حوار ـ يوسف محمد:

في الوقت الذي تستعين أغلب الأندية المصرية بالمدربين الأجانب من المدارس المختلفة، وبشكل خاص بفرق المقدمة في الدوري المصري “دوري نايل”، نجد في الوقت نفسه مدرب مصري يصنع التاريخ في بلاد الشمس المشرقة وهو محمد راضي مدرب كاريا الياباني “ASKARIYA”.

ونجح راضي خلال الفترة الماضية، في تصدر عمليات البحث وعناوين الصحف والمجلات داخل اليابان، بعدما تمكن من قيادة فريقه “ASKARIYA” خلال الموسم المنقضي لحصد لقب الدوري الياباني الدرجة الثانية، الصعود للدوري الممتاز الياباني.

وحرص موقع مصراوي، على التواصل مع راضي وإجراء حوار مطول معه، للكشف عن قصته وأبرز المحطات التي مر بها، والصعوبات التي واجهها في مشواره والحديث عن شعوره عقب قيادة فريقه للصعود إلى دوري المحترفين الياباني.

إلى نص الحوار:

بداية راضي في كرة القدم وأبرز المدربين

‎ويروي راضي بدايته في كرة القدم ويقول: “قصتي مع كرة القدم بدأت من الحي الذي نشأت به وهو حي المعادي، وبالأخص من مركز شباب المعادي، الذي لاحظ موهبتي بشكل كبير آنذاك هو الكابتن شيكو، الذي يعد مكتشف نجم منتخب مصر السابق جمال عبد الحميد، وكنت قريب من الانضمام للنادي الأهلي في مرحلة الناشئين ولكن الأمور لم تكتمل، بسبب عدم وجود مكان في قائمة الفريق بالمرحلة العمرية الخاصة بي”.

ويؤكد راضي على حبه لكرة القدم، إذا يقول: “تنقلت بين العديد من الأندية المصرية، مثل إيسكو، الطيران، قبل أن انضم إلى فريق الداخلية والذي اعتبره بيتي الثاني واعتز بالمشاركة في صفوفه، لكن رحلتي معه لم تستمر بسبب تعرضي للإصابة بكسر في عظمة الترقوة”.

وعن المدربين الذين عمل معهم راضي خلال فترة لعبه كرة القدم، يقول: “كل مدرب عملت معه بكل تأكيد له فضل كبير علي حتى الآن، ومنهم الكابتن إسماعيل ريان الذي عملت معه خلال تواجدي في نادي الطيران، وهو أكثر شخص تعلمت منه طرق التدريب، بجانب دكتور ماجد مصطفى في كلية تربية رياضية جامعة حلوان، هو الشخص الذي جعلني ارتبط بمجال التدريب، وامتلك الكثير من الذكريات المميزة في هذه الفترة، خاصة وأنني زاملت في منتخب الكلية عدد من نجوم منتخب مصر ، هم: “هادي خشبة، نادر السيد، مؤمن عبد الغفار ووائل السمرى”

‎كيف جاءت خطوة سفرك إلى اليابان واحتراف مجال التدريب؟

وعقب ابتعاد راضي عن كرة القدم بسبب الإصابة التي تعرض لها في عظمة الترقوة مع الداخلية، يقول، “ارتبطت باللغة اليابانية خاصة وأنني كنت أشاهد شقيقي يوميا يعمل بها في مجال السياحة، لذلك كنت حريص على تعلم هذه اللغة، واتجهت للعمل مع شقيقي في السياحة، وهى المهنة أو”الوظيفة”، التي اتاحت لي فرصة زيارة الكثير من البلاد الآسيوية ومنها اليابان بشكل خاص، الذي أحببت شعبها وطبيعة البلد لذا قررت الاستقرار والعيش بها”.

ووسط انشغال راضي بعمله في مجال السياحة وتواجده في بلد جديدة، لم ينسى معشوقته الأولى كرة القدم، ليبحث عن مكان يمارس فيه اللعبة بانتظام، فيقول: “لعبت في اليابان لبعض الأندية ولكنهم كانوا يشاركون في بطولة، تشبه دوري الشركات بمصر، لكن الإصابة بقطع في الرباط الصليبي أبعدتني عن اللعبة”.

