شهد حي المنشية داخل مخيّم عين الحلوة في لبنان توتراً أمنياً بعد أن اقترب مجموعة من الشبان، يُرجّح أنهم ينتمون إلى جماعة “الشباب المسلم”، من منزل الفنان اللبناني فضل شاكر في محاولة لحرقه، بدعوى ممارسة الغناء والفن في المخيّم، وهو ما يعتبرونه خروجاً على معاييرهم الدينية والاجتماعية .
وفقاً للمعلومات الأولية، فقد تقدّم المدعوان محمود منصور ومحمد جمال حمد، برفقة مجموعة من الشبان، نحو المنزل في شارع المنشية، في استهداف مباشر للفنان. ورغم حدة المحاولة، نجح الجيران في التصدي للمهاجمين، ما أسفر عن “إشكال كبير” في المنطقة .
ولحل الأزمة، تدخل المطلوب البارز في المخيّم هيثم الشعبي كوسيط، وتم التوصل إلى “حل غير محسوم”، يتوقّع أن يؤدي إلى توقف فضل شاكر عن الغناء داخل المخيّم بعد إصداره لألبومه الجديد الذي وقع عليه عقد مع إحدى شركات الإنتاج .
وكان فضل شاكر، الذي وُلد في صيدا عام 1969، من أبرز نجوم الغناء العربي طوال السنوات الماضية، لكن منذ عام 2013، تغيّرت حياة الفنان جذرياً بعد انضمامه إلى التيار المتشدّد بقيادة أحمد الأسير، ما أدّى إلى صدور حكم غيابي بسجنه 22 عاماً بتهم تقديم الدعم المالي واللوجستي لمجموعة مسلحة شاركت في مواجهات مسلحة مع الجيش اللبناني.
عقب ذلك، لجأ إلى مخيّم عين الحلوة، حيث بات مغيّباً عن الأنظار لأعوام قبل أن يعود تدريجياً إلى نشاطه الفني.
وتعود جذور الجدل إلى أن المخيّم يعدّ مسرحاً لتداخلات سياسية، أمنية، وثقافية… والتحدّي الأكبر يكمن في كيفية التوفيق بين حق الفنان في التعبير وبين تحوّل الفن إلى مصدر تهديد للقيم الدينية التي تفرضها الجماعات المتشددة داخل المخيّم.
ويرى البعض أن العودة إلى الغناء تعني دعوة صامتة للانصراف عن “التوبة”، وهو ما أثار معارضة هؤلاء الجماعات وأشعل الأزمة من جديد.