02:04 م
الإثنين 25 أغسطس 2025
وكالات
كشفت مجموعة من الدراسات أن تشغيل جميع الأضواء في العالم مرة واحدة لن يؤدي فقط إلى زيادة كبيرة في استهلاك الكهرباء، بل سيخلق تأثيرا بصريا ملحوظا على سماء الليل.
وسيؤدي ارتفاع الإضاءة إلى زيادة وهج السماء وإخفاء النجوم، مما يجعل السماء أقل وضوحًا ويزيد من التلوث الضوئي في المدن والقرى بحسب هارولد والاس، أمين مجموعات الكهرباء في المتحف الوطني للتاريخ الأمريكي بمؤسسة سميثسونيان.
وتعتمد الكهرباء في المنازل والشركات على مصادر متنوعة مثل الفحم والغاز الطبيعي واليورانيوم والماء والرياح وأشعة الشمس، التي تحول في محطات الطاقة إلى كهرباء توزع عبر شبكة معقدة من الأسلاك لتصل إلى المستخدمين.
ولكي تحافظ الشبكة على استقرارها، يجب أن توفر الكهرباء عند الطلب، فكل مصباح يشغل يسحب طاقة من الشبكة ويجب أن يعوضه مولد كهربائي فورا، وإلا قد يحدث انقطاع في التيار.
ويتطلب هذا مراقبة دقيقة من مشغلي الشبكات باستخدام أجهزة استشعار وحواسيب متطورة لتعديل إنتاج الطاقة حسب الطلب المتغير خلال اليوم والمواسم المختلفة.
وستواجه محطات الطاقة تحديا كبيرا لو أضاء الجميع أضواءهم دفعة واحدة، لتلبية هذا الطلب المفاجئ، حيث أن محطات الطاقة النووية والفحمية يمكنها إنتاج كميات كبيرة من الكهرباء، لكنها تستجيب ببطء لتغيرات الطلب وقد تستغرق ساعات لإعادة التشغيل بعد الصيانة، بينما محطات الغاز الطبيعي أسرع في الاستجابة وتعد الخيار المفضل لتغطية الفترات الحرجة.
أما المصادر المتجددة مثل الشمس والرياح والماء، فتوفر طاقة أنظف لكن التحكم فيها أصعب بسبب تباين الظروف المناخية.
ويستخدم بعض مشغلي الشبكات أيضا بطاريات كبيرة لتخزين الطاقة، لكن حاليًا لا يمكن الاعتماد على البطاريات لتشغيل مدن كاملة.
لحسن الحظ، هناك عاملان يحدان من خطر انهيار الشبكة بالكامل. أولا، لا توجد شبكة كهرباء عالمية واحدة، فمعظم الدول تمتلك شبكات منفصلة أو إقليمية، وقد تتصل بعض الشبكات المجاورة لتبادل الكهرباء عبر الحدود.
ثانيا، الانتقال الواسع إلى مصابيح LED قلل من استهلاك الطاقة، إذ تنتج هذه المصابيح ضوءا أكبر بكثير مقارنة بالطاقة المستهلكة، وقد وفرت الأسر الأمريكية نحو 225 دولارا سنويا باستخدامها، مع استخدام نصف المنازل تقريبًا لها بحلول عام 2020.
إضافة إلى استهلاك الطاقة، سيؤثر تشغيل كل هذه الأضواء على البيئة المرئية، فارتفاع الإضاءة يؤدي إلى وهج السماء الذي يمنع رؤية النجوم ويزيد من التلوث الضوئي، ويؤثر على النوم البشري وسلوك الحيوانات، بما في ذلك الطيور والحشرات والسلاحف البحرية.
حتى الأنظمة المصممة بعناية قد تسهم في زيادة الضوء المنعكس، ما يجعل المدن مرئية من الفضاء ويخفي النجوم عن الأرض.