ذكرت مصادر مطلعة أن الوسطاء يسعون لتقديم مقترحاتهم الجديدة للتوصل إلى تهدئة في قطاع غزة، في أقرب وقت، وذلك في ضوء اللقاءات الأخيرة التي عقدوها مع الفصائل الفلسطينية ومع مسؤولين إسرائيليين في العاصمتين المصرية القاهرة والقطرية الدوحة.

وعلمت “القدس العربي” من أحد المسؤولين الفلسطينيين أن المباحثات التي عقدت في القاهرة شهدت نقاشات معمقة، تم خلالها تبادل الأفكار ما بين الفصائل الفلسطينية التي شاركت في تلك اللقاءات، حيث عقدت اجتماعا موسعا في نهاية اللقاءات، ومن قبل جرى عقد لقاءات مع الوسيط المصري.

لقاءات القاهرة

وتخلل النقاشات تقديم الوسيط المصرية صورة عن آخر تطورات الأوضاع، في ضوء الاتصالات التي أجراها الوسطاء مع الجانب الإسرائيلي، خاصة بعد قرار الحكومة الإسرائيلية المصغرة بتوسيع رقعة الهجوم البري على قطاع غزة، وتنفيذ خطة احتلال مدينة غزة ومناطق الوسط، والتحركات التي قام بها الوسطاء ومصر، من أجل منع هذا المخطط، بالإضافة إلى التحركات الهادفة لإنقاذ سكان غزة من الحرب، والمساعي الرامية للتوصل إلى تهدئة قريبة.

وحسب المصدر فإن الاتصالات مع الوسطاء لم تنته، وستتواصل في الفترة القادمة، سعيا لوضع مقترح جديد يهدف إلى توقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما توافقت الفصائل التي شاركت في تلك الاجتماعات على استمرار الاتصالات الداخلية فيما بينها، لتدارس الأفكار التي تردها بشأن التهدئة.

وتوقعت المصادر أن تحدث تطورات في هذا الملف، من ناحية معرفة إلى ماذا ستؤول الأمور خلال الأسبوع القادم.

 

وفي هذا الوقت تريد إسرائيل صفقة تبادل تشمل جميع أسراها الأحياء والأموات لدى المقاومة في غزة، بعد أن كانت تقبل في السابق صفقة جزئية تشمل 10 أسرى أحياء وعددا من الأموات، مقابل هدنة تستمر لـ 60 يوما، وتشمل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين.

وكانت هناك أنباء أشارت إلى أن ذلك يتطلب أن يكون هناك تعهد إسرائيلي بضمانات قوية، بعدم عودة الحرب من جديد على قطاع غزة، في حال تمت عمليات التبادل، وهو أمر تمسك فيه ممثلو عدة فصائل اجتمعت الخميس في القاهرة، وبحثت ملف التهدئة.

هذا وقد أصدرت الفصائل الفلسطينية المجتمعة، عقب اللقاءات مع الوسيط المصري، بيانا أكدت فيه أنه تم بحث جهود “وقف العدوان الهمجي المتواصل في ظل المواقف الصهيونية المعطلة والأخبار المتضاربة التي يبثها العدو حول مواقفه من هذه الجهود”، والتي قالت إن آخرها كان “الانسحاب غير المبرر” من المفاوضات في الدوحة بعد أن كادت المفاوضات غير المباشرة تصل إلى اتفاق جاد.

وحضر اللقاء كل من حركة حماس والجهاد الإسلامي والجبهتين الشعبية والقيادة العامة، والمبادرة الوطنية، ولجان المقاومة الشعبية وكذلك ممثل عن تيار محمد دحلان.

وأكد البيان الذي صدر عقب الاجتماع، على أن الأولوية القصوى في هذه المرحلة هي “الوقف الفوري والشامل للعدوان، ورفع الحصار الظالم عن قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية فوراً بشكلٍ آمن ودون عوائق”.

وأعلنت الفصائل المجتمعة عن “تجاوبها الكامل مع مبادرات ومقترحات الحل بما يحقق متطلباتنا الوطنية، بإنهاء العدوان وانسحاب قوات الاحتلال ورفع الحصار الظالم”، وقالت إنها ستواصل بذل كل الجهود من أجل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، ووقف “حرب الإبادة الجماعية”.

شاركها.