08:00 م


الخميس 11 سبتمبر 2025

كتب – أميرة حلمي:

في الغابات المطيرة الكثيفة بأمريكا الوسطى والجنوبية يعيش كائن ارتبط اسمه بصفة بشرية سلبية، فأصبح يُعرف بـ الكسلان (Sloth). ورغم أن الاسم يوحي بالخمول، إلا أن حياة هذا الحيوان تكشف عن قصة بقاء مدهشة، جعلت العلماء ينظرون إليه باعتباره واحدًا من أكثر الكائنات تكيفًا مع بيئته.

ما سبب تسمية الكسلان بهذا الاسم؟

تعود تسمية الكسلان إلى ملاحظات الأوروبيين الأوائل في القرن السادس عشر، الذين رأوه للمرة الأولى يتحرك ببطء شديد ويقضي معظم وقته معلّقًا بالأشجار دون أي نشاط ملحوظ. وأطلقوا عليه كلمة Sloth، أي “الكسل”، نسبة إلى الخطية السابعة في المعتقدات المسيحية التي ترمز للتراخي وعدم بذل الجهد. ومنذ ذلك الحين، ارتبط اسمه بالبطء والكسل.

وفقًا لـ Smithsonian’s National Zoo، يعتمد الكسلان في غذائه على أوراق الأشجار، التي تعد فقيرة بالسعرات الحرارية وصعبة الهضم، ما يجعل بطء حركته أمرًا ضروريًا للحفاظ على طاقته. تصل سرعته القصوى إلى 0.24 كيلومتر في الساعة فقط، ويقضي نحو 90% من وقته معلّقًا بالأشجار، كما ينام بين 15 و20 ساعة يوميًا، ما يجعله من أكثر الثدييات استرخاءً في العالم.

أمعاء الكسلان معقدة وتتكون من حجرات متعددة مثل المجترات. عملية هضم الأوراق قد تستغرق من 20 إلى 30 يومًا، أي أطول بحوالي 5 مرات من الإنسان.

رغم أن البطء قد يبدو عيبًا، إلا أنه وسيلة أساسية للبقاء وسط الغابات المطيرة، وذلك للأسباب التالية:

التمويه:

بطء الحركة يجعل الكسلان أقل عرضة لاكتشاف المفترسات مثل النسور الكبيرة أو الجاغوار، إذ يبدو وكأنه غصن متدلٍّ بين الأشجار.

الطحالب في الفراء:

بحسب National Geographic، يعيش على فرو الكسلان نوع من الطحالب يمنحه لونًا أخضر يساعده على التخفي، إضافة إلى أنه يوفر غذاء لبعض الحشرات، ما يحوّل جسمه إلى نظام بيئي متنقل.

قلة النزول إلى الأرض:

الكسلان ينزل مرة واحدة فقط أسبوعيًا لقضاء حاجته، وهي أخطر لحظاته لأنه يصبح مكشوفًا للمفترسات.

ويُصنَّف الكسلان علميًا إلى نوعين رئيسيين: الأول هو الكسلان ثنائي الأصابع، وهو أكبر حجمًا وأكثر نشاطًا نسبيًا، أما الثاني فهو الكسلان ثلاثي الأصابع، الأكثر شهرة والأبطأ حركة، والذي يميّزه وجهه الذي يبدو دائم الابتسام.

قد يظن البعض أن الكسلان كائن بدائي، لكن الدراسات تكشف عن قدرات تكيفية مدهشة:

يمكنه السباحة بمهارة تفوق حركته على اليابسة، ويقطع في الماء مسافة أسرع بثلاثة أضعاف سرعته على الأشجار.

عضلاته قوية رغم حركته البطيئة، وتمكّنه من التعلق بالأشجار لفترات طويلة دون عناء.

اقرأ أيضا:

ابتلع ثعبانا.. أطباء يزيلون دودة حية طولها 18 سم من دماغ رجل

رغم ثروة والدها.. ابنة إيلون ماسك “مفلسة” وتشارك السكن مع 3 أشخاص

أغلى 10 أحذية في العالم.. ثمن أحدها يعادل فيلا على الشاطئ

20 صورة لأجمل طوابع بريد في العالم – لن تتخيل شكلها

أفخم 10 حمامات سباحة في العالم.. أحدها داخل كهف

شاركها.