رفضت سلطات الاحتلال الإسرائيلية طلب عمدة برشلونة جاوما كولبوني دخول الأراضي المحتلة، على خلفية مواقفه المنتقدة لسياسات الاحتلال وقرار مجلس المدينة بقطع العلاقات الرسمية مع إسرائيل.

وأعلنت هيئة السكان والهجرة الإسرائيلية، بالتنسيق مع وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي، أن القرار جاء “وفقاً لقانون الدخول إلى إسرائيل”، في إشارة إلى عقوبة سياسية واضحة رداً على المواقف المناهضة للاحتلال الإسرائيلي.

وكانت بلدية برشلونة أعلنت، قبل نحو شهرين ونصف، عن تجميد اتفاقية التوأمة الموقعة مع تل أبيب منذ عام 1998، وذلك تعبيراً عن رفضها لانتهاكات إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني وسكان غزة، وهو ما اعتبرته تل أبيب “تحريضاً” ضدها.

كولبوني كان يعتزم القيام بزيارة رسمية إلى المنطقة تشمل جولة في مؤسسة “ياد فاشيم” بالقدس المحتلة وزيارة للسلطة الفلسطينية في رام الله، إلا أن سلطات الاحتلال الإسرائيلية أغلقت الباب في وجهه، في محاولة جديدة لعزل الأصوات الأوروبية المتزايدة التي تنتقد جرائمها في غزة والضفة الغربية المحتلة.

ويرى مراقبون أن القرار الإسرائيلي يعكس ضيق صدر الاحتلال أمام تنامي موجة التضامن الأوروبي مع الفلسطينيين، خصوصاً بعد تصاعد الحملات الشعبية والرسمية في مدن أوروبية كبرى لمقاطعة إسرائيل وفضح ممارساتها، فيما اعتبر الموقف الشجاع لبرشلونة نموذجاً يفتح الطريق أمام بلديات أخرى في القارة لاتخاذ خطوات مشابهة.

ويؤكد محللون أن منع دخول عمدة برشلونة، بدلاً من فتح قنوات للحوار، يكشف عن وجه إسرائيل الاستعلائي الذي يسعى لإسكات أي صوت معارض، ويعزز قناعة الرأي العام الدولي بأن إسرائيل دولة تعزل نفسها بنفسها عبر ممارساتها العدائية ضد المسؤولين والمؤسسات الرافضة لسياساتها القمعية.

شاركها.