهتماماته، لا ما يراه الآباء واجبًا تقليديًا.
3. شاركه حلم ما بعد الثانوية
سواء كانت نتيجته تؤهله للكلية التي يتمناها أو لا، فإن أجمل مكافأة تقدمها له هي أن:
- تجلس معه بهدوء، وتتحدثان عن مستقبله.
- تساعده في تحديد أهدافه القادمة.
- تذكره أن النجاح لا يتوقف عند الثانوية العامة، بل يبدأ منها.
من هنا، اجعل المكافأة الكبرى هي الاستثمار في مستقبله، كأن تساعده على دخول كورس لغات أو برمجة أو تنمية ذاتية، لتكون بداية جديدة.
4. يوم مختلف كافئه بذكريات لا تُنسى
اصنع له يومًا احتفاليًا على طريقته:
- إفطار عائلي مميز.
- لافتة تحمل اسمه وكلمة مبروك
- زيارة لمكان يحبه أو نشاط كان يؤجلّه طوال العام.
- الفرح لا يحتاج ميزانية ضخمة، بل قلب دافئ يفكر خارج الصندوق.
5. لا تقارنه بأحد حتى لو لم تحقق توقعاتك
من أخطر ما يُدمّر ثقة الطالب بنفسه أن يسمع:
شوف ابن خالتك جاب كام؟ أو كنت أستنى منك أكثر إذا أردت أن تكافئه فعلًا، فابدأ بـ وقف المقارنات، واحتفل بإنجازه مهما كان، فهو تعب، واجتهد، وحارب القلق والخوف والضغوط ليصل إلى هذه النتيجة.