02:31 م
السبت 13 سبتمبر 2025
وكالات
يعد فيروس الورم الحليمي البشري “HPV” واحدا من أكثر الفيروسات شيوعا وإثارة للجدل، إذ تشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى 80% من الناس سيصابون به في مرحلة ما من حياتهم، غالبا دون ملاحظة ذلك، إذ يكتسب فهم هذا الفيروس أهمية خاصة نظرا لارتباطه بعدد من الأمراض، أبرزها السرطان.
وبحسب تقرير منشور في موقع The Conversation، فقد حدد العلماء أكثر من 200 نوع من هذا الفيروس، ما يجعله من أكثر العائلات الفيروسية تنوعا وتعقيدا، إذ أن بعض هذه السلالات منخفضة الخطورة ولا تسبب أعراضا أو تسبب ثآليل جلدية بسيطة، مثل الأنواع 1 و2 و4 المسؤولة عن الثآليل الجلدية الشائعة والثآليل الأخمصية التي تصيب القدمين بينما تسبب سلالات أخرى مثل النوعين 6 و11 ثآليل تناسلية قد تنتقل بين الشركاء حتى بعد العلاج.
لكن الأخطر هو الأنواع عالية الخطورة، وعلى رأسها النوعان 16 و18، اللذان يمكنهما إتلاف الحمض النووي للخلايا البشرية، مما يزيد خطر الإصابة بالسرطان، إذ تشير الدراسات إلى أن التدخين أو العدوى المتكررة بهذه السلالات يرفع هذا الخطر بدرجة أكبر.
ويوصي خبراء الصحة العامة بلقاح فيروس الورم الحليمي البشري (HPV) لكلا الجنسين للوقاية من العدوى ومنع انتشارها، خاصة أنه يرتبط ليس فقط بسرطان عنق الرحم، بل أيضا بسرطانات الفرج والمهبل والشرج والقضيب والفم والحلق.
ويؤكدون أن استخدام الواقيات الذكرية يقلل من احتمال انتقال العدوى لكنه لا يوقفها تماما، وأن الفحص الدوري لمسحة عنق الرحم يبقى ضرورياً حتى للمطعمات.
وتسعى منظمة الصحة العالمية للوصول إلى تطعيم 90% من الفتيات في سن 15 عاما بالكامل بحلول 2030، إلا أن النسبة العالمية لا تزال عند حدود 48%، ما يعكس الحاجة لزيادة الوعي ومكافحة المعلومات المغلوطة حول سلامة اللقاح وأهميته.
رغم أن فيروس الورم الحليمي البشري غالبا ما يكون غير ضار، إلا أن بعض سلالاته عالية الخطورة تستدعي الانتباه والوقاية المبكرة. ويُعد التثقيف والتطعيم من أهم الأدوات لمواجهة مخاطره وحماية الأجيال المقبلة.