ناشدت نقابة الصحفيين المؤسسات الحقوقية والنقابية الدولية لإنقاذ حياة الصحفي الأسير علي السمودي، مستنكرة بشدة مواصلة سلطات الاحتلال الإسرائيلي استهداف السمودي (58 عامًا)، مراسل صحيفة القدس ومنتج يعمل مع شبكة الجزيرة، والذي يواجه ظروفًا قاهرة داخل المعتقل تهدد حياته.
وحذر البيان من الظروف الخطيرة التي تصاحب اعتقال السمودي، وفق ما نقله محاميه، من تعذيب جسدي ومعنوي، إضافة إلى نقصان حاد في الوزن.
وجاء في بيان لجنة الحريات التابعة لنقابة الصحفيين الفلسطينيين أن اللجنة رصدت ووثقت منذ سنوات العديد من وقائع الاستهداف الممنهج للزميل السمودي، والتي نتج عنها إصابات واعتقالات واعتداءات متكررة هدفت إلى إسكات صوته ومنعه من أداء واجبه المهني في نقل الحقيقة.
سجل طويل من الإصابات
واستعرض البيان بعض الوقائع الخطيرة، حيث تعرّض الزميل السمودي لإصابات متعددة خلال مسيرته الصحفية في محافظة جنين شمال الضفة الغربية، وتشير المعطيات إلى أنه أصيب نحو 11 مرة، بعضها خطِر، واحتفظ جسده ببقايا رصاص وشظايا ما زالت تترك أثرًا صحيًا بالغًا عليه.
وأبرز تلك الإصابات كانت في 11 أيار/مايو 2022، حين أصيب برصاصة مباشرة في الظهر أثناء تغطيته الصحفية مع الزميلة الشهيدة شيرين أبو عاقلة خلال عملية اقتحام مخيم جنين، في اللحظات نفسها التي ارتكبت فيها قوات الاحتلال جريمة اغتيالها.
و29 نيسان/أبريل 2025 داهمت قوات الاحتلال منزله في حي الزهراء بجنين، واعتقلته بعد تفتيش وتخريب محتويات المنزل، ومنعته من أخذ أدويته رغم معاناته من أمراض مزمنة (السكري، ضغط الدم، قرحة المعدة).
نُقل على مدار 72 ساعة بين مراكز احتجاز وتحقيق وسجون في ظروف قاسية، وتعرض للتنكيل الجسدي والنفسي.
8 أيار/مايو 2025 حوّلته سلطات الاحتلال إلى الاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر دون توجيه أي تهمة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
مخاطر صحية جسيمة
وحذرت نقابة الصحفيين من تدهور الحالة الصحية للزميل السمودي نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد داخل سجون الاحتلال، حيث يعاني من أمراض مزمنة ويُحرم من العلاج اللازم، إضافة إلى آثار الإصابات السابقة التي خلّفت شظايا رصاص في جسده، فضلًا عن الحرمان من الغذاء والاحتجاز في ظروف قاسية أدت إلى هبوط حاد في وزنه وتفاقم مشاكل الرؤية لديه.
النقابة تحمّل الاحتلال المسؤولية
حمّلت نقابة الصحفيين حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة الزميل السمودي، وأكدت أن ما يتعرض له ليس حالة فردية، بل جزء من سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف الصحفيين الفلسطينيين بالقتل والإصابة والاعتقال، بهدف إسكات الصوت الحر وكتم الحقيقة.
وذكرت النقابة أن السمودي هو الشاهد الرئيسي في جريمة اغتيال الزميلة شيرين ابو عاقلة في الملف المقدم من قبل نقابة الصحفيين وعائلة الشهيدة لمحكمة الجنايات الدولية، وسبق له ان كان ضمن وفد نقابة الصحفيين لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في جنيف مع نهاية العام 2022 حيث أدلى بشهادته أمامها .
وأشار البيان لاعتقال نحو 150 صحفيا منذ أكتوبر 2023 لا زال منهم نحو 50 معتقلا معظمهم في الاعتقال الإداري الجائر .
وطالبت النقابة بالإفراج الفوري وغير المشروط عن السمودي، وبتدخل المجتمع الدولي والاتحاد الدولي للصحفيين لتوفير الحماية العاجلة للصحفيين الفلسطينيين، وكذلك بمحاسبة سلطات الاحتلال أمام المحاكم الدولية على جرائمها بحق الصحافة وحرية التعبير.