06:19 م


السبت 13 سبتمبر 2025

كتب – محمد القرش:

حقق محمود الخطيب نجاحات غير مسبوقة كرئيس للنادي الأهلي كمال فعل عندما كان لاعبا لكرة القدم، وجاء كل ذلك عقب العديد من الصعوبات والأزمات التي مر بها منذ أن كان في رحم أمه مرورا بإصابات الصغر وصدمة وفاة والدته.

سبعون عاما من البطولات والإنجازات والمساهمات الغالية في تاريخ النادي الأهلي والكرة المصرية، ساحرا الجماهير كلاعب كرة قدم وعضو مجلس إدارة وأمين صندوق ونائب رئيس ورئيس، لكنه تعرض لفارق أهم شخص في حياته خلال متوسط نجوميته مع الأهلي

أصعب فراق

بدأت القصة في عام 1974 عندما كان يصل الخطيب البيت عقب التدريبات ويجد والدته في المطبخ رافضة أحدا غيرها أن يُحضر الطعام له، كل ذلك رغم مرضها في الكلى، وبعد تحضير الطعام تذهب إلى سريرها واضعة منشفة بين أسنانها محاولة منها مجابهة شدة الألم.

وعندما شاهد الخطيب هذا الموقف يتكرر أكثر من مرة لم يتحمل أن يرى معشوقته الوحيدة في الحياة في هذه الحالة، إذ يذهب إلى الطبيب الذي طلب بإجراء عملية جراحية فورية، ليرفض الوالد هذه الفكرة بسبب نصيحة عمرها 10 أعوام من دكتور أجرى لها نفس العملية، قائلا لنجله: “أمك لو عملت العملية هتموت”.

ولكن اقتنع إبراهيم بإجراء العملية بعد تأكيد الطبيب له أن الطب تقدم الآن عن 10 سنوات ماضية، وبعد إتمام العملية رحل الجميع عدا محمود الذي ظل بجانب والدته حتى استيقظت في الصباح واصفا إياها: “كانت أول مرة في حياتي اشوفها حلوة بهذا الشكل، وشها منور وابتسامتها حلوة، يومها كنت سعيد جدا، ومشيت الساعة 12 الظهر عشان اروح التمرين قبل مباراة الأهلي والترسانة بيومين”.

وأثناء التدريبات نادى محمد صالح الوحش لمحمود من أجل الجلوس في غرفة الملابس بتواجد زيزو، ومع مقدمات كثيرة من مدرب الأهلي عن الأب والأم ودورهما في الحياة، طلب الخطيب منه أن يقول ما في الأمر، ليفاجأ بخبر وفاة والدته.

أنطلق محمود كشخص دون عقل لا يعرف أين يذهب وماذا يفعل من شدة الصدمة التي تلقاها، واصطحبه زملاءه إلى مكان جثمان والدته في المنزل، واحتضن والده وهو يسمع حديثه: “مش قولت لك يا بني انها هتموت”.

دخل غرفتها مقبلا ومودعا إياها قبل الدفنة وصلاة الجنازة، وبعدها بأيام قليلة كان هناك مباراة للأهلي عاجزا الخطيب عن خوضها بسبب الحزن الشديد الذي يسيطر عليه.

عودة الأسطورة

تحدث معه الجهاز الفني للنادي الأهلي بضرورة الحضور إلى التدريبات من أجل الخروج من حالة الحزن، وهو الحديث الذي أكد عليه والده قائلا: “يا محمود عايز اطلب منك طلب، كلنا هنموت ودلوقتي في ناس حبيتك واديتك دعم جامد جدا ووقفوا جنبك، دلوقتي لازم ترد جميل الجمهور وتلعب، وده هسياعدنا كلنا في تخطي الأحزان”.

وروى الخطيب اللحظة التي لم ولن تمحى من ذاكرته أبدا، مع نزوله أرض الملعب هتف 80 ألف متفرج “بيبو بيبو” (بصوت منخفض) مما أثر فيه مؤكدا أن الجمهور هو صاحب الفضل عليه بعد الله.

وذهب إلى المنزل بعد المباراة التي انتهت بالتعادل السلبي مع أداء ليس بجيد، ليأخذه والده بالأحضان: “كدا انت عملت حاجة كويسة والأعمار بيد الله”.

شاركها.