شهدت مدينة طولكرم يوم امس حادثة غير مسبوقة، بعد أن قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي باعتقال أكثر من 1000 معتقل جرى احتجازهم منذ ساعات الصباح في منطقة تقع مقابل برك الصرف الصحي غرب المدينة.

تفاصيل الاعتقال الجماعي

بحسب شهادات مفرَج عنهم أدلوا بها فإن جنود الاحتلال نفذوا حملة اعتقالات واسعة، طالت مواطنين من الشوارع والمنازل والمتاجر دون تمييز، حيث جرى اقتيادهم إلى أرض مفتوحة قرب برك الصرف الصحي.

عدد كبير من المعتقلين لم يكن بحوزتهم بطاقات الهوية، فيما احتُجز آخرون وهم يحملون هواتفهم النقالة ولم يُبدِ الجنود أي اهتمام بوجود كبار السن أو المرضى بين المحتجزين، إذ ضمّت المجموعة أحد المواطنين الذي يعاني من بتر في قدمه.

الشهادات تؤكد أن الاحتلال لم يطرح أي سؤال على المعتقلين طوال فترة الاحتجاز، فلم يُطلب منهم إبراز هوياتهم، ولم يُسألوا عن أسمائهم أو أماكن سكناهم. كل ما جرى هو إجبارهم الجلوس على الأرض تحت أشعة الشمس ولساعات طويلة.

وفي مشهد لافت، احضر الاحتلال إلى المكان طائرة تصوير مسيّرة (درون) وحلّقت فوق المحتجزين لالتقاط صور جوية، في ما يبدو أنه توثيق بصري للمعتقلين قبل قرار الإفراج.

ومع ساعات الفجر أبلغ الجنود المعتقلين بأنهم سيُفرج عنهم دون أي إجراءات إضافية، وبالفعل جرى إطلاق سراحهم بشكل جماعي. وقد قُدّر عدد المفرَج عنهم بما يفوق الألف مواطن، وفق ما أكده شهود العيان.

هذا النوع من الاعتقالات الجماعية يكشف عن سياسة الترهيب والضغط النفسي التي ينتهجها الاحتلال ضد المدنيين الفلسطينيين، بعيدًا عن أي إطار قانوني أو قضائي كما يعكس حجم الاستهداف العشوائي الذي يطال السكان دون تمييز بين شاب أو مسن، مريض أو سليم.

في المقابل، أثارت الحادثة تساؤلات واسعة في الشارع الفلسطيني حول الهدف من مثل هذه الممارسات، خاصة مع توثيقها عبر الطائرات المسيّرة، قبل أن ينتهي المشهد بالإفراج عن جميع المحتجزين.

شاركها.