01:00 م
الثلاثاء 16 سبتمبر 2025
كتبت – أميرة حلمي:
في قلب صحراء “وادي الموت” بالولايات المتحدة، تظهر ظاهرة غريبة حيّرت العلماء والسائحين لعقود طويلة: صخور ضخمة تتحرك على سطح الأرض تاركة خلفها آثارًا واضحة، وكأن أحدًا دفعها، لكن لا أحد موجود!
المشهد الغريب
هذه الصخور، التي يصل وزن بعضها إلى مئات الكيلوجرامات، تتحرك لمسافات طويلة على أرض مسطحة، مخلّفة وراءها خطوطًا طويلة في الرمال الطينية. والغريب أن حركتها تحدث في صمت تام، دون أن يراها أحد تتحرك فعليًا.
تفسيرات متضاربة
في عام 2014، قدّم فريق بحثي من Scripps Institution of Oceanography تفسيرًا علميًا موثقًا بعد استخدام أجهزة GPS وكاميرات زمنية وأرصاد جوية لمراقبة الصخور على مدى شهور. الدراسة التي نُشرت في مجلة PLOS ONE، أكدت أن الصخور لا تتحرك بالصدفة ولا بالسحر، بل بسبب تفاعل دقيق بين الماء والجليد والرياح.
ففي الليالي شديدة البرودة، تتشكل طبقة رقيقة من الجليد أسفل الصخور فوق أرض رطبة. ومع شروق الشمس وذوبان الجليد جزئيًا، يصبح سطح الأرض منزلقًا، وعندها تدفع الرياح حتى الصخور الثقيلة لمسافات طويلة، تاركة آثارها الواضحة.
على مدى سنوات، تعددت النظريات: البعض اعتقد أن الرياح القوية هي السبب، وآخرون قالوا إنها مرتبطة بمجال مغناطيسي غامض. لكن الأبحاث الأخيرة أظهرت أن طبقة رقيقة من الجليد تتشكل تحت الصخور في الليالي الباردة، ومع أول نسمة ريح صباحية، تبدأ الصخور في “الانزلاق” لمسافات كبيرة.
رغم هذا التفسير العلمي، لا يزال الكثيرون يرون أن الظاهرة تحمل أسرارًا أبعد من مجرد جليد ورياح. البعض يربطها بطاقة كونية، وآخرون يعتبرونها “أحد ألغاز الطبيعة.