وأصر راضي على أن يكمل أبنائه حلمه في كرة القدم، لكنه لم يكن يعرف أن مشوار أبنائه في هذه الرياضة سيمنحه فرصة جديدة لدخول عالم الساحرة المستديرة من أوسع أبوابه فيقول: “أبنائي بدأوا في ممارسة كرة القدم في أحد الأندية اليابانية، وعندما علم مدربي النادي الذي كان يتدرب أبنائي بصفوفه، إنني سبق لي ممارسة كرة القدم في مصر وخريج كلية تربية رياضية قسم كرة قدم أيضًا، طلبوا أكون مساعدًا لهم، وهو ما حدث بالفعل”.

ويكمل: “بعد فترة قضيتها في الفريق الذي كان يتدرب به أبنائي، بدأت أعمل كمدير فني لبعض الفرق اليابانية، هم “ساموراي الياباني، انچو الياباني، نادي تويوتا AFC الياباني، قبل تولي تدريب فريق AS KARIYA بدوري الدرجة الثانية الياباني”.

هل سبق لك التدريب خارج اليابان؟

“لم يسبق لي تدريب أي فريق خارج اليابان، لكنني لا أمانع خوض هذه التجربة في المستقبل إذا أتيحت لي الفرصة للعمل بعرض يناسب طموحاتي وأحلامي، وكذلك البيئة المناسبة التي تساعد على النجاح ولكنني في الوقت الحالي مستقر بشكل طبيعي في الدوري الياباني”.

أهم الشهادات التدريبية التي حصلت عليها حتى الآن

‎عمل محمد راضي على صقل مهاراته التدريبية من خلال الحصول على الدورات والشهادات الكبيرة، فيقول: “كان على إذا أردت الوقوف على الخط لتوجيه اللاعبين، الحصول على العديد من الرخص التدريبية، هذا أمر طبيعي في اليابان بشكل عام، فممارسة أي نشاط مهني، تتطلب الحصول على الرخصة المناسبة، حتى لا تقع تحت مسألة قانونية ومخالفة المعايير المأخوذ بها”.

وعن طريقة حصوله على الرخص التدريبية، قال: “بدأت في الدراسة مع محاضر من الاتحاد الياباني لكرة القدم لمدة تقترب من عام كامل، نجحت في اجتياز كافة الاختبارات، ويتم القبول أو الرفض للتقديم والحصول على الرخصة ثم تأتي دراسة الرخصة نفسها والتي تقتضي ما يقرب من عام كامل من مذاكرة أو امتحانات عملي ونظري، نجحت في الحصول على شهادة كمدرب معتمد من الاتحاد الياباني لكرة القدم ، وحصلت على رخص التدريب باللغة اليابانية كأول مصري وعربي في التدريب والإعداد البدني”.

وواصل: “حصلت أيضًا، على عدة شهادات في التحليل الفني من كرة ستاتس (في مصر وأستراليا)، بالإضافة إلى حصولي على دبلومة المدرب الرئيسي من إسبانيا”.

التتويج بالدوري الياباني الدرجة الثانية والصعود إلى دوري المحترفين مع فريق AS kariya

“عند قدومي إلى الفريق، كانت هناك حالة من عدم التنظيم الدفاعي، هو ما جعلهم يستقبلون الكثير من الأهداف في الموسم قبل الماضي، قبل أن أتولى مهمة القيادة الفنية للفريق، بجانب ضعف القدرات الهجومية أيضًا، لذلك الفريق نجا من الهبوط في الموسم قبل الماضي بفارق نقطة وحيدة، فعملت على إصلاح هذه المشاكل منذ اليوم الأول لي داخل الفريق”.

“على الرغم من أن هدف رئيس النادي في البداية، كان البقاء في دوري الدرجة الثانية فقط، لكنني كنت أنظر إلى أبعد من ذلك لذلك كنت دائمًا حريص على الحديث معه، وأقول له (استعد سنصعد ونتوج باللقب في الموسم الحالي، رده دائما كان مستحيل)، لكنني بفضل الله تمكنت من تحقيق هذا الإنجاز والصعود بالفريق إلى دوري المحترفين والتتويج باللقب للمرة الأولى في تاريخه، بأداء قوي”.

ومع ابن المحروسة، تحول الفريق الذي كان يعاني من مشاكل دفاعية كادت أن تدفعه في الموسم قبل الماضي إلى دوري الدرجة الثالثة الياباني، إلى فريق صلب دفاعيًا، حيث أنهى الموسم الماضي كأقوى خط دفاع، بالإضافة إلى القوة الهجومية الكبيرة التي أضافها راضي للفريق، إذا اختتم الموسم كثاني أكثر فريق تسجيلا للأهداف.

