05:48 م
الجمعة 12 سبتمبر 2025
وكالات
يزداد القلق بين الخبراء الصحيين بسبب ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الزائدة الدودية، وهو نوع من السرطان كان يُعتبر نادرا للغاية حتى وقت قريب.
ولعدة عقود، كان الأطباء قد يواجهون هذا التشخيص مرة أو مرتين خلال حياتهم المهنية، وغالبا لدى كبار السن، لكن الدراسات الحديثة أظهرت أن المرض بدأ يصيب بشكل متزايد الأشخاص في الثلاثينيات والأربعينيات وحتى أصغر سنا.
ووفقا لموقع The Conversation ونقلا عن دراسة حديثة نشرت في دورية “حوليات الطب الباطني”، فقد تضاعفت حالات الإصابة بسرطان الزائدة الدودية بين الأجيال الشابة مقارنة بمن ولدوا في أربعينيات القرن الماضي، إذ أظهرت البيانات أن حوالي ثلث الحالات الجديدة تصيب البالغين دون سن الخمسين.
رغم أن العدد الإجمالي للحالات ما زال منخفضا لكل مليون شخص سنويا، إلا أن الاتجاه المتزايد يثير الانتباه، ويستدعي البحث في الأسباب المحتملة لهذه الظاهرة.
الزائدة الدودية هي كيس صغير متصل بالأمعاء الغليظة، وما زال دورها في الجسم محل جدل، لكنها تُعرف بقدرتها على التسبب بالتهاب مفاجئ يستلزم غالبا جراحة طارئة.
وما هو أقل شهرة هو أن السرطان قد يتطور في هذا العضو الصغير غالبا دون ظهور أي علامات تحذيرية.
ويرجح الباحثون أن التحولات في أنماط الحياة والبيئة على مدى العقود الماضية تلعب دورا رئيسيا في هذه الزيادة، فقد ارتفعت معدلات السمنة، وتغيرت الأنظمة الغذائية نحو المزيد من الأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية واللحوم المعالجة، وانخفض النشاط البدني.
ويدرس العلماء أيضا تأثير التعرض المبكر للمضادات الحيوية وتغيرات ميكروبيوم الأمعاء على زيادة خطر الإصابة بأنواع من السرطان، بما فيها سرطان الزائدة الدودية.
ويشكل اكتشاف المرض تحديا كبيرا، إذ إن أعراضه، إن ظهرت، غالبا ما تكون غامضة، مثل ألم خفيف في البطن أو انتفاخ أو تغيرات في عادات التبرز، مما يؤدي إلى اكتشاف معظم الحالات أثناء جراحة طارئة لالتهاب الزائدة الدودية أو بعد تفاقم الحالة.
وبسبب ندرة المرض، لا يُوصى بإجراء فحوص روتينية، ويعتمد الكشف المبكر على وعي الأطباء والمرضى بالأعراض المستمرة أو غير العادية.
يقول جاستن ستيبينج، أستاذ العلوم الطبية الحيوية بجامعة أنجليا روسكين، إن التركيز على الوقاية والتوعية يظل أفضل استراتيجية في الوقت الحالي، مشيرا إلى أهمية الحفاظ على وزن صحي، واتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة النشاط البدني بانتظام، مع تجنب التدخين والحد من تناول الكحول.
ويؤكد أن رفع مستوى وعي مقدمي الرعاية الصحية والجمهور هو مفتاح تحسين فرص الكشف المبكر ومعالجة المرض بشكل فعال.
إن ارتفاع معدلات سرطان الزائدة الدودية بين الشباب يعد تذكيرا بأن الأمراض النادرة يمكن أن تصبح أكثر شيوعا نتيجة تغير البيئة وأنماط الحياة، ويشكل دعوة لإجراء المزيد من الأبحاث، وللاهتمام بأجسادنا وطلب المشورة الطبية عند ظهور أي أعراض غير طبيعية.