الصعوبات التي واجهتها في مشوارك التدريبي؟

‎”اللغة لم تكن عائقًا بالنسبة لي، لأنني أجيد اللغة اليابانية منذ أن كنت أعيش في مصر، ‎ولكن كانت الصعوبة الأكبر تتمثل في الحصول على الرخص التدريبية، بل كان شبه مستحيل الحصول عليها من اليابان، خاصة وأنه يوجد اختبارات عملية ونظرية، حتى يتم اختيار من يحصل على الرخصة التدريبية من الاتحاد الياباني لكرة القدم، في ظل وجود الآلاف اليابانيون الراغبين في الحصول على هذه الشهادات أيضًا ولكن تمكن بفضل الله تجاوز كل هذه الصعوبات”.

النجم المصري محمد صلاح وشهرته في اليابان

“يوجد الكثير من المشجعين لفريق ليفربول هنا في اليابان، وهو الأمر بالنسبة للكثير من الفرق الإنجليزية والعالمية، وأي شخص متابع لكرة القدم باليابان يعرف محمد صلاح وعندما يتم ذكر مصر، يتم ذكر اسم (مو صلاح) بشكل فوي، هذا أمر يسعدني للغاية لكوني شخص مصري”.

هل هناك متابعة للدوري المصري باليابان؟

‎وبنبرة صوت حزينة، أكد راضي أنه لا يوجد أي متابعة للكرة المصرية في اليابان، قائلا: “للأسف لا يوجد متابعين في اليابان للدوري المصري، لكن الذين يعملون في مجال كرة القدم يعرفون الأهلي، الذي يتم تلقيبه هنا في اليابان (بملك أفريقيا)، القليل منهم من يعرفون قطبي الكرة المصرية (الأهلي والزمالك).

الفارق بين الكرة المصرية والكرة في اليابان

‎وعن الفارق بين الكرة اليابانية والمصرية يقول راضي: “اتحاد الكرة الياباني يعمل بنظام الخطة طويلة الأمد لرفع مستوى اللعبة داخل اليابان، ثم الوصول بها للعالمية، تم وضع خطة يتم تنفيذها من سنة 2002 منذ تنظيم كأس العالم (اليابان-كوريا)، يعملون لتنظيمه مرة أخرى 2050 وهدفهم المنافسة على اللقب”.

ويكمل راضي حيثه، قائلا: ” هناك جوانب أساسية للمسابقات منها القيمة التسويقية للدوري، النجوم في هذا الدوري، الحضور الجماهيري، ‎لذلك عملت اليابان على رفع القيمة التسويقية من خلال جلب نجوم عالميين، جذب الجماهير لحضور المباريات وهذا يساعد في رفع مستوى اللاعبين اليابانيين، من خلال الاحتكاك بنجوم عالميين يلعبون بجانبهم”.

‎وواصل: “المسؤولون عن الكرة في اليابان بدأوا في رفع مستوى المدربين حتى يصلوا للعالمية، لذا نلاحظ أن بعض المنتخبات والأندية الآسيوية بدأوا يستعينون بمدربين يابانيين”.

أما بالنسبة للكرة المصرية: “نحن في مصر نحتاج إلى الارتقاء بمستوى الدوري المحلي، ورفع القيمة التسويقية له، مع تطوير مستوى اللاعب المحلي، واستقدام لاعبين محترفين من الطراز الأول للمساعدة في رفع مستوى المنافسة واللاعبين المحليين أيضًا، ورفع مستوى المدرب الوطني”.

“ولا بد من وجود ورش عمل تنشيطية للمدرب، ليكون على دراية بكل ما هو جديد في عالم كرة القدم، وهذا سيصب في مصلحة المنتخب الوطني بكل تأكيد والارتقاء بالكرة المصرية بشكل عام، على كل المسؤولين عن منظومة كرة القدم في مصر العمل بخطة منظمة”.

وبالحديث عن حسام حسن مدرب منتخب مصر ورأيه في تجربته، قال: “متفائل لوجود أشهر توأم للكرة العربية وليست الكرة المصرية فقط (حسام وإبراهيم حسن)، على رأس القيادة الفنية للمنتخب، ومع وجود نجمنا العالمي محمد صلاح، يكون هناك حذر من أي منتخب يواجه المنتخب الوطني وأعتقد أنهم لديهم القدرة على تحقيق ما تتمناه الجماهير المصرية ورفع اسم مصر عاليا إن شاء الله”.

أقرأ أيضًا:

“طلب مهلة للرد”.. الكشف عن موقف مدرب برتغالي من تدريب الأهلي
شوبير يتحدث عن الفارق بين مستوى تريزيجيه مع الأهلي والمنتخب

شاركها.